ترامب والإدمان على الكذب

ترامب والإدمان على الكذب
السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠١٩ - ٠١:٣٥ بتوقيت غرينتش

صدق من قال ان القوي لا يكذب، فالقوي لا يشعر بحاجة الى الكذب ، فأحد اسباب الكذب هو الضعف، فعندما يكون الانسان ضعيفا ، او في موقف لا يمكنه درء الضرر عن نفسه فيضطر للكذب، ولكن وانطلاقا من هذه الحقيقة اين يمكن ان نضع الرئيس الامريكي دونالد ترامب في معادلة الكذب هذه؟.

العالم - كشكول

الغريب ان ترامب لا يكذب فقط حتى بالشكل الذي يكذب به الضعفاء، فالرجل حطم الرقم القياسي في الكذب ليس على مستوى رؤساء امريكا بل العالم اجمع، حيث تتسابق الصحف ووسائل الاعلام الامريكية فيما بينها ايهما اقدر الى ملاحقة عدد اكاذيب ترامب التي تصل الى العشرات يوميا، في حالة تشبه الادمان على الكذب.

اخر اكاذيب ترامب، التي نرصد بدورنا اكبرها واخطرها مثل اسقاط امريكا لطائرتين مسيرتين ايرانيتين واكاذيب من هذا القبيل، كانت كذبته الصارخة، حول رفضه طلب إيران رفع الحظر مقابل إجراء محادثات، وهي كذبة اراد التغطية بها على فضيحة استجدائه لقاءا بالرئيس الإيراني حسن روحاني، والذي عرضت امريكا عليه رفع القيود لتسهيل عقد اجتماع، الا انه رفض اي مفاوضات قبل رفع الحظر الاحادي والعودة الى الاتفاق النووي.

ويقال ان حبل الكذب قصير، فالعالم كله سمع قبل ايام او حتى ساعات، من تصريح ترامب، تصريحات لرئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، الذي اعلن لوسائل الاعلام ان ترامب طلب منه التوسط لدى روحاني بهدف عقد لقاء معه، ويبدو ان وساطته لم تنجح بعد لقاء جمعه الى روحاني في نيويورك على هامش اعمال الجمعية العامة للمتحدة مؤخرا.

لنبقى في عالم اكاذيب ترامب ونقول، انه لطالما رفض تحميل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مسؤولية قتل الصحفي السعودي جمال خاشقي بتلك الطريقة البشعة التي حصلت فيها في قنصلية بلاده في اسطنبول، حتى انه كذب تقارير اجهزة امنه في هذا الشان، واليوم يقول ابن سلمان نفسه انه مسؤول عن قتل خاشقجي، وان كان حاول ان يتهرب من المسؤولية المباشرة.

على عقلاء البيت الابيض، هذا لو كان هناك عقلاء ، ان ينصحوا ترامب بالكف عن التغريد، وحتى عن الكلام، فهذا افضل له ولامريكا، وليدع هذه المهمة لنائبه، فالرجل كلما يكتب ويتحدث، يزيد طين ازماته ومشاكله بلة.