في السعودية.. 'تويتر' تحول الى جهاز تنصُّت!

في السعودية.. 'تويتر' تحول الى جهاز تنصُّت!
الخميس ١٤ نوفمبر ٢٠١٩ - ٠٧:٤٠ بتوقيت غرينتش

قالت الباحثة والأكاديمية السعودية المعارضة الدكتورة مضاوي الرشيد في مقال لها بموقع “ميدل إيست آي البريطاني”، إن تويتر تحول لوسيلة تجسس في السعودية، إذ أصبح الموقع الشهير ساحة مفضلة لجواسيس السعودية الإلكترونيين.

العالم- السعودية

وأشارت الرشيد في مقالها إلى أن الحكومة الأمريكية اتهمت اثنين من موظفي تويتر السابقين بالتجسس لمصلحة السعودية، بعدما افادت ​​أنهما تسللا إلى البيانات الشخصية لأكثر من 6000 حساب على تويتر، بما في ذلك حسابٌ خاص بمُعارضٍ بارز أصبح مُقرباً إلى الصحفي جمال خاشقجي.

واضافت أنَّ الموظفين جُنِّدا على يد عميل سعودي أعطاهما عشرات الآلاف من الدولارات وهدايا باهظة الثمن. وذُكِر أنَّ مهمتهما كانت نقل معلوماتٍ شخصية عن منتقدي النظام السعودي إلى بدر العساكر، الذي كان ينوب في هذه المهمة عن الأمير محمد بن سلمان.

وربما يكون عساكر جالساً الآن في مكتب محمد بن سلمان يُفكِّران في كيفية احتواء الفضيحة الأخيرة وإعادة تحسين صورة المملكة والترويج لها على أنَّها ملاذ آمن للسياحة والرحلات التراثية.

وبعد هذه الفضيحة الأخيرة، سقط الطاغية السعودي الذي يمارس استبداده ضد مستخدمي تويتر مرةً أخرى من برجه العاجي، في ظل استمرار فضح عملائه وجواسيسه في جميع أنحاء العالم، حسب تعبيرها.

ويسعى العديد من عملاء إبن سلمان سعياً حثيثاً لمواجهة معارضة الشباب السعودي على الإنترنت، التي انتقلت كذلك إلى السعوديين المقيمين بالخارج.

فبينما شدد ابن سلمان قبضته على شبكات التواصل الاجتماعي ووظَّف جيشاً إلكترونياً لنشر الأكاذيب ومراقبة الأصوات المعارضة - ما أدى إلى فرض عقوباتٍ قاسية على المعارضين- تولَّى السعوديون المقيمون في الخارج زمام المبادرة، وواصلوا نضال نظرائهم داخل البلاد.

ويستخدم ابن سلمان تويتر لمراقبة المعارضة والقبض على المعارضين، بما في ذلك نشاط السعوديين في الخارج. إذ يتابع عملاؤه أنشطة الطلاب الأكاديمية وأنشطتهم على شبكات التواصل الاجتماعي عن كثب، فيما تُرسل قنصليات المملكة في البلاد المختلفة ملفاتٍ خاصة بهؤلاء الطلاب إلى الحكومة السعودية في الرياض. وفي بعض الأحيان، يقول موظفو القنصليات للمنتقدين إنَّهم لا يمكنهم تجديد جوازات سفرهم إلا إذا عادوا إلى السعودية.

وفي هذا الصدد، تقول الدكتورة مضاوي الرشيد: أخبرني عبدالله، نجل الشيخ سلمان العودة، والناشط عمر الزهراني في مقابلةٍ صحفية أنَّ السلطات السعودية علَّقت منحهم الدراسية ورفضت تجديد جوازات سفرهم.

لذا تقدم كلاهما بطلب للجوء في الولايات المتحدة وكندا على التوالي، وحصلا على الإقامة.

ولكنْ هناك سعوديون آخرون تقطعت بهم السبل في كندا وأوروبا وأستراليا بسبب انتهاء صلاحية جوازات سفرهم فيما لم تمنحهم البلدان المضيفة حق اللجوء أو الإقامة حتى الآن.

وما زالت منصة تويتر تعمل في السعودية لمساعدة النظام في تقييم المزاج العام، والترويج لإبن سلمان.

ففي بلد يشهد قمع حرية التعبير وحظر التنظيم السياسي، لا يوجد سوى صوت واحد: صوت آلة الدعاية للنظام. ومع ذلك، يريد النظام معرفة ما يفكر فيه السعوديون، وكيف يتفاعلون مع مغامرات الدولة المتعددة في الداخل والخارج.

ويبدو أنَّ تويتر أثبت أنه جهاز تنصُّت جيد، ليس فقط للقبض على المعارضين ومعاقبتهم، بل لمعرفة من يمتدح النظام كذلك، حتى يمكن مكافأته.

لذا أصبح الصمت في حد ذاته جريمة، إذ صارت السلطات السعودية تتوقع من السعوديين الآن أن يمتدحوا إبن سلمان. أمَّا أولئك الذين لا يمتدحونه، فمن المحتمل أن يُدرَجوا في قائمة المراقبة، خشية أن يتحولوا إلى نقاد.