رئاسية تونس 2019: رغم المرض.. مواطن يتنقّل بسريره لينتخب

رئاسية تونس 2019: رغم المرض.. مواطن يتنقّل بسريره لينتخب
الأحد ١٣ أكتوبر ٢٠١٩ - ٠٦:٥٧ بتوقيت غرينتش

عرف المشهد الإنتخابي عديد المظاهر الإيجابية والصور المميزة التي يتفاعل معها المواطنون كالعادة، لما فيها من تأكيد على روح المواطنة لدى التونسيين اليوم.

العالم - تونس

ذهب عبد القادر الفرايجي، اليوم الأحد، وهو فرد من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى أحد مراكز الاقتراع بتونس العاصمة لانتخاب أحد المرشحين الاثنين للدور الثاني للانتخابات الرئاسية، ليكون الرئيس الجديد لتونس للخمس سنوات القادمة، وذها الشاب كغيره ممن آمنوا بقدرتهم على التغيير باختيار من يمثلهم لقيادة البلاد.

عبد القادر الفرايجي يبلغ من العمر 40 سنة، مبتور الذراعين منذ الولادة، لم تمنعه هذه الإعاقة من أداء واجب الانتخاب، الذي دعي إليه أكثر من 7 ملايين ناخب تونسي لحسم مصير من سيسكن قصر قرطاج الرئاسي.

وقال عبد القادر الفرايجي: "الواجب الوطني يحتم علينا أن نتجاوز كل العراقيل لنكون بذلك قدوة لهذه الفئة من الشعب التونسي، التي تطمح إلى أن تكون في مراكز القرار، لا مخزونا انتخابيا مهمشا رغم ما يواجهه ذوي الاحتياجات الخاصة من صعوبات كبيرة تحول في غالب الأحيان، دون إدلاء بعضهم بأصواتهم أثناء الانتخابات".

ودعا "الفرايجي" الهيئة العليا المستقلة للانتخابات إلى ضرورة تيسير مهمة حاملي الإعاقة خاصة أولئك، الذين واجهوا صعوبة الوصول إلى مراكز الاقتراع أو القاعات المخصصة للانتخاب في ظل غياب ممرات خاصة بهم ما يجعلهم في حاجة إلى مساعدة الآخرين.

وتابع الفرايجي "أطمح دوما إلى أن أكون صوت ذوي الاحتياجات الخاصة في تونس، ولا بد أن يكون هناك من يمثلهم في مراكز صنع القرار خاصة في البرلمان إلى جانب تقديم مبادرات تشريعية تفعل حقوق هذه الفئة من الشعب التونسي، والذي تجاوز عددها حسب وزارة الشؤون الاجتماعية 270 ألف معاق".

ووجه عبدالقادر الفرايجي نداء إلى ذوي الاحتياجات الخاصة، بأن يعززوا دورهم في الحياة المجتمعية ويغادروا خانة الناخب التقليدي، الذي تضعه الأحزاب السياسية في الخزان الانتخابي الهش إلى دور الناخب الفاعل والمساهم في صنع القرار السياسي.

مواطن يتنقّل بسريره لينتخب

فعلى غرار ذوي الحاجات الخاصة الذين لم يمنعهم وضعهم الصحي من ممارسة حقهم و واجبهم الإنتخابي، فإن المرض لم يمنع مواطنا أصيل قرية ''نويل'' من معتمدية دوز الجنوبية من ولاية قبلي، من التوجّه إلى مركز الإقتراع محمولا على سرير، ليشارك بدوره في العملية الإنتخابية.

و كانت أبواب مراكز الاقتراع قد أغلقت منذ أكثر من نصف ساعة، بعد أن كانت قد فتحت على الساعة الثامنة صباحا، فيما تمّ تخصيص توقيت استثنائي لبعض المراكز في عدد من الجهات، حيث فُتحت من العاشرة صباحا إلى حدود الرابعة بعد الزوال.

نسبة الإقبال على التصويت

خلافا لما عرفته الانتخابات التشريعية في تونس من إقبال متوسط على مراكز الاقتراع، يؤكد عبد القادر الفرايجي على أن نسبة الإقبال هذه المرة مرتفعة، وهذا ما بدا له أثناء التصويت بأحد مراكز الاقتراع بتونس العاصمة وما تشير إليه إحصائيات الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، أين أكدت أن نسبة الإقبال بلغت إلى حدود الساعة 15 بعد الزوال 39.2 بالمائة.