عین الأسد.. عاصمة العراق اميرکیا

عین الأسد.. عاصمة العراق اميرکیا
الإثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠١٩ - ٠٦:٠٤ بتوقيت غرينتش

في زیارة مفاجئة وغیر معلنة وصل نائب الرئیس الاميركي "مایك بنس" الی قاعدة عین الأسد الجویة في محافظة الأنبار غربي العراق، التقی خلالها الجنود الاميرکیین وتناول معهم الغداء والحلوی بمناسبة عید الشکر.

العالم - قضية اليوم

وعلی غرار الزیارات السابقة للمسؤولین الامریکیین لم یتسرب خبر الزیارة لوسائل الاعلام الا بعد أن غادر "بنس" القاعدة متجهاً الی اربیل مرکز منطقه کردستان العراق.

بعد تسرب خبر الزیارة لوسائل الاعلام سارع مکتب رئیس الوزراء العراقي باصدار بیان قال فیه ان الزیارة "متفق علیها"، وکأن الاساس والقاعدة فی زیارات کبار المسؤولین الامریکیین ان تکون "غیر متفق علیها" اي بدون علم الحکومة العراقیة بها ولا بجدول اعمالها وان یزور المسؤول الاميرکي هذه القاعدة ویغادرها دون اذن او علم لدی الحکومة العراقیة.

هذا السلوك غیر الدبلوماسي والمتکابر اثار غضب العراقیین حتی تلك القوی التي تربطها علاقات جیدة مع واشنطن کتحالف النصر برئاسه حیدر العبادي الذي ادان الزیارة ووصفها بانها مخلة بالسیادة، مذکراً بأن بغداد هي عاصمة العراق.

ومن قاعدة عین الاسد توجه "مایك بنس" الی اربیل مباشرة والتقی هناك رئیس منطقه کردستان "نجرفان بارزاني" دون ان یکلف نفسه عناء السفر لزیارة العاصمة بغداد الملتهبة منذ اکثر من خمسین یوما وهي بأمس الحاجة للاصدقاء الحقیقیین، واکتفی بإجراء إتصال هاتفي مع رئیس الوزراء عادل عبد المهدي وهو ما کشف حقائق جدیدة عن جوهر الموقف الاميرکي تجاه الازمة التي یمر بها العراق ومآلاته، حیث یری المراقبون ان عزوف مایك بنس عن زیارة بغداد وعن الاجتماع بعادل عبد المهدي وجه رسائل مهمة من ابرزها انه یدخل ضمن الاستراتیجیة الاميرکیة لممارسة الضغط الاکبر لتنحي الحکومة واجراء انتخابات مبکرة وتغییر المشهد السیاسي وربما العملیة السیاسیة برمتها لکي یأتي التغییر ومخرجاته وفق المشروع الاميرکي فی المنطقة.

وهذا ما تعمل من اجل تحقیقه واشنطن منذ انطلاق الأزمة في العراق من خلال أدواتها الخفیة التي تتکشف خیوطها یوماً بعد یوم لکن ما یثیر السخریة ان "مایك بنس" ومن داخل قاعدة عین الاسد المحاطة بالسریة الکاملة التی تحولت الی المقصد الاول للساسة الاميرکیین بل عاصمتهم فی العراق ووسط قواته التي تجوب العراق دون اذن من الحکومه العراقیه یقول ان "الولایات المتحدة ملتزمة بسیادة العراق وقلقة من النفوذ الایراني".

نويد بهروز