بعد خطوتها النووية الرابعة.. ماذا لو عادت القرارات ضد ايران؟

بعد خطوتها النووية الرابعة.. ماذا لو عادت القرارات ضد ايران؟
الأحد ١٠ نوفمبر ٢٠١٩ - ١٠:١٣ بتوقيت غرينتش

أكدت إيران وعلى لسان مساعد وزير خارجيتها، عباس عراقجي، أنها ستعيد النظر في استراتيجيتها وعقيدتها النووية اذا عادت القرارات الدولية ضدها، موضحة أن خفض التزاماتها النووية جاء رداً على فرض الحظر وتنفيذاً لآلية حل الخلاف الوارد في الاتفاق النووي. وبدأت طهران الخطوة الرابعة لخفض التزاماتها بعد فشل الاطراف الموقعة على الاتفاق النووي في الايفاء بالتزاماتها تجاه ايران.

العالم- تقارير

حذر مساعد وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي، من أن إيران ستعيد النظر في استراتيجيتها وعقيدتها النووية اذا عادت القرارات الدولية ضدها.

ولدى مشاركته في طاولة مستديرة في مؤتمر حظر الانتشار النووي في موسكو، امس السبت، قال عراقجي إن آلية الكماشة وعودة قرارات مجلس الامن السابقة هو خط احمر لايران، واوضح ان طهران منحت الفرصة للدبلوماسية، وصبرت سنة كاملة بعد الانسحاب الامريكي من الاتفاق النووي لتحقيق الوعود الاوروبية.

وأكد مساعد وزير الخارجية الايراني، أن خفض ايران التزاماتها جاء رداً على فرض الحظر، وتنفيذاً لآلية حل الخلاف الوارد في الاتفاق النووي. الا أن عراقجي اكد استعداد ايران للعودة لتنفيذ كامل الاتفاق النووي شريطة ان يتم ضمان مصالحها في اطار الاتفاق.

من جهته أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية علي اكبر صالحي، انه من خلال تنفيذ الخطوة الرابعة من خفض ايران التزاماتها النووية تم إيجاد التوازن في الاتفاق النووي.

وردا على سؤال بشأن رد فعل الاتحاد الاوروبي وامريكا إزاء الخطوة الرابعة التي اتخذتها ايران لخفض التزاماتها النووية، قال صالحي انهم قلقون سواء على صعيد مراكز البحث او الساسة، لأن هذه القابليات قد حولتها ايران الى قدرات ملموسة، حيث اضافت 3500 سو (وحدة فصل) الى قدراتها في تخصيب اليورانيوم خلال فترة وجيزة، مضيفا ان الاوروبيين والامريكان في حالة ارباك في الوقت الحاضر، إذ كانوا يتصورون اننا ليس لدينا هكذا قدرات.

وأردف: اننا لم نكن البادئين في عدم الالتزام، بل انهم لم يلتزموا بتعهداتهم، وهم كانوا البادئين، وبالطبيعي لم تكن الجمهورية الاسلامية الايرانية لترضى ان يتحول الاتفاق النووي الى طريق باتجاه واحد، مشددا على ان كلا الجانبين تعهدا بتنفيذ التزاماتهما في الاتفاق النووي، ونحن قد نفذنا التزاماتنا، والآن كذلك، نحن نعمل وفق الفقرتين 26 و36 من الاتفاق. فهذه الاجراءات التي نتخذها كنا قد خططنا لها مسبقا، بأنهم اذا لم يلتزموا بتعهداتهم فنحن ايضا نخفض من التزاماتنا بما يتناسب مع سلوكهم، ليتم إيجاد التوازن في هذا الاتفاق، وبرأينا فإن هذا التوازن قد أوجد الآن.

وتعليقًا على تخفيض إيران لالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي، وصفت وزارة الخارجية الأمريكية قرار إيران بأنه "خطوة كبيرة في الاتجاه الخاطئ"، وأكدت ان الولايات المتحدة ستواصل ممارسة أقصى ضغط على إيران حتى تتخلى عن سلوكها المزعزع للاستقرار، على حد تعبيرها.

وبالإضافة إلى الولايات المتحدة، أعربت بريطانيا وفرنسا أيضا عن قلقهما حيال فيام إيران بخفض التزاماتها في الاتفاق النووي. وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، تعليقًا على ذلك: "إن الخطوة الأخيرة لإيران تنتهك الاتفاق النووي وتشكل تهديدًا لأمننا القومي"، حسب زعمه.

اما الرئيس الفرنسي ايمانوئل ماكرون فقد وصف خطوة ايران بالخطیرة معتبراً ما يجري بانه تغيير كبير، واشار الى مناقشات سيجريها في الايام المقبلة تشمل المسؤولين الايرانيين، لاستخلاص النتائج بشكل جماعي، بحسب تعبيره.

من جهتها، قالت المتحدثة الرسمية للشؤون الخارجية للاتحاد الاوروبي، مايا كوتشيانتيتس: "نحن قلقون من إعلان الرئيس روحاني خفض التزاماتهم بالاتفاق النووي، ونشجع إيران على الالتزام بالاتفاق وخطة العمل الشاملة المشتركة وعدم اتخاذ المزيد من الخطوات المماثلة".

وفي سياق متصل أعربت روسيا وعلى لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف عن تفهمها للخطوات الأخيرة التي اتخذتها ايران لتقليص التزاماتها ضمن الاتفاق النووي. وقال لافروف إنّ التطورات الاخيرة بشأن الاتفاق النووي مثيرةٌ للقلق، واضاف أنَّ الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية ما يجري بعد تنصلها من الاتفاق واعادة فرض اجراءات حظر ضد طهران.

هذا وقال السفير الايراني في بريطانيا حميد بعيدي نجاد، إن ثمة ضغوط داخلية تواجهها الحكومة للانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT) وفي العام المقبل سيتم مراجعتها وستواجه خطر الالغاء بشكل كامل.

وقال بعيدي نجاد، في تصريح أدلى به يوم الجمعة الماضي كما ورد في صحيفة "انديبندت" البريطانية، إن بعض المسؤولين من ذوي التأثير في الداخل اقترحوا الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي كرد لعدم تنفيذ الاوروبيين التزاماتهم التي وقعوا عليها في الاتفاق النووي.

واضاف أن مواصلة نشاطات تخصيب اليورانيوم وفق المسار الحالي تعد خطوة جديدة سيتم اتخاذها مرة كل شهرين إلا اذا قام الاوروبيون ببذل المزيد من المساعي من أجل الحد من انهيار الاتفاق النووي.

وتابع: إن طهران ما تزال ملتزمة بتعهداتها في الاتفاق النووي رغم انسحاب امريكا وفرضها الحظر فيما يتم اتخاذ خطوات لتحذير الآخرين الموقعين على الاتفاق.

وشدد بعيدي نجاد أنه لا يمكن لطهران ان تواصل بشكل أحادي تنفيذ التزاماتها الواردة في الاتفاق النووي لذلك اتخذت قرارات التقليص، معربا عن أمله بأن تشكل هذه الخطوات رسالة حازمة وجادة لتنفيذ الاتفاق النووي.

ونوه الى أن طهران منحت شركاءها في الاتفاق فرصة كافية ومن ثم نفذت خطواتها وستقوم بتنفيذ الخطوة الخامسة بعد شهرين بالتأكيد.

ووصف الخطوة الرابعة بأنها أعدت وفق حسابات دقيقة للغاية كالخطوات السابقة لذلك فإن الكرة في ملعبهم، معربا عن أمله بأيجاد حل مناسب للمشكلة.

ويرى محللون ان الخطوة الرابعة التي اتخذتها ايران في إطار خفض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي تثبت ان الجمهورية الاسلامية الايرانية جادة في انتزاع حقوقها وضمان مصالحها الوطنية بعد ان ظلت متمسكة بالاتفاق لمدة عام كامل رغم انسحاب الولايات المتحدة الاحادي منه في ظل خرق بنوده وفرض سياسة ممارسة الحد الأقصى من الضغوط على إيران بغية عودة طهران الى طاولة المفاوضات. ويؤكد المحللون ان سياسة الادارة الامريكية الرامية الى اقناع طهران بالتفاوض معها تحت وطأة الحظر الجائر قد فشلت فشلا ذريعا وان على واشنطن والاطراف الاوروبية المتبقية في الاتفاق النووي التخلي عن هذه السياسة الفاشلة والوفاء بالتزاماتها المنصوص عليها في اطار الاتفاق الدولي بدل الاصرار على تكرار الأخطاء الماضية التي من شأنها تعقيد الامور في ظل التحذيرات الشديدة من عواقب انهيار الاتفاق النووي مع ايران.