اعمال شغب في 55 مدينة ايرانية ومقتل 12 شخصا!!!

اعمال شغب في 55 مدينة ايرانية ومقتل 12 شخصا!!!
السبت ١٦ نوفمبر ٢٠١٩ - ٠٧:٠٠ بتوقيت غرينتش

الايرانيون لديهم مثل يقول "لا ضريبة على الكلام الفارغ "، وهذا أفضل تعبير يمكن ان نصف به تعاطي وسائل الاعلام المناوئة للجمهورية الاسلامية الايرانية لاسيما وسائل اعلام "سلمانكو" مع قضايا ايران لاسيما الاحداث التي اعقبت ارتفاع اسعار البنزين وبعض الاحتجاجات الشعبية وبالطبع السلمية حيال القرار الحكومي الاخير .

العالم - كشكول

في الواقع هناك من يعارض هذا الاجراء الاقتصادي الذي اتخذته الحكومة في ايران وحجتهم واضحة ، انهم يعتقدون بانه وفي مثل هذا الظروف كان ينبغي الا يطبق مثل هذا القرار وان كان يهدف الى مساعدة شريحة من المجتمع . في المقابل تقول الحكومة بأنها ستدفع عوائد زيادة اسعار البنزين الى شريحة واسعة من ذوي الدخل المحدود على صعيد المجتمع . وفق رؤية الحكومة فان هذا القرار يهدف من جهة الى مساعدة الطبقات الضعيفة والمستضعفة ، ومن جهة اخرى يهدف الى تقريب المواطنين من الاسعار الحقيقية للخدمات التي تقدم في ايران ، ومن جهة ثالثة فانه في اطار هذه الخطوة سيكون بامكان المواطنين استلام ثمن الخدمات التي تقدم اليهم على شكل دعوم ومنها البنزين وانفاقها كما يشاؤون .

على اي حال بناء على متطلبات عالم الادارة والسياسة ، وفي عالمنا الراهن حيث ان اتخاذ كل قرار سيواجه بموافقة البعض ومعارضة اخرين وهؤلاء سيعبرون عن رأيهم ، فان تطبيق هذا القرار في ايران اثار ردود افعال طبيعية امتدت الى شوارع بعض مدن البلاد . ولكن الامر الذي يثير الاستغراب في هذا البين هو ، من اين حصلت وسائل اعلام سلمانكو على رقم 55 مدينة وطبعا الايحاء بأن الاضطرابات واعمال الشغب تعصف بهذه المدن ، والاغرب من ذلك من اين حصلت على حصيلة القتلى الذي زعمت بأنهم بلغوا 12 . لا يوجد سوى تفسير واحد لهذا الامر وهو مواصلة وسائل الاعلام هذه لسياسة الزعم بسقوط قتلى في ايران بهدف التحريض لاشعال فتيل اعمال الشعب ، تلك المحاولات التي وان كانت محكومة بالفشل ، ولكنها على أقل تقدير ستلفت انتباه من يدعمونها وتنال رضاهم ، تلك القوى التي فشلت في تحقيق اي نجاح على صعيد الواقع ، ولذلك فانها تحاول من خلال ممارساتها هذه الانتقام لهزائمها المتواترة .

الفضاء السيبراني للعدو اليوم كان يزخر بافلام وصور تزعم ان شخصا ما قتل في المدينة الفلانية في ايران او ان الاحتجاجات تطورت الى اعمال عنف بين المحتجين وقوى الامن الداخلي وان وتيرة التوتر هذه في تصاعد مطرد . هذا في حين ان التدقيق في هذه الافلام والصور يكشف بسهولة عن انها قديمة ، بل ان بعضها ليست لايران حتى ، وعلى سبيل المثال يزعم في بعض هذه الافلام انها تعود للمنطقة الفلانية في ايران ، في حين ان اللهجة المستخدمة في الفيلم لا تعود الى تلك المنطقة لا من قريب ولا من بعيد و...

لقد شهدت بعض مدن ايران اليوم حالات توتر لم تصل الى حد الشغب ، المحتجون في هذه المدن كانت لديهم بعض المطالب ولكنهم لم يأتوا على ذكر الانقلاب أو ما شابه .. واخيرا ينبغي القول بانه لم يقتل في ايران اليوم سوى شخص واحد وهذا ايضا لا يعرف من الذي استهدفه . قوى الامن الداخلي لم تقم اليوم سوى بمهمة الحفاظ على ارواح الناس والممتلكات العامة ، تلك المهمة التي تناط اليها في شتى انحاء العالم . وبالطبع لا يجب ان نغفل عن هذه النقطة ايضا بان هطول الثلوج بشكل مفاجيء وغزير وامشاكل التي تمخض عنها من اختناقات مرورية مهّد الارضية لاستغلال هذه الاحداث من قبل وسائل الاعلام المناوئة .