"جحيم" غابات أستراليا تهدد بكارثة إنسانية

الأحد ١٠ نوفمبر ٢٠١٩ - ٠٤:١٨ بتوقيت غرينتش

تواجه مدينة سيدني الأسترالية تهديدًا حقيقيًا بسبب حرائق الغابات في شرق أستراليا، والتي التهمت مجتمعات سكنية بأكلمها، وأسفرت عن مقتل 3 أشخاص بحسب ما أفادت السلطات الأحد.

العالم - اوروبا

وذكرت السلطات الأسترالية، أن أكثر من مئة بؤرة لا تزال مشتعلة في ولايات نيوساوث ويلز وكوينزلاند في الشمال والشرق، وأن بعضها لا يزال خارج السيطرة، وسط توقعات بتمدد النيران في الولايتين بسبب الأحوال الجوية.

ومنذ يوم الجمعة، قتل 3 اشخاص واحترق نحو 150 منزل، بينما عُثر على خمسة أشخاص كانوا في عداد المفقودين.

وقال غريغ آلان، المتحدث باسم رجال الإطفاء في المناطق الريفية لولاية نيوساوث ويلز، إنّ السلطات لا تستبعد اختفاء أشخاص آخرين بسبب طبيعة الحرائق التي لا يمكن التنبؤ بها.

ويُنتظر أن يشهد منتصف الأسبوع ارتفاعًا في درجات الحرارة وانخفاضًا في نسب الرطوبة ورياحًا قوية، ما من شأنه زيادة حدة الحرائق التي تصعب السيطرة عليها في غضون ساعات، وفق السلطات.

وحذرت فرق الإطفاء في نيوساوث ويلز في بيان من أنّه "في ظل هذه الظروف، ستتمدد الحرائق سريعاً وتهدد حياة السكان".

وقالوا إنّ "أحوال الطقس ستكون سيئة، إذا لم تكن أسوأ من التي شهدناها الجمعة، ومن شأن ذلك التأثير على مساحة أوسع، خاصة أماكن مأهولة مثل سيدني".

من جانبه، أشار رئيس فرق الإطفاء في نيوساوث ويلز شاين فيتزسايمونس إلى أنّ عشرات الفرق الإضافية ستنتشر الإثنين بهدف تجنب تدهور الوضع.

وشارك 1,200 رجل إطفاء في مكافحة نحو 50 حريقًا، وسط إسناد جوي.

وضع "غير مسبوق"

قالت رئيسة وزراء ولاية كوينزلاند اناستاسيا بالاسزوك إنّ الولاية "لا تعرف عموماً موسم حرائق كالذي نشهده هذا العام أو الذي شهدناه العام الماضي".

ومنحت الحكومة الاسترالية مبلغ 685 دولار أسترالي (622 يورو) لكل فرد من بين الآلاف الذي اضطروا إلى مغادرة منازلهم.

وبدا التأثر جلياً الأحد في مركز اجلاء في مدينة تاري الواقعة في منطقة طالتها الحرائق بشكل شديد ضمن ولاية نيوساوث ويلز، وانهارت دموع رجل أثناء لقائه رئيس الوزراء سكوت موريسون.

وقال موريسون الذي تقلل حكومته من خطر التغيّر المناخي، إنّ الناس "تحت ضغط هائل".

وذكرت صحيفة محلية إنّ رجلاً قال لرئيس الوزراء أثناء تواجده في غرفة عمليات رجال الإطفاء في ووشوب في الولاية نفسها، إنّ "تغيّر المناخ حقيقي، ألا ترون؟".

وعادة ما تشهد استراليا حرائق مماثلة في فصلي الربيع والصيف. غير أنّ حرائق العام الحالي كثيرة وشديدة وفي غير اوانها.

ونشبت الحرائق الأولى في سبتمبر، بنطاق يمتد شمالبين نيوساوث ويلز وغابات كوينزلاند.

ويخشى العلماء من الاشهر المقبلة، إذ يعتبرون أنّ التغير المناخي والتقلبات الجوية تولدان درجات حرارة مرتفعة ورياحا شديدة بالإضافة إلى جفاف.

وشهدت استراليا أسوأ حرائق في عام 2009، أسفرت عن مقتل 173 شخصا في ولاية فيكتوريا.

وقال روس برادستوك من جامعة ولونغونغ إنّ الوضع "غير مسبوق" إذ إنّ المناطق التي تشهد حرائق حاليا لم تتعرض في السابق، إلا نادراً لحرائق مماثلة.

وأضاف "للأسف، نظراً للتوقعات الجوية للاسبوع المقبل فإنّ الأزمة قد تتفاقم وتمتد نحو جنوباً".