هل سيغص ترامب بالنفط السوري؟

هل سيغص ترامب بالنفط السوري؟
الإثنين ٢٨ أكتوبر ٢٠١٩ - ٠٨:٥١ بتوقيت غرينتش

الخبر وإعرابه

العالم - الخبر وإعرابه

الخبر:

أرسلت امريكا دبابات وعربات مدرعة للسيطرة على مناطق احتياطات النفط في الحسكة وشرق دير الزور حيث قال الرئيس الامريكي دونالد ترامب انه يريد ان يأخذ "حصة" امريكا من النفط السوري وسيعقد صفقة من شركة في هذا الشان.

الاعراب:

-البعض اعتبر موقف ترامب هذا انقلابا على موقفه السابق الذي دعا الى سحب القوات الامريكية من سوريا، فليس فيها، حسب تعبيره ، سوى الرمال والموت ، ولكن اذا ما تناولنا موقفه الحالي من زاوية مواقفه السابقة فانها تاتي متسقة بالكامل مع رؤيته للمصلحة الامريكية التي يراها فوق القانون وفوق مصالح العالم اجمع.

-كلنا يتذكر تصريحات ترامب عام 2016 عندما شن هجوما لاذعا على اسلافه الذي خاضوا الحروب في العراق وافغانستان وسوريا دون ان يحصلوا على "غنائم" تلك الحروب، وقال بالحرف الواحد:" في الأزمنة السابقة، عندما تخوض حرباً تكون الغنائم من حق المنتصر".

-من الواضح ان لا العراق ولا سوريا دخلتا في حرب ضد امريكا، حتى تشن امريكا حربا عليهما، وتقوم بسرقة ثرواتهما تحت اسم "غنائم" حرب، فامريكا هي المعتدية وهي التي غزت البلدين دون اي حق او مسوغ قانوني.

-يحاول ترامب تبرير سرقته للنفط السوري، بذريعة حمايته من "داعش" ، بينما ترامب نفسه اعلن في اكثر من مرة انتهاء الحرب مع "داعش" وان امريكا انتصرت عليه ، حتى انها اعلنت بالامس تصفية زعيمه ابو بكر البغدادي، وهو ما يؤكد انتفاء ذريعة بقاء القوات الامريكية في سوريا.

-يبدو ان بقاء امريكا في شرق سوريا يهدف ليس فقط الى سرقة النفط السوري بل تحقيق اهداف اكبر من ذلك بكثير، منها ابقاء الخنجر الامريكي مغروسا في خاصرة سوريا، بهدف استنزافها وضرب الجهود التي تبذلها الحكومة السورية مع حلفائها لفرض سيادتها على كامل الارض السورية واعادة الحياة فيها الى سابق عهدها.

-ترى امريكا في تواجدها شرق سوريا ورقة يمكن ان تستخدمها لتأمين مصالحها ومصالح ربيبتها "اسرائيل" في اي تسوية للازمة السورية مستقبلا ، بعد ان فقدت كل اوراقها هناك بفضل صمود الحكومة والجيش في سوريا وبفضل دعم محور المقاومة وروسيا.

-اخيرا، يبدو ان امريكا التي كانت قد وضعت مُهلا لم يتجاوز بعضها الاسبوعين لرحيل الرئيس السوري بشار الاسد قبل خمس سنوات، وانها كانت تخطط لتقسيم سوريا وشرذمتها الى امارات تكفيرية متناحرة، هي اعجز الان من تحقيق هدفها في سرقة نفط سوريا، او التخطيط للبقاء في سوريا لمدة طويلة، فهذا الهدف سيفشل كما فشلت اهدافها السابقة.