أفغانستان.. انتهت الانتخابات وبقي الجدل

أفغانستان.. انتهت الانتخابات وبقي الجدل
الأحد ٠٦ أكتوبر ٢٠١٩ - ٠١:٤٧ بتوقيت غرينتش

نسبة المشاركة الضعيفة في الانتخابات الرئاسية الأفغانية، التي بلغت حوالى 27% حسب أرقام أولية رسمية، وإعلان المرشحين فوزهم قبل إعلان النتائج، تشير إلى أن هناك مرحلة صعبة تنتظر البلاد.

العالم - أفغانستان

ويرى الخبراء أن إجراء الانتخابات الرئاسية في ظل تهديدات جماعة "طالبان" أدى إلى نقاشات وجدل واسع في البلاد.

وقال خبير العلوم السياسية أحمد سعيدي إن الانتخابات الأخيرة هي "الأكثر إخجالا" في تاريخ أفغانستان من حيث نسبة التصويت.

وأضاف أن "المرشحين الذين لم يقدموا أي مشروع من أجل مستقبل البلاد لم يتمكنوا من كسب ثقة الشعب".

وبخصوص إعلان بعض المرشحين فوزهم بالانتخابات قبل إعلان النتائج غير الرسمية، اعتبر سعيدي أن هذه الخطوة ستجعل كل المرشحين يرفضون الاعتراف بالنتائج، وسيؤدي ذلك إلى حالة من الجدل.

وأضاف: "في هذه الحالة (عدم القبول بالنتائج) سيتم إعادة الانتخابات في مناخ تسوده الشفافية، وإما سيتم تقسيم السلطة كما حدث عام 2014".

وفي الانتخابات الرئاسية عام 2014، جرى تقسيم السلطة بين أشرف عبد الغني الذي تولى منصب الرئيس وعبد الله عبد الله الذي تولى منصب الرئيس التنفيذي، التي يتمتع بصلاحات مماثلة لصلاحيات الرئيس تشمل تعيين قائد الجيش ورئيس المخابرات.

وجاء ذلك بموجب اتفاق لتقاسم السلطة إثر ادعاء كل من عبد الغني وعبد الله فوزها بالانتخابات التي جرت آنذاك، واتهامات بالتزوير شابت الاقتراع.

من جانبه، قال يوسف راشد رئيس اللجنة التنفيذية بـ"وقف انتخابات حرة وعادلة بأفغانستان" (منظمة غير حكومية) إن نسبة المشاركة كانت أقل من المتوقع.

وأضاف أنه يجب فصل الأصوات المزيفة عن الأصوات الحقيقية، مشيرا إلى أن ذلك سيؤدي إلى انخفاض نسبة المشاركة أيضا.

وأوضح راشد أن هناك عدة أسباب أدت لانخفاض نسبة المشاركة أهمها زيادة التهديدات الأمنية، وعدم لقاء المرشحين مع الشعب بشكل كاف وغياب الثقة لدى الشعب في المرشحين إضافة إلى رؤيتهم للانتخابات على أنها مجرد انتخابات صورية.

وأكد أن الشعب الأفغاني في حاجة إلى السلام أكثر من حاجته للانتخابات، مشيراً إلى أن تعليق مفاوضات السلام من العوامل المؤثرة أيضاً في عزوف الناخبين عن المشاركة.

وأعلنت اللجنة المستقلة للانتخابات في أفغانستان أن النتائج غير الرسمية للرئاسيات التي شهدتها البلاد في 28 سبتمبر/أيلول الماضي ستُعلن بعد ثلاثة أسابيع.

وكان بعض المرشحين أعلنوا فوزهم فور انتهاء الانتخابات.

ومن هؤلاء رئيس السلطة التنفيذية الحالي، وأبرز المرشحين في الانتخابات، عبد الله عبد الله، الذي قال إن المعلومات التي حصل عليها تشير إلى فوزه بالانتخابات بفارق كبير عن أقرب منافسيه.

كما ادعى أمر الله صالح نائب الرئيس الحالي والمرشح الرئاسي أشرف غني، أن المعلومات التي حصل عليها تشير إلى تقدم غني.

أما رئيس الوزراء الأسبق وأحد أبرز المرشحين قلب الدين حكمتيار فقال إن الانتخابات تشوبها عمليات تزوير، وإنه لن يعترف بنتائجها إذا لم تعتبر هذه الأصوات باطلة.

فيما قال رحمت الله نبيل رئيس الاستخبارات السابق والمرشح الرئاسي إن نسبة المشاركة منخفضة جداً؛ ولذلك لن يتمكن أي مرشح من الحصول على نسبة الأصوات اللازمة للفوز.

الانتخابات الرابعة منذ الإطاحة بطالبان

واتخذت أفغانستان تدابير أمنية استثنائية ضد تهديدات طالبان لتأمين الانتخابات الرئاسية الرابعة التي تشهدها البلاد منذ الإطاحة بحكومة طالبان قبل 18 عاما.

وتنافس في الانتخابات الرئاسية الأفغانية 14 مرشحاً.

وشارك فيها 2 مليون و695 ألف ناخب من أصل 9 مليون و660 ألف ناخب يحق لهم التصويت.

جدير بالذكر أن نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية التي شهدتها أفغانستان عام 2014 كانت أكثر من 50%.