'تثبيت الزواج' مشكلة كبيرة يعاني منها سوريو إدلب

'تثبيت الزواج' مشكلة كبيرة يعاني منها سوريو إدلب
الأحد ٢٠ أكتوبر ٢٠١٩ - ٠٧:٤٤ بتوقيت غرينتش

كشفت وسائل اعلام عربية عن مشكلة كبيرة يعاني منها السوريون الذين يقطنون مدينة ادلب السورية التي تقع تحت سيطرة الجماعات المسلحة وهي مسألة تثبيت عقود الزواج لدى جهات رسمية معتبرة.

العالم - سوريا

ونقلت صحيفة "العربي الجديد" عن مواطنين سوريين يعيشون معاناة كبيرة في مدينة ادلب بسبب عدم قدرتهم تسجيل زواجهم في مراكز رسمية او لدى جهة معترف بها من كل أطراف الصراع في الداخل أو الخارج، ما ينعكس على بعض تفاصيل حياتهم، وتتفاقم المشكلة مع إنجاب الأطفال، إذ لا يحصل الكثير من الصغار على أوراق رسمية.

ورغم ما استحدثوه من مراكز محلية مثل المحاكم وغيرها لكن السوريين الذين يقطنون تلك المناطق لايعترفون تماما ان تسجيل زواجهم في تلك المحاكم سيفي بالغرض لانه ببساطة لااحد يعترف بها داخليا او خارجيا.

ويقول عامر السيد محمد، من سكان إدلب، لـ"العربي الجديد": "لدينا محاكم محليّة في المنطقة تتولّى تثبيت عقود الزواج. وهناك من يثبّت زواجه لدى (الحكومة) عن طريق وسطاء". ويرى أن "المشكلة لا ترتبط بالإجراءات بل بالمحاكم التي لا يعترف بها أحد. مضى على زواجي أكثر من سنة من دون أن أتمكن من تثبيت زواجي لدى أي جهة. يضيف: "الموضوع مقلق جداً بالنسبة لي، خصوصاً أنني أستعد لاستقبال طفل، ولا أعلم أين أسجله. سابقاً، لم أكن أفكر بالأمر لكن صار يقلقني اليوم".

ويلفت عامر السيد محمد الى وجود مخاوف لدى اهالي مدينة ادلب من تزويج بناتهم لغرباء لعدم وجود الضمانات القانونية ويقول أن "مسألة ضمان حقوق المرأة غير مضمونة، وغالباً ما لا تزوج العائلات بناتها لرجال غرباء، ما لم يكن موثوقاً منهم بشكل كبير".

من جهتها، قالت ندى دباس، لـ"العربي الجديد": "تزوجت أختي من نحو خمس سنوات لدى شيخ. قبل التسجيل في المحكمة الشرعية، سافر زوج شقيقتي إلى أوروبا تاركاً إياها مع طفل. وعند البدء بأوراق لمّ الشمل، لم يعترف بالورقة من المحكمة الشرعية"

وتضيف دباس: "أما شقيقي، فقد انتقل قبل نحو أربع سنوات للعيش في تركيا، ولم تعترف السلطات هناك بأوراق الزواج، ما اضطره إلى أن يكتب كتابه من جديد لدى السلطات التركية، حتى تمكن من تسجيل أبنائه في المدرسة".

أما أبو ماجد العبد، الذي نزح من ريف دمشق إلى إدلب، فيقول لـ"العربي الجديد": "زوجت ابنتي لأحد (افراد الجماعات المسلحة) في ريف دمشق عند شيخ، ثم انتقل معنا إلى إدلب ولم نثبت الزواج في المحكمة. وبعد فترة، انتقل للقتال إلى جانب إحدى ( الجماعات) في ريف حلب. وبعد فترة قصيرة قتل في إحدى المعارك. اليوم، أبناء ابنتي أصبحوا بعمر المدرسة، ولا أستطيع استخراج أوراق تسمح لهم بالالتحاق بالمدرسة". يضيف: "اكتشفنا بعد فترة من مقتل زوج ابنتي أن ورقة كتب الكتاب غير موجودة مع ابنتي ولا تعلم أين توجد. أما الشهود، فقد قتل أحدهما مع زوج ابنتي والآخر بقي في البلدة ولا أستطيع التواصل معه".

ويلفت إلى أن مشاكل تثبيت الزواج معاناة حقيقية لدى الكثير من العائلات، خصوصاً بالنسبة للفتيات اللواتي فقدن أزواجهن. هنّ لسن متزوجات ولا مطلقات ولا أرامل. كما أن الأطفال من دون أوراق رسمية".