بالفيديو..

السعودية واعلامها المغرض في تغطية احتجاجات لبنان

الأحد ٢٠ أكتوبر ٢٠١٩ - ١٢:٣٣ بتوقيت غرينتش

في وقت تسعى الحكومة اللبنانية جاهدة الى تلبية مطالب المتظاهرين، حيث يتوقع أن يعلن رئيسها سعد الحريري اليوم الاحد إصلاحات جذرية عبر تقديم ورقة اقتصادية، يحاول الاعلام السعودي الاصطياد في الماء العكر وتحميل عناوين سياسية للمطالب الاقتصادية للشعب اللبناني، كما فعل في تظاهرات العراق. ويواصل اللبنانيون تظاهراتهم المطلبية للمطالبة بتحسين الأوضاع الاقتصادية.

العالم - تقارير

تزامنا مع استمرار التظاهرات الشعبية في أنحاء لبنان لليوم الرابع على التوالي، والتي بدأت احتجاجا على الوضع الاقتصادي الصعب الذي يمر به لبنان، قدم رئيس الوزراء سعد الحريري قرارات انقاذية لاقت ترحيبا من قبل جميع الفرقاء السياسيين في الحكومة اللبنانية.

ونقلت صحيفة "الاخبار" اللبنانية عن احد المشاركين في الاتصالات بشأن "ورقة الحريري" الاقتصادية التي يتباحث فيها مع الاطراف السياسية ويتوقع طرحها امام المواطنين لتخفيف موجة الاحتجاجات، انها تتضمن ما سماه المصدر "خطوات نوعية غير مسبوقة" تقوم على عدة امور، منها:

– الغاء كل انواع زيادات في الضرائب على القيمة المضافة والهاتف والخدمات العامة

– إلغاء كل الاقتراحات الخاصة باقتطاع جزء من تمويل سلسلة الرتب والرواتب

– إعادة العمل بالقروض السكنية

– بشأن الواردات اشارة ورقة الحريري الى قرار حاسم بأن تكون موازنة العام 2020 بلا عجز

– تفيد المصادر بأن الحريري بحث مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بشأن «مساهمة» المصرف المركزي وجمعية المصارف بنحو خمسة الاف مليار ليرة لخفض كلفة الدين العام، إضافة إلى زيادة الضريبة على ارباح المصارف.

– تحدّثت المصادر عن ان ورقة الحريري تتضمّن اقتراحاً بخصخصة قطاع الهاتف الخلوي قريباً جداً، والشروع في تطبيق خطة الكهرباء من تعيينات الهيئة الناظمة ومجالس الادارة والشروع خلال وقت قصير (نحو شهر) في تطبيق الخطة لناحية المصدر المؤقت للطاقة والمصدر الدائم، وإقرار مناقصات محطات الغاز.

– بحسب المداولات، فان ورقة الحريري تتضمن أفكاراً لإقرار مجموعة من اقتراحات القوانين التي تشمل قانون رفع السرية المصرفية الالزامي على جميع الوزراء والنواب والمسؤولين في الدولة، وقانون خاص لاستعادة الاموال المنهوبة، ووضع آلية واضحة وعملانية لمواجهة الفساد، بالاضافة الى الغاء قوانين البرامج الخاص بالانفاق في مجالي الاتصالات والطرق، والعمل على خفض رواتب الرؤساء والوزارء والنواب الحاليين والسابقين بنسبة خمسين في المئة، وإلغاء امتيازات كثيرة تتمتع بها مؤسسات الدولة ورجالاتها. وفتح النقاش امام تعديلات في الهيكلية العامة للدولة لجهة إلغاء وزارات وإقفال مجالس وصناديق.

وكان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قد دعا المسؤولين في السلطة الى تحمل المسؤولية لمعالجة الوضع الراهن والابتعاد عن تصفية الحسابات رافضا استقالة الحكومة.

ووجه السيد نصرالله نصيحة للمسؤولين اللبنانيين بأنهم "يجب ان يقتنعوا بأن الناس لا يستطيعون تحمل رسوم وضرائب جديدة لا سيما الطبقات الفقيرة واصحاب الدخل المحدود".

بناء على ذلك، ستتخذ الحكومة اللبنانية خطوات سريعة وتنظيم الميزانية العامة دون فرض المزيد من الضرائب وستلغي كافة المشاريع المقدمة بهذا الخصوص تلبية لمطالب المتظاهرين. وهذا يعني أن الوضع في لبنان آخذ في الاصلاح والتغيير.

لكن، يبدو أن السعودية التي حذرت مواطنيها من السفر إلى لبنان، لا يروق لها استقرار الوضع في لبنان ولإعلامها المزيف الذي يسعى للمبالغة في تغطية أخبار الاحتجاجات وإعطاء هذه التظاهرات الشعبية التي خرجت بمطالب اقتصادية واضحة، زخما "ثوريا".

وتقف قناتا "العربية" و"العربية حدث"، في مقدمة هذا الاعلام المزيف، الذي يهدف الى إثارة الاضطرابات في لبنان وحرف التظاهرات الشعبية المطلبية عن مسارها السلمي، والباسها لباسا طائفيا، وربطها بأجندة وتحشيدها من جهات معينة، ناكرة الطابع الاقتصادي والمعيشي الذي دفع بالشعب اللبناني الى الشارع.

وكانت "العربية" السعودية ونظيراتها، مارست نفس هذه المحاولات الخبيثة في العراق مؤخرا، لحرف التظاهرات السلمية للشعب العراقي، التي كانت تنادي ضد الفساد والفاسدين وتطالب بالاصلاح، فاذا هي وفقا لتغطية "العربية"، تتحول الى مسرحا للبعثيين الصداميين والدواعش، ليسبوا مقدسات العراقيين، كالشعائر الحسينية وزيارة الاربعين والمرجعيات الدينية والهجوم على ايران ورفع شعارات طائفية مسمومة والنيل من الشخصيات العراقية المرموقة، عبر صور وافلام مفبركة وكاذبة وتقطيع الاصوات وتركيب اصوات وتغيير فحوى اللافتات، ونشر مندسين يقومون بتصرفات وسلوكيات غير لائقة للنيل من المقدسات الاسلامية والوطنية على هامش التظاهرات، ومن ثم تعميمها على انها من عمل المتظاهرين، كل ذلك من اجل الانتقام من الشعب العراقي، الذي افشل المخطط السعودي وهزيمة ذراعه العسكرية في العراق والمتمثلة بعصابات الصداميين الدواعش.

اليوم ايضا تكرر "العربية" ذات الاسلوب، لإذكاء نار الطائفية واثارة الاضطرابات في لبنان. حيث تحاول عبر بث مقابلات مع عدد من المتظاهرين الاصطياد في الماء العكر، وإظهار وجهة نظر فريق سياسي خاص كمطلب يردده جميع ابناء الشعب اللبناني. كما بدأت هذه القناة الممولة سعوديا بضخ صور وافلام مفبركة ومركبة تظهر اللبنانيين وهم يشتمون رموز بعضهم البعض، وفي مكان آخر تظهر اللبنانيين يعتدون على بعضهم البعض، وكل ذلك عبر النفخ الطائفي والفتنوي.

وباتت هذه القنوات واخواتها الناطقة باسم السعودية والمخضرمة بالكذب والفبركة، شهيرة للجميع بتوجهاتها السياسية وانتماءاتها الطائفية، حيث اعرب الكثير من المتظاهرين اللبنانيين عن امتعاضهم واستيائهم لاسلوب تغطية الاعلام السعودي للأحداث في لبنان.

وفي هذا السياق، شن متظاهر لبناني، هجوما على مراسلة قناة العربية في لبنان أثناء تغطيتها للاحتجاجات في بيروت. وبث نشطاء مقطع فيديو لـ"ريما مكتبي" أثناء قيامها بتوجيه عدد من الانتقادات للمتظاهرين اللبنانيين، ليظهر متظاهر لبناني خلفها قائلا: "أنتم قناة (العبرية)".

كما أظهر مقطع فيديو آخر متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، لحظة تدخل مواطن أثناء البث المباشر للعربية من لبنان، وقيامه بمقاطعة المراسلة صارخا على الهواء: "السيد حسن تاج رأسكم يا عربية".

تغطية العربية للاحداث في لبنان

ويعلم المشاهد الواعي جيدا أن التظاهرات اللبنانية ما هي الا حراك شعبي، والشعب اللبناني المتظاهر لديه مطالب اقتصادية ومعيشية مشروعة، واحتج على الأزمة الاقتصادية وعلى فرض رسوم جديدة، وعلى تقاعس الدولة في تأمين مطالب الشعب الذي زهق من الوضع الراهن، لا أكثر ولا أقل، ولا يمكن تحميل هذا الحراك الشعبي مطالب مشبوهة وسياسية للحصول على أهداف معينة.

لذلك على اللبنانيين ان يفشلوا محاولات السعودية حرف تظاهراتهم عبر اعلامها الطائفي المقيت الذي لا تحسن غيره، كما افشله العراقيون بفطنتهم، والتي تمثلت بحضورهم اللافت في زيارة الاربعين التي حاولت السعودية ومرتزقتها واعلامها النيل منها والانتقاص من مكانتها بين العراقيين والمسلمين.