دعوة كويتية لحل قضية فلسطين والتصدي لخطاب الكراهية

دعوة كويتية لحل قضية فلسطين والتصدي لخطاب الكراهية
الأربعاء ٢٥ سبتمبر ٢٠١٩ - ٠٦:٥٧ بتوقيت غرينتش

دعا رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق علي الغانم، آسيا وأوروبا إلى التركيز على الهموم المشتركة لدول القارتين، مشددا على ضرورة العمل على وضع حلول نهائية للملفات المزمنة تاريخيا، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والتصدي لخطاب الكراهية.

العالم - الكويت

جاء ذلك في كلمة للغانم، نشرتها شبكة (الدستور) الإخبارية التابعة لمجلس الأمة الكويتي، أمس الثلاثاء، ألقاها أمام مؤتمر البرلمانات الأوروبية الآسيوية الرابع (يورو آسيان)، المنعقد في العاصمة الكازاخستانية نور سلطان.

وأشار إلى ضرورة تغيير المعادلة المغلوطة، التي تصور صراعا بين آسيا متخلفة تعاني عقد النقص، مقابل أوروبا متعالية وباردة وغير مبالية، مضيفا: "دائما ما أتساءل ما الذي يجعل لقاءنا كآسيويين وأوروبيين في كازاخستان؛ حيث قلب آسيا طبيعيا وعاديا ومألوفا، وماذا عن عشرات الأديان الممتدة من الشرق إلى الغرب .. ماذا عن الحروب وصراع الحضارات والإمبراطوريات بين القارتين عبر التاريخ، وماذا عن اختلاف الأجناس والأعراق والألوان بين ضفتي هذا الحزام الجغرافى الهائل، والأكثر أهمية ماذا عن اختلاف لغاتنا ولهجاتنا".

وأضاف الغانم، أن الهم المشترك للمشاركين في المؤتمر، يتمثل في حياة مواطنيهم بكرامة وأمن واكتفاء، وتأمين مستقبل أبنائهم، مؤكدا أن ذلك الهم المشترك، أكبر من الحروب والصراعات والأعراق والأديان، وهو ما يجعل لكل صراع نهاية، ولكل حرب خاتمة.

وأوضح، أن أكثر خطاب يبعث على القلق، هو خطاب الكراهية المتخم بالفوبيات المتخيلة، والخطاب المحرض على الآخر، والخطاب المنطوي على فهم مغلوط وقراءات مخلة، فتصبح المعادلة هكذا، آسيا المكتظة والمتخلفة، آسيا العبء، آسيا المصدرة للمشاكل والملفات المزمنة، آسيا المسكونة بعقدة النقص، مقابل أوروبا الباردة غير المكترثة، أوروبا المتعالية، أوروبا المسكونة بعقدة الإمبريالي الجشع.

وقال رئيس مجلس الأمة الكويتي :"إن هذا النوع من الخطاب والفهم، وما يستتبعه من ممارسة، هو بوابتنا إلى الجحيم السياسي، لأنه خطاب يتناسى قضايانا الواقعية المصيرية المشتركة، ويركز على المتوهم والمتخيل أنه خطاب، يتناسى مشاكل البطالة في آسيا وأوروبا، ومشاكل الطاقة والمياه، ومعضلات التنمية في كلتا القارتين، وغيرهما من ملفات مشتركة".

وشدد على أن مسؤولية المشاركين كبرلمانيين وممثلين للشعوب، أن يساهموا في خلق خطاب إنساني جامع، يركز على المشتركات والهموم الجماعية العابرة للقارات، وعلى الأولويات المستحقة، لافتا إلى أن هذا الاجتماع، هو خطوة لتفعيل حوار مستمر وممتد بين القارتين.

وأكد، ضرورة العمل حثيثا لإيجاد حلول نهائية للكثير من الملفات المزمنة في آسيا وأوروبا، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، موضحا أن هناك أمرا مهما باعثا للقلق أيضا، وهو بقاء الكثير من الملفات والقضايا المزمنة في القارتين دون حل.

وأضاف الغانم قائلا، "بما إنني من الشرق الأوسط، من المنطقة التي نال منها التعب كثيرا بسبب التهاب ظروفها على الدوام، سأعيد التذكير بأقدم ملف مزمن في العالم، وأعني هنا القضية الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي .. 71 عاما من الظلم والجور والقمع والقتل والتجويع والحصار، 71 عاما من الصلف والعناد والمكابرة، 71 عاما من الانتهاك الممنهج لكل قرارات الأمم المتحدة ولكل اتفاقيات حقوق الإنسان والعهود الدولية، ولا يزال هذا الجرح مفتوحا، وهو جرح لا يخص الشرق الأوسط، لأن الكل معني به، وشظاياه كانت على الدوام عابرة للقارات".

وحذر رئيس مجلس الأمة الكويتي، من أن إبقاء هذا الملف دون حل، ودون ضغط على المتسبب، ودون تفعيل آليات الردع السياسية والحقوقية والأخلاقية، ينذر بعواقب كارثية على الجميع، مؤكدا أن التخلي عن الفلسطينيين وحقوقهم المشروعة، أدى وسيؤدي على الدوام إلى استشراء اليأس والإحباط والغضب والانفعال، وهذه كلها مواد خام أولية تدخل في صناعة الإرهاب.

تجدر الإشارة، إلى أن أعمال اجتماع رؤساء البرلمانات الأوروبية – الآسيوية، قد انطلقت الاثنين لمدة يومين في العاصمة الكازاخستانية نور سلطان.