هكذا وضع روحاني النقاط على الحروف

هكذا وضع روحاني النقاط على الحروف
الأربعاء ٢٥ سبتمبر ٢٠١٩ - ٠٥:٤٧ بتوقيت غرينتش

الخبر واعرابه

العالم الخبر واعرابه

الخبر : اطلق الرئيس الايراني حسن روحاني رصاصة الرحمة على الامال الامريكية الواهية بالتفاوض مع ايران وفق شروطها وذلك في خطابه الذي القاه في الاجتماع الرابع والسبعين من اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة ومن على اهم منبر واكثرها شمولية في العالم .

الاعراب :

-في حين كان الرئيس الامريكي دونالد ترامب بعقد امالا كبيرة على تاثير الضغوط والحظر على ايران لاركاعها وارغامها على الحضور لطاولة الحوار ، الرئيس الايراني رفض اي مفاوضات في ظل الضغوط والحظر ، معلنا وبشكل رسمي ان السبيل الوحيد للحوار هو العودة الى الالتزامات . الغرب لاسيما امريكا وخلال اجتماع اليوم في الامم المتحدة وفي اطار تصريحات ومواقف الرئيس روحاني ، أدرك بوضوح ان اختلاف الرؤى الداخلية في ايران وقبل كل شيء هي خلافات تقتصر على مستوى الادارة ، وحين يصل الامر الى المصالح الوطنية فان النظرة الاستراتيجية للمسؤولين الايرانيين ستكون موحدة .

-الرئيس روحاني ليس فقط اغلق الطريق رسميا امام اي حوار تحت الضغط والاجتماعات الشكلية من خلال تصريحه بان الصورة التذكارية ستكون في المحطة الاخيرة من المفاوضات ، بل أكد على ان خيار "الدفاع" لازال الى جانب خيار "المقاومة" على جدول اعمال الايرانيين . طبعا روحاني اماط اللثام عن آلية السلام الايرانية تحت عنوان " مبادر السلام في هرمز" ليكشف للجميع بأن جذور انعدام الامن في المنطقة هي خارجية بحتة وان يد ايران ممدودة لضمان الامن بمساعدة الدول الاقليمية .

-لسنا بحاجة الى التذكير بالاقتدار الاقليمي للجمهورية الاسلامية الايرانية لاسيما خلال الفترة الاخيرة ، ولهذا فقد فضل الرئيس روحاني وبدل ان يذكر بهذه المسالة ، التركيز على نقطة دقيقة حيث قال : السنة نيران حرب اليمن وصلت الى الحجاز ، ولا يمكن ضمان امن السعوديين الا بانهاء العدوان على اليمن ، وليس بدعوة الاجانب الى المنطقة .

-بناء على الكلمة التي القاها روحاني الليلة في الامم المتحدة من جهة وتصريحات ترامب التي ادلى بها امس من جهة اخرى ، يبدو ان مواقف الطرفين ستمتد كخطين متوازيين ولا امل بتقاطعها في القريب العاجل ، هذا في حين ان الالتزام بالقوانين الدولية وعدم الرضوخ امام المواقف المتغطرسة هي من السمات البارزة لاحد هذين الخطين ، واما الخط الثاني فهو مصر على الترهيب في ضوء البلطجة وفرض الاملاءات غير القانونية . من الواضح انه وبناء على تصريحات وزير الخزانة الامريكية قبل عدة ايام فان الحظر والضغوط الامريكية وصلت ذروتها ضد ايران وفي المقابل فان صمود ومقاومة الشعب الايراني تضاعف عدة اضعاف ، في ضوء هذه الظروف فان هناك عنصر واحد يمكنه ان يؤثر على هذن الخطين المتوازيين ليجعلهما يلتقيان ، وهو تراجع ترامب عن مواقفه المتعجرفة والرضوخ للقانون والغاء الحظر . الفرصة قصيرة جدا امام ترامب للتوصل الى نتيجة مرضية في هذا الخصوص ، لاسيما نظرا لسجله الفاشل في ارغام كوريا الشمالية وفنزويلا واخيرا طالبان على الرضوخ .