من هو الشهيد بهاء أبو العطا؟

الثلاثاء ١٢ نوفمبر ٢٠١٩ - ٠٧:٠٥ بتوقيت غرينتش

بعد حياة حافلة بالجهاد والمقاومة، لقن فيها "إسرائيل" وجيشها دروسًا في القتال، القيادي بهاء أبو العطا شهيدًا بعد استهداف منزله شرق مدينة غزة، ما أدى أيضا لاستشهاد زوجته.

العالم - فلسطين

وقالت سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي أن ردها على اغتيال أبوالعطا لن يكون محدوداً ،فيما دوت صفارات الإنذار منذ صباح اليوم في عدد من المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة .

فمن هو القيادي بهاء أبو العطا؟

وأبو العطا هو أبرز القادة العسكريين في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وكانت تصفه وسائل إعلام الاحتلال بـ"القنبلة الموقوتة".

اغتالته "إسرائيل" فجر اليوم بعملية اغتيال وصفتها بـ"الدقيقة" عبر استهداف لشقته السكنية وسط عمارة مأهولة بالسكان، ما أدى لاستشهاده وزوجته وتطاير جثتيهما إلى مدرسة مجاورة، وإصابة أطفاله الأربعة.

ومن المعلوم أن الحي الذي استهدفته "إسرائيل" وهو حي الشجاعية، يعد من أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان بمدينة غزة.

وبحسب المركز الفلسطيني للاعلام، ولد أبو العطا، في حي الشجاعية بمدينة غزة في 25-11-1977م، حيث درس بمدراسها، وأنهى المرحلة الثانوية وواصل مسيرته الجامعية، ودرس علم الاجتماع.

والشهيد أبو العطا، متزوج وله خمسة أبناء، وهم (سليم 19 عاماً، ومحمد 18 عاماً، وإسماعيل 15 عاماً، وفاطمة 14 عاماً، وليان 10 أعوام).

والتحق في صفوف حركة الجهاد الاسلامي منذ بداية العام 1990، وتدرج في العمل التنظيمي، حتى أصبح قائد المنطقة الشمالية بسرايا القدس.

وقاد جولات التصعيد والحروب على قطاع غزة بنفسه، فكان نعم القائد في الميدان، ونعم الموجه للجنود، وتعرض لثلاثة محاولات اغتيال كان آخرها عام 2014 خلال العدوان على غزة.

أحد اعضاء مجلس السرايا العسكري

وفي بيان لسرايا القدس قالت: "بكل آيات العز والفخار والجهاد الاستشهاد تزف سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين إلى علياء المجد والخلود، شهيدها وأحد أبرز أعضاء مجلسها العسكري، وقائد المنطقة الشمالية القائد الكبير/ بهاء أبو العطا "أبو سليم" 42 عاماً وزوجته الذين استشهدوا بمنزلهم في عملية اغتيال جبانة بمنطقة الشجاعية شرق مدينة غزة".

كما قالت حركتا حماس والجهاد الإسلامي إن عملية اغتيال أبو العطا لن تمر دون عقاب، في حين تواصل المقاومة الفلسطينية الرد بإطلاق الصواريخ صوب مستوطنات الاحتلال وصولا لـ"تل أبيب".

"سنضع حدًّا للعدو"

وخلال تشييع جثمان الشهيد أبو العطا، قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي خالد البطش: سنضع للعدو حدا لعربدته ليفكر ألف مرة بالعودة مجددا لاغتيال أبناء شعبنا.

وأضاف أن المعركة مع الاحتلال مفتوحة على كل الاحتمالات ولن نسمح للاحتلال بتغيير قواعد الاشتباك.

وتابع البطش قائلا: سرايا القدس ليست وحدها بالمعركة وهي معها كتائب القسام وأبو علي مصطفى وكتائب الأقصى والوية الناصر صلاح الدين وكتائب الأنصار والمقاومة الوطنية والمجاهدين وكل الشرفاء وهم معنا في خندق واحد.

حملة إعلامية تحريضية

عملية الاغتيال الجبانة، سبقتها حملة إعلامية إسرائيلية شعواء ضد أبو العطا، تصدرت لها وجوه سياسية وعسكرية إسرائيلية، حيث تردد اسمه مؤخرا في الإعلام الإسرائيلي؛ وهددت إسرائيل باغتياله مع نهاية الشهر الماضي ما اعتبرته الحركة في سياق الحرب عليها .

الأسبوع الماضي، نشرت القناة 11 العبرية تقريرًا تلفزيونيًّا حول أبو العطا، وقالت إن أول ظهور شخصي كان في يناير الماضي، وزعمت أنه يقف وراء عمليات إطلاق الصواريخ الأخيرة على مستوطنات الاحتلال.

وبرز أبو العطا كشخصية جماهيرية، طالبته جماهير مسيرة العودة الكبرى بالرد على جرائم الاحتلال، وحملته على الأكتاف في إحدى الفعاليات.

وكان موقع سرايا القدس عبر الإنترنت قد رد على تحذيرات لجيش الاحتلال باغتيال أبو العطا بـ"التحريض ضد أبو العطا لن يدفعه عن طريق الجهاد".

مسؤول عسكري إسرائيلي قال قبيل اغتيال أبو العطا إنه يبصق في وجه "إسرائيل" بين الحين والآخر، وهو المسؤول عن إطلاق الصواريخ.

أما صحيفة "جيروزلم" العبرية نشرت تقريرًا تحريضًيًّا ضد أبو العطا، تحت عنوان "أخطر الشخصيات على إسرائيل".

وأضافت الصحيفة، أن "بهاء أبو العطا" قائد سرايا القدس في قطاع غزة، هو أحد كبار المسؤولين العسكريين في قطاع غزة، وشارك في التخطيط لهجمات ضد "إسرائيل"، وأشرف على صنع الأسلحة، وتحسين قدرات إطلاق الصواريخ بعيدة المدى، وينظر له في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية كـ"سبب تصعيد"، على حد قولها.

وتتابع الصحيفة: "بينما يواصل الجيش الإسرائيلي تحميل حماس المسؤولية عن كل ما يحدث في القطاع، سيأتي الانتقام من الجهاد الإسلامي وأبو العطا في يوم ما".

من جهتها، قالت القناة "الثانية" العبرية، إن أبو العطا هو صاحب القرار في إطلاق الصواريخ على المستوطنات الجنوبية، كاشفة أن الإدارة الأمريكية أصدرت مجموعة من العقوبات بحقه، وأكدت أنه لا يشكل تهديدًا على "إسرائيل" فقط.