علماء لبنان يحذرون من خطف الحراك الشعبي

علماء لبنان يحذرون من خطف الحراك الشعبي
الجمعة ٢٥ أكتوبر ٢٠١٩ - ١١:١٦ بتوقيت غرينتش

حذر علماء لبنان من أن هناك من يريد أن يخطف هذا الحراك الشعبي تماما كما حصل في بعض البلدان العربية و هو ما نخشاه في لبنان.

العالم_لبنان

وشدد المفتي الجعفري الممتاز ​الشيخ أحمد قبلان​ في كلمة له خلال خطبة الجمعة، على "وجوب المبادرة إلى إنقاذ البلد عن طريق حوار تاريخي، وسريع، لتأكيد هوية البلد كدولة جامعة، دولة عيش مشترك، وسلم أهلي، دولة وطن ومواطن.

و ناشد رئيس لقاء ​علماء صور​ ومنطقتها ​الشيخ علي ياسين، "المحتجين الحقيقيين وليس المندسين الذين يعملون لحسابات شخصية او حزبية او سياسية تنفيذا لاجندات خارجية، حماية الحراك السلمي والابتعاد عن الحساسيات الحزبية او الطائفية

فاضاف "على المسؤولين البدء باستعادة أموال ​الدولة​ المنهوبة منذ صفقة طائرات البوما حتى اليوم، لان ذلك يعني صدقية حقيقية في العمل على استعادة اموال الشعب". وقال: "نشد على أيدي المحتجين المتجمعين في الساحات لا على الطرقات، ونحييهم لانهم بذلك يؤكدون سلمية التحرك بدل قطع أرزاق الناس عبر قطع شرايين ​الحياة​ بين المدن والقرى".

ودعا ​الشعب اللبناني​ الى "اعطاء فرصة لتحقيق الورقة الاصلاحية حتى يظهر الخيط الابيض من الخيط الاسود حتى رأس ​السنة​، فاذا شعرنا بعدم الاسراع في الاصلاح، فالكل ينزل الى الساحات ويحاصر مراكز المسؤولين".

و بدوره شار ​السيد علي فضل الله​ الى ان الحراك الشّعبيّ الَّذي غطّى مساحات واسعة من هذا البلد، هو تعبير صادق عن وجع اللبنانيين وعدم قدرتهم على تحمّل ضرائب جديدة استسهلت الدّولة فرضها عليهم من دون أن تأخذ بعين الاعتبار معاناتهم اليوميّة لتلبية أبسط احتياجاتهم من الماء و​الكهرباء​ والطّبابة والتعلّم والدّواء والسّكن، في ظلِّ عدم توفر فرص العمل، وإن توفّرت، فهي لا تكفي لتأمين عيش كريم لهم.

ولفت فضل الله خلال خطبتي صلاة الجمعة من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في ​حارة حريك​، الى ان هذا الحراك صرخة مدويّة في وجه القوى السّياسيّة الّتي أدمنت ​الفساد​ والهدر والصَّفقات والسمسرات والاستهتار بمقدرات ​الدولة​ و​المال​ العام، والَّذي لم يعد خافياً على الناس، حيث تتناقله بشكل يوميّ نشرات ​الأخبار​، ويتمّ تداوله على مواقع التواصل، والذي أوصل البلد إلى حافة الانهيار.

واعتبر انه لعلَّ أهمّ ما يميّز هذا الحراك وسرّ قوّته أنه جاء خارج الاصطفافات التي عهدناها في لبنان؛ الاصطفافات الطائفية والمذهبية والسياسية، حيث شهدنا ونشهد فيه وحدة وطنية حقيقية كنا دائماً نؤكّدها وندعو إليها ونعمل لها، بعدما مزّقت قوى ​المحاصصة​ والفساد الناس وجعلتهم طوائف ومذاهب متنازعة وأضعفتهم وشتّتت قواهم.