وول ستريت جورنال:

“قلة الحشمة” لم تعد تثير الخوف قدر انتقاد النظام في السعودية

الأربعاء ٠٦ نوفمبر ٢٠١٩
٠٧:٢٤ بتوقيت غرينتش
“قلة الحشمة” لم تعد تثير الخوف قدر انتقاد النظام في السعودية نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” مقالا قالت فيه كارين إليوت هاوس إن “اللبرلة” الاجتماعية تفوقت على الإصلاحات الاقتصادية ولكن لا عودة للوراء كما يبدو.

العالم - السعودية

وجاء مقالها بعنوان “السعودية تتغير بسرعة” بعد زيارة للمملكة استغرقت ثلاثة أسابيع حيث وصفت السعوديين هذه الأيام مثل قطار ملاهي سريع ينتقل ركابه من نقطة مثيرة لأخرى.

يخشى بعض السعوديين من الاعتقال حتى بسبب انتقاد خفيف، بالإضافة لمقتل جمال خاشقجي الفظيع العام الماضي وتجريد الأمراء البارزين من ثرواتهم وسجنهم عام 2017. لا يعبر السعوديون عن هذه المخاوف إلا في الأحاديث الخاصة جدا.

كل هذا ترك بعض السعوديين في حالة من النشوة فيما تجمد آخرون من الخوف. ويظهر التغيير في العاصمة إلى المناطق الريفية في جيزان بجنوب البلاد إلى تبوك في الشمال. فتيات مراهقات يصرخن بطريقة جنونية أثناء حفلة لفرقة غنائية كورية “بي تي أس”. ونساء سعوديات يركضن خمسة كيلومترات بشوارع الرياض بقمصان قصيرة الأكمام وسراويل ضيقة، فيما يجلس فريق من النساء والرجال براحة في مقهى “ستارباكس”. ولم تعد الفنادق تسأل الأزواج لتقديم وثيقة زواج للفحص.

وكل هذه التغيرات في المجتمع السعودي حيث كانت المرأة حتى وقت قريب ترتدي العباءة وتمنع من قيادة السيارة أو تظهر مع الرجل في الأماكن العامة. وتضيف: “أكثر المجتمعات الإسلامية تشددا يقلد الأخلاق الغربية حيث تحاول الحكومة جذب السياح الأجانب والمستثمرين الذين تحتاج لأموالهم لتنويع اقتصادها ووقف اعتمادها على النفط”.

وتقول هاوس إن النظام السعودي غير قلق لتآكل الخصوصية الثقافية للمملكة. فهو يرى أن وسائل التواصل الاجتماعي في كل مكان بشكل يمزج كل الثقافات مما يجعل من الحفاظ على الخصوصية أمرا غير قابل للتطبيق وغير مرغوب أن تغلق السعودية على نفسها وتنعزل عن التوجهات الدولية المستمرة. وتقول الكاتبة إنه من الصعب تقييم الكيفية التي تؤثر فيها التغيرات الحالية على المواطن العادي. فالنقاش المفتوح والجدال لا يسمح به مما يعني عدم القدرة على جس نبض الرأي العام.

ويخشى بعض السعوديين من الاعتقال حتى بسبب انتقاد خفيف، بالإضافة لمقتل جمال خاشقجي الفظيع العام الماضي وتجريد الأمراء البارزين من ثرواتهم وسجنهم عام 2017. لا يعبر السعوديون عن هذه المخاوف إلا في الأحاديث الخاصة جدا. فالمملكة تدار بناء على ما يمكن تسميتها “قاعدة ثامبر” عندما يقوم والد الأرنب الصغير “بامبي” بتعليمه قاعدة “إن لم تقل شيئا جيدا فلا تقل أي شيء”، أو “إن كان الكلام من ذهب فالسكوت من فضة”.

وقال سعودي يشعر بالخوف: “نحن نركب في المقعد الخلفي لسيارة سريعة” و”لا نعرف إلى أين نحن ماضون ولكننا ندعو الله أن السائق يعرف لكي نتجنب الاصطدام”، وهذا أقرب ما يمكن للسعوديين الحديث عنه بطريقة نقدية. فيما يلخص سعودي آخر الوضع بقوله: “كنا نناقش لكن لم نكن نقرر”، أما الآن فالملك وولي العهد “يقرران لكننا لا نناقش”.

وتعلق الكاتبة أن ولي العهد محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للبلاد، قرر المضي في الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية، مع أن الأخيرة أصعب ولن يمنعه شيء إلا أنه يؤمن ومن حوله أن هذه الإصلاحات ضرورية وعاجلة. ولهذا يرى أن النقاش لا معنى له، فهو لا يرى إمكانية للتراجع عن قراره ولا خوف من ردة فعل التيار المحافظ. فقد تحولت السلطة الدينية التي كانت قوية جدا إلى بوق إعلامي للنظام فيما لم يعد الرأي العام يلقي بالا لها.

وتعلق الكاتبة أن “قلة الحشمة” هذه لم تعد تثير الخوف قدر انتقاد النظام الذي يحمل مخاطر كثيرة.

0% ...

آخرالاخبار

جيش الأحتلال يحذر جنوده في الخارج ويشدد التعليمات الأمنية


الحريديم يلوحون بإسقاط حكومة نتنياهو.. حل الكنيست مطروح هذا الأسبوع


معرض 'صنع في إيران'.. انطلاقة جديدة للابتكار وتعزيز الصادرات


هجوم سيدني.. صلة بداعش وتحركات دولية للمشتبه بهما بين أستراليا والفلبين


تفاهمات وانسجام ملحوظ داخل الإطار التنسيقي في العراق


'رايتس ووتش': إستهداف مرافق إعادة إعمار جنوب لبنان يرقى لجرائم حرب


جدارية جديدة في طهران تخاطب تل أبيب: "هزيمة أخرى تنتظركم"


صحيفة لبنانية تتحدث عن حملة داخلية لافتعال أزمة مع إيران


العراق بين الدستور والتوافق.. سباق حاسم لتحديد الرئاسات الثلاث


ایران ضربت "العقل النووي لإسرائيل" .. فیديوغرافيك