مساعد وزير الخزانة الأميركية لمكافحة الإرهاب في بيروت للضغط على لبنان

مساعد وزير الخزانة الأميركية لمكافحة الإرهاب في بيروت للضغط على لبنان
الإثنين ٢٣ سبتمبر ٢٠١٩ - ٠٨:٥٧ بتوقيت غرينتش

وصل مساعد وزير الخزانة الأميركية لمكافحة الإرهاب مارشال بللينغسلي، إلى بيروت، حيث من المقرر أن يجري سلسلة لقاءات واجتماعات مع السلطات النقدية والمصرفية، عقب تصفية مصرف "جمال ترست بنك" على ان يوجز في مؤتمر اعلامي خلاصة ما حمله، وما انتهى إليه وما تزمع الإدارة الأميركية القيام به في إطار حملتها لمكافحة تمويل "حزب الله" والجهات أو الشخصيات ذات الصلة به.

العالم - لبنان

ومن أبرز الشخصيات التي سيلتقيها الموفد الأميركي رئيس الوزراءاللبناني سعد الحريري على ان يستهل لقاءاته مع حاكم مصرف لبنان.
وفي هذا الاطار، كتبت بعض الصحف بيروت اليوم " ان بللينغسلي سيسأل المعنيين عن الاجراءات التي اتخذت في حق جمال تراست بنك، ليتأكد من أن المصرف اصبح فعلا خارج المنظومة المصرفية اللبنانية، بعدما ادرجه مكتب مراقبة الاصول الخارجية "اوفاك" على لائحة الارهاب التي يصدرها.
وأدرجت وزارة الخزانة الأميركية " قبل اسابيع جمال تراست بنك" وثلاث شركات تابعة له ("ترست للتأمين" و"ترست للتأمين على الحياة" و"ترست لخدمات التأمين") على لائحة الإرهاب التي يصدرها مكتب مراقبة الأصول الخارجية المعروفة باسم "أوفاك". واتهمت المصرف بتوفير خدمات مالية ومصرفية لمؤسسات يملكها "حزب الله" مدرجة على لائحة الإرهاب مثل "القرض الحسن" و"مؤسسة الشهيد" و"المجلس التنفيذي للحزب الله.
و حسب مصادر صحفية الموفد الاميركي سيبلغ كذلك جمعية المصارف، بأن اي ثبوت لعلاقة لأي مصرف مع اي فرد وضع على لائحة العقوبات الاميركية، سيضعها في دائرة الخطر ويجعل مصيرها كمصير جمال تراست بنك.
و حسب هذه المصادر: الى ان زيارة الموفد الأميركي تأتي في إطار التأكد من "مسار تصفية جمال ترست بنك والتثبت من أنه أصبح خارج المنظومة المصرفية"، وخاصة لجهة ضمان تجميد الحسابات التي صنفتها بلاده "غير شرعية" في البنك المذكور. ومن غير المعروف كيف سيتصرف مصرف لبنان مع الطلبات الأميركية الإضافية، بعدما امتثل سابقا لجميع الأوامر الصادرة عن واشنطن.
علمت «الجمهورية» ان جهات مصرفية واقتصادية لبنانية، سعت في الفترة الاخيرة الى الحصول على توضيحات من الجانب الاميركي، حيال بعض الاجراءات التي تردد ان الادارة الاميركية قررتها، وتطال بعض المصارف في لبنان، في سياق الاجراءات التي اتخذت بحق «جمال تراست بنك».
وبحسب المعلومات، فإن الجانب الاميركي امتنع عن تقديم هذه التوضيحات، بل على العكس إن الأجوبة التي تلقاها المصرفيون والاقتصاديون تحمل على القلق. وكشفت مصادر مصرفية لـ«الجمهورية» ان الجانب الاميركي لم يقدم تطمينات، بل على العكس، أكد على ما مفاده «يجب الا يكون أحد مطمئنا على الاطلاق. فالقرار المتعلق بالعقوبات هو في واشنطن، وليس في لبنان. ومن هنا، فإن أي قرار أميركي يتخذ في هذا الشأن، سيتبين مضمونه لحظة صدوره، وليس قبل ذلك».
وبحسب المصادر المصرفية فإن هناك قلقا كبيرا يسود القطاع المصرفي، منذ صدور القرارات العقابية الاميركية بحق «جمال تراست بنك»، وما زاد القلق موجة الشائعات التي ما زالت تطلق حول استهدافات تطال هذا القطاع.
وأوضحت المصادر ان هذه الأجواء، بقدر ما أربكت القطاع المصرفي، فهي أربكت المودعين الذين لوحظ تزايد حضورهم الى المصارف، إما للاستفسار وإما لسحب ودائعهم. وقالت: بصرف النظر عن صدور اي قرار بعقوبات او عدم صدور مثل هذا القرار بحق اي مصرف لبناني، فإن الضرر قد وقع فعلا على المصارف، وهو ضرر يكاد يكون أكبر حتى من صدور القرار نفسه، لأنه كما يقال: الخوف من الموت هو أقسى من الموت نفسه.
و بحسب جريدة الاخبار ان من المعروف أن بيلنغسيلي يشغل الموقع الذي يتولى شاغله «قطع رؤوس» المصارف وكل الذين تقرر الإدارة الأميركية معاقبتهم، لسبب أو لآخر، قد يكون بينها رفض تحولهم إلى مخبرين لدى الاستخبارات الأميركية. زيارة بيلنغسلي وضعت في سياق الضغط الأميركي على لبنان.