هُداكَ يا سيدَ الثَّقَلَينِ مُلهِمُنا

هُداكَ يا سيدَ الثَّقَلَينِ مُلهِمُنا
الإثنين ١١ نوفمبر ٢٠١٩ - ٠٣:٠٣ بتوقيت غرينتش

قصيدة في مقام حضرة رسول الله الحبيب المصطفى محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في ذكرى مولده الشريف ومناسبة اسبوع الوحدة الاسلامية  وكذلك قصيدة اخرى تحاول استعراض مفاخر الامام جعفر الصادق عليه السلام :

في يومِ ميلادِكَ الميمونِ أنتهِلُ
خيرَ العطاءِ ويا مولايَ أبتهلُ

أرجو إلهَ الورى للرُشدِ مُنقلَباً
في عالمٍ زادَ فيه الغيُّ والزلَلُ

يا سيدَ النُّبْلِ والأفلاكِ قاطبةً
اُزجيكَ حُبِّي فعيني مِنكَ تكتحِلُ

يا فائقَ الحُسنِ والأنوارِ ساطعةً
يا منبعَ الطُّهرِ طهِّرْنا بما تصِلُ

مَنْ في نقائكَ يا مولايَ مَرتَبةً
وفي سجاياكَ حارَ السَّهلُ والجبَلُ

يا سيدَ الخلقِ يا مصباحَ عزَّتنا
باللهِ صِلْ راغباً يا خيرَ مَن يَصِلُ

أَضِئْ مَضامينَنا أنتَ الملاذُ لنا
لولا هُداكَ لكانتْ ضاقتِ السُبُلُ

ميلادُكَ الخيرُ يا طه يُذكِّرُنا
بالمكرماتِ أتتْ مِن حيثُ تَكتمِلُ

أصفاكَ ربُّ العُلا بالوَحيِ مُشتمِلاً
كلَّ المعالي وقد تاقَتْ لَكَ الرُّسُلُ

تاقَتْ لمُستودَعِ الأخلاقِ في شَغَفٍ
فأنتَ يا صاحبَ المعراجِ مُكتمِلُ

حباكَ ما طابَ ربُّ العرش مُؤتَمَناً
على المُنيبينَ فالأرجاءُ تبتهِلُ

والأرضُ تستذكرُ المحبوبَ راجيَةً
بِمولدِ النورِ أنْ تستنهضَ الدّوَلُ

والراصدونَ طلُوعَ الفجرِ في ولَهٍ
أن سوف يأتي الهُدى والصدقُ والأمَلُ

ميلادُكَ الطُّهْرُ يا مولايَ يُؤنِسُنا
في مشهدِ غابَ عنهُ القائدُ البطَلُ

معاقِلُ الظُلمِ تفري لحمَ مَن صدَقُوا
والسامريُّونَ صاروا خيرَ مَن عَدَلُوا

جارُوا على الأهلِ والأحبابِ في وطنٍ
سطا عليه العدِى والذئبُ والنَّغِلُ

وتلكَ أمريكيا تغتالُ اُمَّتَنا
ومن كواليسِها الإرهابُ يَنتقِلُ

فيا إمامَ الهدى سدِّدْ مسيرتَنا
فهذه أُمةُ الاسلام تقتَتِلُ

والصابرونَ على الظلماءِ يُؤلِمُهم
جَمُّ المُعانِينَ مَن عاشوا ومَن رَحلوا

لكَ الرياحينُ يا طه مُعَبِّرةً
عنِ الولاءِ لِهادٍ منهُ ننتَهِلُ

هُداكَ يا سيدَ الثَّقَلَينِ مُلهِمُنا
وآلُكَ الغُرُّ مصباحٌ وهمْ اُوَلُ

صلّى عليكَ الإلهُ الفَرْدُ مَكرُمةً
يا رحمةٌ أنتَ معطاءٌ لمنْ سألُوا

فمنْ مَعينِكَ يأتي الخيْرُ مُجتمِعاً
واليُسْرُ واللّطفُ والإحسانُ والرِّفَلُ (*)


...........................................
(*) الرِّفَلُ = العيشُ الواسعُ السابغُ
_______________


الصادقُ الطُّهْرُ العظيمُ إمامُنا
_________________

قصيدة تحاول استعراض مفاخر الامام جعفر الصادق (عليه السلام) العلمية والجهادية والاخلاقية وذلك بمناسبة يوم ميلاده المبارك (١٧ ربيع الاول عام ٨٣ هجري ) المتزامن مع نفس يوم مولد رسول الله الحبيب المصطفى محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
_________________________________

شمسٌ تُضيءُ مدى الزمانِ فراقدا
ومُطهَّرٌ خبِرَ الشدائدَ راصدا

سبطٌ تألَّقَ بالفضائلِ هادياً
جيلاً مِن العلماء صارُوا رافِدا

وغدَتْ مدينةُ جدِّهِ وطناً لمَن
أخذَ المعارفَ والعُلُومَ مُناشِدا

طوبى لمنْ غَنِمَ الجواهرَ عندَهُ
ومضى على نهجٍ يجودُ مَحامِدا

طوبى لمن سلَكَ الطريقَ مُزوَّداً
بعطاءِ جعفرَ مُستنيراً حاشِدا

الصادقُ الطُّهْرُ العظيمُ إمامُنا
طودٌ تحدَّى الظالمينَ مُجاهدا

وحباهُ ربُّ العالمينَ مَناقباً
فسَما خِصالاً واستطابَ مَوالِدا

فهو ابنُ احمدَ والبتولِ وحيدرٍ
وهُدى محمدَ سُؤدَدَاً ومَراشِدا

وعُلومُهُ صنعتْ مَعاقِلَ نهضةٍ
ومسيرةً عظُمَتْ وجيلاً واعِدا

ومُقاومينَ أبَوا مَظالمَ سلطةٍ
عَسَفَتْ وسارتْ في البلاد مَفاسِدا

وطغَتْ كثيراً واستباحَتْ اُمّةً
لم ترضَ بالإجحافَ ظُلماً خامِدا

وهُدُوا بجعفرَ واستقامُوا ثورةً
رفضَتْ خُضوعاً وانحرافاً سائدا

وقَساوةً عصفَتْ بكلِّ مروءةً
وغياهباً سَجَنَتْ تقيَّاً عابدا

ما كانَ جعفرُ يستريحُ وخَصمُهُ
يُفني الاُباةَ ولا يوفِّرُ زاهدا

ظُلْمُ الطغاةِ يكادُ يقتلُ اُمةً
ما لم تقُمْ لِتُزيحَ حُكْماً حاقدا

عَلَمُ الهدايةِ والسماحةِ جعفرٌ
سبطاً تَعفَّرَ للإلهِ مَساجِدا

سبطٌ هو القرآنُ في أفعالهِ
ويفيضُ ذِكْراً قائماً او قاعدا

ولهُ مِن الطلّابِ آلافٌ مَضَوا
بالخير وانتخبوا السبيلَ الراشدا

وغدَوا مناراتٍ وثُمَّ مَثابَةً
في كلِّ علمٍ يستحثُّ أماجدا

فهمُ تلامذةُ النَّقاءِ أعَاظمٌ
نَهَلُوا مِنَ الصدِّيقِ جعفرَ رائدا

طوبى لهم كسَبُوا الشُّمُوخَ مَكانةً
بالصادقِ البَرِّ الغزيرِ فوائِدا

شيخَ الأئمةِ يا خليفةَ أحمدٍ
ما زِلْتَ مُنتهَلاً وفخراً خالدا

فمَعينُكَ الرَقراقُ ينبُعُ دائماً
نَهْراً تفرَّعَ بالسَّقاءِ روافِدا

والمرجعيَّةُ مِنكَ تَنهَلُ مَورِداً
وأحِبَّةُ الهادي تَوُدُّكَ ماجِدا

وبنهجِكَ الراقي نُمَسِّكُ شيعةً
ذُبْنا بنهجِ الجعفريةِ راشدا

نستعذبُ الآلامَ حينَ تُمِضُّنا
ونصوغُ مِنْ حُلَلِ الصمودِ قلائدا

لكنّنا والنائباتُ تخبَّرَتْ
لا نستكينُ ولنْ نُطيعَ مُعاندا

إنّا فداءٌ للحقيقةِ مَطلَباً
يسعى إليهِ السالِمونَ عقائدا

والشعبُ في إيرانَ حقّقَ دولةً
بتراثِ جعفرَ يستهِلُّ تصاعُدا

والنهضةُ الكبرى تَقرَّبَ شرْطُها
وكتائبٌ عَزَمَتْ وتنشدُ قائدا

---------------------------------
بقلم الكاتب والإعلامي
حميد حلمي البغدادي
١٣ ربيع الاول ١٤٤١
١١ تشرين الثاني ٢٠١٩