الثعلب الامريكي و القرصنة الأقتصادية على نفط سوريا

الثعلب الامريكي و القرصنة الأقتصادية على نفط سوريا
الأربعاء ٠٦ نوفمبر ٢٠١٩ - ٠٨:٤٩ بتوقيت غرينتش

على خط الحدود السورية التركية، ترتفع اصوات الاليات العسكرية المتجهة لتثبيت نقاطها، ضجيج وقع الجنود السوريين غاب عن هذه الجبهات بعدد سنين الحرب، وعاد الجيش السوري بعملياته لينتشر، هناك شمالأ وشرقاً، عابراً القامشلي شرقا بمسافة تقدر بأكثر من 60 كم، مع تثبيت نقاطه من القامشلي إلى المالكية، في خطوة تعتبر الابرز في سياق انتشار الجيش في ظل استمرار الدوريات الامريكية في تلك المنطقة، وسعيها لاقامة قواعد جديدة، بالاضافة الى نشر جنودها في ابار وحقول النفط والغاز.

العالم - قضية اليوم

اليات ثقيلة ومدافع وعتاد عسكري، ومئات الجنود نفذوا هذا الانتشار للجيش السوري، والذي جاء لتأمين المنطقة في الريف الشرقي لمدينة القامشلي، والتي تضم عدة نقاط ومخافر حدودية، لوقف التهديدات التركية، واي عمل عسكري يهدد الاراضي السورية من تلك الجهة، الانتشار اكتمل بشكل ملاصق للحدود تماماً، في ظل استمرار القوات الامريكية بتسيير دوريات في المنطقة الشمالية الشرقية من محافظة الحسكة، وتحديدا في المنطقة الممتدة بين دير غصن ومعبر سميالكا النهري غير الشرعي مع العراق، وجولات اضافية للعسكريين الامريكيين على حقول النفط والغاز في المنطقة، في مناطق متعددة ابرزها بين منقطة الشدادي والحدود العراقية، ومنطقة هجين، والتركيز على مناطق الرميلان والمالكية، كون تلك المناطق تحوي ابار نفط وغاز، وترجح مصادر خاصة بقناة العالم انها المرشحة للانتشار الامريكي الجديد في ريف الحسكة.

مصادر خاصة لقناة العالم اكدت ان نشاط القوات الامريكية، يأتي في اطار اعادة الانتشار في المنطقة، وتحديدا في محيط حقول النفط، وان الاعتقاد انه مجرد دوريات لاثبات الوجود غير صحيح، والدليل على ذلك اعادة التمركز في قواعد قديمة، والعمل على انشاء قواعد جديدة في المنطقة، يترافق ذلك مع الانسحاب الكلي من ريف حلب الشمالي وريف الرقة، لتركيز جهود تلك القوات حول حقول النفط".

بالطبع تأتي تلك التحركات بنظر المصادر كصفقة استقدمت من اجلها واشنطن جنودها على الارض، لاحداث جدار صوت سياسي، لضمان التشويش على انتشار الجيش السوري في المناطق، ومحاولة عرقلة تنفيذ اتفاق سوتشي بين الروسي والتركي.

ذلك كله متلازم مع التركيز على محافظة دير الزور، التي اكدت المصادر الخاصة ان القاعدة الاولى التي يعمل الامريكي على التمركز فيها هي في بلدة الباغوز الشرقي، على مقربة من الحدود العراقية، في حين ستكون القاعدة الثانية داخل اللواء 113 في منطقة الشهابات، وتمركز اخر في بلدة الصور في ريف دير الزور الشمالي. واضاف المصدر ان معلومات شبه مؤكدة تتحدث عن بناء قاعدة امريكية كبرى في منطقة تتوسط حقول التنك والعمر وكونيكو بريف دير الزور، والتي تعتبر من اكبر حقول وابار النفط السورية على الاطلاق .

هذا التحرك الامريكي على مساحة جغرافية واسعة، وبالذات في محافظة دير الزور، يمكن فهمه على انه جزء من منظومة التنافس الدولي في تلك المنطقة، حيث تعتبر محافظة دير الزور محور مهماً في الجغرافيا السياسية والعسكرية على مستوى كل سورية، لعدة اسباب، يمكن تلخيص ابرزها، بكونها المحافظة الحدودية مع العراق وفيها معبر البوكمال الحدودي، الملاصق لمحافظة الانبار العراقية، وغنى تلك الارض بالموارد الطبيعية، ويعتبر احتياطي النفط فيها هو الاغزر، وهذا يفسر قرار الرئيس الامريكي ترامب، الذي شدد على بقاء قوات بلاده في محافظة دير الزور وقاعدة التنف، فما يسعى اليه الرئيس الامريكي هو الاستمرار كرابح في معادلة الحرب على سورية، ضمن مفهوم اقتصادي بحت، ويستغل بذلك امل جماعة قسد بعودة الدعم الامريكي لهم، في ظل التطورات المتسارعة في شمال البلاد.

إن محافظة دير الزور بكافة مواردها الطبيعية، سيكون لها دور مهم في تحديد مستقبل العلاقات الدولية، وتحديدا بين اقطاب السياسية في العالم، وان تضارب المصالح واهداف الفاعلين على الارض في تلك المنطقة، لن يقلل من اهمية الحالة المحورية للمحافظة، ولن يستمر او يطول قرصنة الامريكي للنفط السوري، ولن تنفع القواعد في الجغرافيا السورية، بحسب المعطيات التاريخية لتواجد الامريكي في اي منطقة من العالم

حسام زيدان

كلمات دليلية :