'دافوس الصحراء'..

هل تنجح السعودية في طي صفحة جريمة قتل خاشقجي؟

هل تنجح السعودية في طي صفحة جريمة قتل خاشقجي؟
الثلاثاء ٢٩ أكتوبر ٢٠١٩ - ١١:٢٢ بتوقيت غرينتش

انطلقت في السعودية اليوم الثلاثاء، أعمال الدورة الثالثة لمؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار 2019"، بمشاركة دولية. وتعول السعودية كثيرا على هذا المؤتمر لطي صفحة جريمة مقتل خاشقجي التي تسببت العام الماضي بمقاطعة للمنتدى الاستثماري، ولترويج طرح آرامكو في البورصات، خاصة بعد الضربة الموجعة التي تلقتها الشهر الماضي.

العالم - تقارير

ويخيم الهجوم الذي تعرضت له (عملاق) النفط السعودي "أرامكو"، منتصف الشهر الماضي، على أعمال مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار 2019” المعروف بـ”دافوس الصحراء”، والذي بدأ أعماله اليوم الثلاثاء في العاصمة السعودية الرياض.

وشهدت النسخة المماثلة للمؤتمر العام الماضي، حضورا ضعيفا؛ بسبب مقاطعة احتجاجية على خلفية فضيحة مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول، أكتوبر/تشرين الأول 2018.

وبينما يعتبر الكثيرون هذا المؤتمر فرصة فرصة لترويج طرح "أرامكو" الأكبر عالميا في البورصات، يرى مراقبون أن الهجوم على أرامكو أدى إلى تنامي مخاوف ترافق المستثمرين العالميين في المؤتمر إزاء قدرة السعودية على حماية واحد من أهم منشآت الطاقة العالمية.

وستكون السعودية مضطرة لتسويق طرح أرامكو في البورصة المحلية، وبورصة أو اثنتين عالميتين، بعد هجوم أفقد العالم 6% من الإنتاج العالمي للنفط (5.7 ملايين برميل يوميا).

ونشرت وكالات أنباء عالمية، الأسبوع الماضي، أخبارا عن قرار سعودي بتأجيل طرح أرامكو في البورصة المحلية، الذي كان قريبا؛ بسبب بحث الرياض عن تقييم أفضل للشركة بعد هجمات بقيق وخريص.

وقد تستغل السعودية مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار 2019″، أو ما أطلق عليه “دافوس الصحراء”، لتسويق الطرح، قبل الإعلان عنه فعليا.

ويشارك مدراء تنفيذيون ماليون كبار وقادة سياسيون في مؤتمر الرياض الذي تعوّل عليه المملكة كثيرا، خاصة بعد انقطاع كبير واجهه المؤتمر في العام الماضي بسبب جريمة مقتل الصحافي جمال خاشقجي.

وبحسب الرياض، فانه يحضر المؤتمر نحو 300 متحدث من 30 دولة، بينهم مسؤولون أميركيون ورؤساء مصارف وصناديق مالية سيادية،بهدف إبراز المملكة كوجهة استثمار ديناميكية.

ويسعى المؤتمر في دعم جهود ترميم صورة ولي العهد محمد بن سلمان الذي تحدّثت تقارير دولية عن دوره في جريمة تصفية خاشقجي، واعترف بذلك ضمنيا قبل فترة.

ولا ننسى أن مقتل خاشقجي وبتلك الطريقة الوحشية البشعة، تسبب بحدوث أزمة كبيرة للسعودية ما دفع بمجموعة من قادة الأعمال والسياسيين إلى الانسحاب من المؤتمر في اللحظة الاخيرة في نسخته الثانية، لكن المؤتمر هذا العام، ينطلق في وقت يبدو أن الغضب حيال مقتل خاشقجي أخذ يتبدّد، بحسب الخبراء.

ويرى الخبراء أن التهديد بمعاقبة السعودية جراء سجلها في مجال حقوق الانسان، والذي قاد إلى مقاطعة العام الماضي، توقّف. ليس لدى العديد من الحاضرين أي مانع في التقرّب من السعودية.

وتترقب الشركات الكبرى والمصارف إعلان شركة أرامكو النفطية السعودية طرح جزء من أسهمها للاكتتاب العام، وتسعى للحصول على دور ما في عملية البيع التاريخية هذه.

وتخطّط السعودية لطرح خمسة بالمئة من أسهمها في السوق، في ما يقدر محللون قيمته بما بين 1,5 و2 تريليون دولار.

ويقول ستيفان هارتوغ الاستاذ المساعد في كلية لندن للاقتصاد "أتوقّع أن يصبّ المراقبون الدوليون وكذلك الحضور اهتماهم على الاكتتاب العام المؤجل لارامكو بدل تبعات (قضية) خاشقجي".

رغم ذلك، يرى المراقبون أن بعض الشركات العالمية التي تسعى إلى تفادي أي ضرر في سمعتها جراء ممارسة أعمال تجارية مع السعودية، ستتجنّب المؤتمر، ولكن من المرجح أن تجري اجتماعات على هامشه.

وتواجه الرياض صعوبات في جذب الاستثمارات الأجنبية التي تحتاجها، خصوصا منذ حملة القمع التي بدأت في عام 2017 عندما تحول فندق ريتز كارلتون الفخم، وهو مكان انعقاد مؤتمر الاستثمار هذا الاسبوع، إلى سجن لمئات رجال الأعمال السعوديين وبعض أفراد العائلة الحاكمة، بحسب المحللين.