هل ستغير نتائج انتخابات الكنيست من واقع الاحتلال شيئا؟

هل ستغير نتائج انتخابات الكنيست من واقع الاحتلال شيئا؟
الخميس ١٩ سبتمبر ٢٠١٩ - ٠٩:٢٦ بتوقيت غرينتش

من المقرر ان تعلن مساء اليوم النتائج النهائية لانتخابات الكنيست، لتتبين هوية الحكومة الاسرائيلية الجديدة في ظل تقارب الآراء بين حزب الليكود بزعامة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، وحزب أزرق أبيض الذي يترأسه رئيس هيئة الاركان السابق بيني غانتس. لكن الفلسطينيين -الفصائل والشعب- لا يعولون على نتائج الانتخابات الاسرائيلية مهما كانت، نظرا لمعرفتهم بعدوانية وغطرسة الاحتلال وسياساته القمعية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني.

العالم - تقارير

حصل حزبا الليكود وأزرق أبيض في انتخابات الكنيست الإسرائيلي، على نتائج متقاربة جدا، حيث تقدم غانتس على خصمه نتنياهو بفارق مقعد واحد فقط؛ وهذا ما يعقد الوضع في الداخل الاسرائيلي ويجعل الخيار إما بين الجولة الثالثة للانتخابات وإما بين تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، فلكل من هذه الخيارات تبعات خاصة لها.

ولن يكون بنيامين نتانياهو أو منافسه بيني غانتس قادرين على أن يشكل أحدهما حكومة مع حلفائه من دون اللجوء إلى وزير الدفاع السابق ورئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدورليبرمان.

ويقول الكاتب والمحلل السياسي الإسرائيلي الحنان ميلر إن نتنياهو فشل في إحراز أغلبية واضحة في هذه الانتخابات بسبب إخفاق جميع سياساته السابقة، سواء بشأن عملية السلام أو التصدي لتنامي قوة حركة حماس العسكرية في قطاع غزة، إضافة إلى تهم الفساد المتعددة التي تلاحقه منذ سنوات.

ويضيف أن كل الأحزاب من اليمين واليسار تهاجم نتنياهو بسبب فقدانه لإستراتيجية شاملة بشأن الصراع مع الفلسطينيين، مشيرا إلى أن الجمهور الإسرائيلي "تعب من سياسات نتنياهو"، وبالتالي فإنه لن يلعب دورا مهما في الحكومة القادمة بسبب القضايا القانونية المحيطة به".

ويؤكد ميلر أن التحالف مع أحزاب القائمة العربية المشتركة ليس فرضية واقعية الآن، وأن الحكومة القادمة ستكون "حكومة يهودية صهيونية"؛ لكن السؤال المطروح هو: هل ستكون يمينية دينية أم وسطية؟ ولفت إلى أن الحلقة الضعيفة في المشهد السياسي الحالي هي نتنياهو نفسه بسبب قضايا الفساد، وربما تكون هناك مطالبة من داخل حزبه الليكود بتنحيه عن قيادة الحزب.

أما الباحث الفلسطيني المتخصص في الشؤون الإسرائيلية "صالح النعامي" فرأى أن الانتخابات كانت سباقا بين اليمين واليمين، ومن التضليل وصف الأحزاب المشاركة فيها على أساس أنها من اليسار واليمين؛ فحزب العمل الذي كان هو "معسكر السلام" شارك فيها بالتحالف مع حزب يميني.

وأوضح أن موضوع الصراع والسلام لم يطرحه أي حزب في خطابه الانتخابي لأن الحلبة الحزبية كانت موغلة في اليمين المتطرف، بل إن رئيس حزب "أزرق أبيض" زايد على نتنياهو في خطاب التصعيد ضد الفلسطينيين، متباهيا بأنه أشرف على تدمير بيوتهم حين كان قائدا في الجيش، كما أنهم جميعا يزايدون عليه في التهويد والاستيطان وضم أراضي الفلسطينيين وغيرهم، وكل ما اعترضوا به على نتنياهو هو فساده.

وقال النعامي إن نتنياهو يمسك حزب الليكود رهينة عنده لأنه معني بتمرير قانون الحصانة الذي سيعفيه من المحاكمة التي قد تفضي لسجنه 25 عاما، وليس معنيا بحكومة وحدة وطنية؛ بل إنه قد يعيد تنظيم الانتخابات مرة أخرى ما لم يكن يخشى اندلاع تمرد على قيادته من داخل الليكود، لافتا إلى أن هناك شبه إجماع تقريبا على أن أي حكومة قادمة سيكون التصعيد هو عنوان برنامج عملها خاصة تجاه غزة.

لكن، يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار، أنه بغض النظر عن كل هذه التحليلات والفرضيات الموجودة ، لا تعول الفصائل الفلسطينية على نتائج انتخابات الكنيست الإسرائيلي، مهما كانت، وترى أن العدو هو عدو واحد، الذي ينتهك حقوق الشعب الفلسطيني ويقتل ابنائه ويحرض على العدوان وتوسع الاستيطان ويستمر في حصاره على قطاع غزة.

وفي السياق، قال حازم قاسم الناطق باسم حماس إن الجمهور الإسرائيلي كان بين اختيار الحزب المتطرف أو الأكثر تطرفًا، وأن جميع الأحزاب كانت واضحة في معاداة شعبنا وإنكار حقوقه.

ولفت قاسم إلى أن كل الأحزاب تحرض على العدوان على قطاع غزة وضم الضفة الغربية، وتوسيع الاستيطان، وانتهاك حرمة المسجد الأقصى، وإنكار حق العودة.

وقال "بغض النظر عمن سيقود الكيان الصهيوني، شعبنا سيواصل نضاله ضد الاحتلال الصهيوني حتى ينتزع حريته بالمقاومة الشاملة، ويواجه كل مشاريع تصفية القضية الفلسطينية، ويقيم دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وسيواصل نضاله لكسر الحصار عن قطاع غزة".

بدورها، اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن نتائج انتخابات الاحتلال بغض النظر عن تقدم هذا الحزب أو ذاك لن تُغَيِر من واقع الاحتلال شيئاً على الأرض، فالأحزاب وبرامجها على عداء مطلق مع شعبنا الفلسطيني وحقوقه الوطنية.

وأضافت الجبهة أنه لا اختلاف في برنامج المجرم نتنياهو عن القادة المجرمين والملطخة أيديهم بدماء شعبنا مثل غانتس أو باراك أو ليبرمان وحتى حزب ميرتس الذي يتقاطع مع اليمين الصهيوني بخصوص تهويد القدس والاعتراف بيهودية الدولة وإنهاء قضية اللاجئين، فهناك إجماع داخل هذه الأحزاب على تصفية حقوق شعبنا.

ودعت الجبهة قيادة السلطة إلى عدم إشاعة الأوهام من حدوث أي تغيير في التركيبة السياسية داخل الكيان، أو إمكانية وجود طرف إسرائيلي جاهز للمفاوضات والتسوية، فلا فرق بين الليكود وأزرق أبيض وحزب العمل، فمسيرة ربع قرن من السير في اتفاقية أوسلو الكارثية أثبتت أن الأحزاب استغلت التسوية من أجل فرض سياساتها العدوانية على الأرض.

بدورها، قالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، إن نتائج الانتخابات الإسرائيلية "مخيبة لآمال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وأحبطت حلمه في الوصول إلى ولاية جديدة على رأس الحكومة".

وحذّرت الجبهة الديمقراطية من "أي رهان فلسطيني على إمكانية الوصول مع أية حكومة إسرائيلية قادمة، إلى اتفاق على استئناف المفاوضات الثنائية لاستكمال مسار أوسلو التفاوضي البائس، الذي أورث شعبنا الكوارث والنكبات السياسية، ودمر مصالحه الوطنية".

ودعت الجبهة السلطة الفلسطينية وقيادتها إلى "استخلاص الدروس الصحيحة من نتائج الانتخابات، ووضع حدّ لسياسة المراوحة في المكان، وسياسة الرهان على تسويات هابطة، باتت السبل إليها مسدودة".

وفي السياق ذاته، قال إسماعيل رضوان القيادي في حركة حماس : "هذه انتخابات باطلة، وتُكرس الوجود العنصري لهذا الكيان المصطنع، ونؤكد أنها لن تعطي الشرعية للاحتلال على أرض فلسطين".

وأضاف: "لا فرق بين يمين ولا يسار، كلهم معاد لشعبنا الفلسطيني وهم قتلة مجرمون".