الهجوم على ارامكو رد طبيعي على العدوان السعودي

الهجوم على ارامكو رد طبيعي على العدوان السعودي
الثلاثاء ١٧ سبتمبر ٢٠١٩ - ١٢:٣٧ بتوقيت غرينتش

من مصلحة الولايات المتحدة اتهام ايران بالضلوع بالهجوم على معامل شركة ارامكو السعودية من اجل تحقيق المزيد من الحلب للدول الخليجية التي باتت عاجزة عن تلبية جميع رغبات ترامب بسبب الحلب المتزايد لاقتصادها وثرواتها.

العالم - تقارير

في خطوة مكشوفة الاهداف، اتهم الرئيس الاميركي دونالد ترامب وقبله وزير خارجيته مايك بومبيو على عجالة، ايران بالمسؤولية عن الهجوم الذي تعرضت له السعودية من قبل عشر طائرات تابعة لسلاح الجو المسير اليمني، استهدفت منشأتي بقيق وخريص النفطيتين التابعتين لشركة ارامكو اقصى شرق المملكة.

وردا على سؤال حول ما إذا كان يعتقد أن طهران هي من شنت الهجمات، زعم ترامب "بالتأكيد أن الأمر يبدو كذلك في هذه اللحظة". واضاف وتابع خلال لقائه ولي عهد البحرين سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة في البيت الابيض أن الولايات المتحدة شبه متأكدة، وتابع "نحن حاليا نعرف ذلك جيدا"، و"بالتأكيد سيبدو الأمر للكثيرين بأن إيران هي الفاعل"، لكن واشنطن تريد مزيدا من البراهين.

وتابع خلال لقائه ولي عهد البحرين سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة في البيت الابيض "نريد أن نكشف بشكل مؤكد من قام بذلك".

وتحدث الرئيس الاميركي عن محاولة جديدة لحلب السعودية وبلدان الخليج الفارسي وقال "أعتقد أنه من مسؤولية السعودية أن تفكر في دفاعها بجدية"، مضيفا: "في حال كنا نساعدهم، فسيتطلب ذلك مشاركة مالية كبيرة منهم ودفع ثمن ذلك". وأوضح: "سيكون على السعوديين أن يلعبوا دورا كبيرا في حال قررنا أن نقوم بأي شيء، وهذا يشمل دفع الأموال، وهم يدركون ذلك تماما".

السعودية نفسها قالت انها سستستقدم خبراء ومتخصصين للكشف عن الجهة المسؤولة عن تنفيذ الهجوم على ارامكو وقالت الخارجية السعودية: ستقوم المملكة بدعوة خبراء دوليين ومن الأمم المتحدة للوقوف على الحقائق والمشاركة في التحقيقات، وستتخذ كافة الإجراءات المناسبة في ضوء ما تسفر عنه تلك التحقيقات.

قادة وزعماء يحملون السعودية مسؤولية مايحدث لها

المثير في الامر ان زعامات عالمية لم تقتنع بالتصريحات الاميركية واعتبرت ان الهجوم على ارامكو هو رد طبيعي على العدوان السعودي الذي يستهدف يوميا المدنيين في اليمن، فالرئيس التركي رجب طيب اردوغان اكد في تصريحات ادلى بها على هامش اجتماعات انقرة لبحث الازمة السورية تساءل عن الجهة التي قصفت اولا الاراضي اليمنية.

ودعا الرئيس التركي، يوم امس الإثنين، إلى تذكر من الذي شن الحملة العسكرية على اليمن، وقال أردوغان، خلال مؤتمر صحفي: "يجب أن تبدأ اليمن في إعادة البناء (الدولة) بأسرع ما يمكن، فهي غير قادرة على الوقوف على أقدامها​​​ما الذي يمكن أن تفعله الدول المتقدمة لليمن وسوريا؟ والكارثة الموجودة في فلسطين، ولكن للأسف، يحارب المسلمون الآن المسلمين. لنتذكر من كان أول من قصف اليمن؟ وسوف نرى من أين بدأت الكارثة".

اما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فهو الآخر طالب السعودية بوقف اعتداءاتها على اليمن لكي تستعيد عافيتها وسلامها وحتى انه استدل بالقرآن الكريم على ضرورة وقف العدوان على اليمن وقال الرئيس الروسي إن ما يجري في اليمن هو كارثة إنسانية حقيقية ونحن مستعدون لتقديم المساعدات للشعب اليمني، ولا ينبغي أن تحل الأزمة إلا بالحوار، ودعا أطراف النزاع اليمني إلى اتخاذ منصة أستانا نموذجا يحتذى لجمعهم حول طاولة واحدة، واستشهد بوتين بآيات من القرآن، وقال: "هنا أريد أن أذكر بعض الآيات من القرآن: "وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِیعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَیْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَیْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا..".

كما تحدث بوتين ان السعودية اذا ارادت ان تحقق امنها فيجب عليها التخلي عن اي نوع من انواع العدوان مستشهدا بالآية الكريمة "ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين".

منظمة العفو الدولية تحذر

من جهتها فقد حذرت منظمة العفو الدولية من أن أي تدخل عسكري أمريكي ردا على الهجوم ضد منشآت النفط السعودية الذي تتهم إيران بشنه، وانه لن يؤدي إلا إلى تفاقم المعاناة بالشرق الأوسط.

واعتبر مدير المنظمة كومي نايدو أنه يتوجب على العالم بدلا من ذلك مضاعفة الجهود لإنهاء العنف المدمر في اليمن، حيث تستهدف حملة جوية بقيادة السعودية المناطق الامنة في اليمن.

وذكر نايدو في مقابلة مع وكالة "فرانس برس" في واشنطن "نحتاج إلى وقف إراقة الدماء في الحال، وأي حديث عن تدخل عسكري في الوقت الحالي لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع السيء".

وقال نايدو "المستويات المروعة للعنف الذي يتعرض له الناس، كذلك قصف المستشفيات وتدمير البنية التحتية للمياه وما إلى ذلك، إنه أمر كان يجب فقط وقفه بالإرادة السياسية".

وأضاف "للأسف، يبدو أن بعض الحكومات إذا كانت متحالفة مع الولايات المتحدة، مثل السعودية، بإمكانها الإفلات من المحاسبة عن الجرائم".

وحذر من نتائج مشابهة لغزو العراق عام 2003 الذي "خلق الكارثة التي لدينا الآن، ليس فقط في العراق ولكن أيضا في الدول المجاورة له".

وقال "يمكن لبعض القادة السياسيين لأسباب انتهازية اتخاذ خيار الذهاب إلى الحرب لأنها قد تساعدهم انتخابيا".

لكنه استدرك "أنا لا أقوم بالتمييز بين الدول، أعتقد أن العديد منها تشعر بالارتياح لقرع طبول الحرب في الوقت الحالي".

تطور الصناعات الحربية في اليمن

ومن يراقب تطور عملية التصنيع الحربي في اليمن لايستبعد ان تنفذ صنعاء هجمات على هذا المستوى من التكنولوجيا والتقدم ومثلما شهدت الصناعات الصاروخية تطورا ملحوظا هي ايضا شهدت مثل هذا التطور على مستوى الطائرات المسيرة، فقد بدأ اليمنيون قبل سنوات من نقطة الصفر في تطوير قدراتهم العسكرية على مستوى بناء الصواريخ او الطائرات المسيرة ويجب ان يدرك السعوديون ان القادم اعظم ويتعين عليهم ان يخرجوا من اليمن قبل تحمل المزيد من الخسائر.

وربما يكون الاعلاميون هم اكثر الناس قربا لاحداث اليمن وانهم لم يستغربوا لماحصل من هجمات على المنشآت النفطية في السعودية ذلك انهم سمعوا قبل اشهر من متحدث القوات المسلحة اليمنية ان بنك الاهداف السعودية آخذ بالاتساع وان الطائرات اليمنية ستضرب في العمق السعودي وان الهجمات الجوية اليمنية ستكون اكثر ضراوة وتدميرا هذا الكلام سمعناه قبل اشهر من المسؤولين الوطنيين في اليمن ومن هنا فإن هجمات "البقيق" لم تكن غريبة على المتابعين للوضع اليمني.

وبعد اتضاح الصورة بشأن من قصف ارامكو وانكشاف توجهات الرئيس الاميركي في التحريض ضد ايران واتهامها بالوقوف وراء العملية الاخيرة في "البقيق" السؤال هو هل ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يعرف هذه الحقائق، المراقبون يقولون ان ابن سلمان هو يعرف بان ترامب يحلب السعودية لكنهم يشككون بقدرته على تخليص السعودية مما هي عليه لانها ستبقى البقرة الحلوب المفضلة لدى ترامب!