التهديد المتنامي لليمين المتطرف في اوروبا.. الى اين؟

التهديد المتنامي لليمين المتطرف في اوروبا.. الى اين؟
الإثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠١٩ - ٠١:٤١ بتوقيت غرينتش

بدأت الأصوات اليمينية المتطرفة في أوروبا تتعالى مع صعود اليمين المتطرف، والذي يحرض على اتخاذ إجراءات مناهضة للإسلام والمسلمين.

العالم تقارير

بمحاذاة صعود زعماء من اليمين المتطرف الى سدة الحكم في الغرب، انتشرت ظاهرة "الإسلاموفوبيا" بوتيرة متصاعدة في أوروبا، لتبدو مظاهر العداء والعنصرية والتطرف واضحة لدى قطاع من الأوروبيين تجاه ابناء الجاليات الإسلامية ومقدساتهم، وقد تبلور ذلك مع تكوين ما يسمى حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب"، المعادية للإسلام، ومساع لتشكيل جبهة موحدة لليمين المتطرف في الدول الأوروبية.

على ضوء هذه التطورات أقدم رئيس ما يسمى جماعة "أوقفوا أسلمة النرويج" اليمينية المتطرفة، المدعو أرني تومير، على الإساءة للقرآن الكريم بعد منعه من إحراق نسخة منه، ما قابله المئات من المناهضين للعنصرية بوقفة احتجاجية.

وأفاد التلفزيون الحكومي النرويجي، يوم السبت الماضي، بأن أعضاء هذه الجماعة اليمينية المتطرفة، نظموا وقفة في حي يقطنه المهاجرون المسلمون بمدينة كريستيانساند جنوبي البلاد.

وأضاف أن العنصري المتطرف أرني تومير الذي يترأس الجماعة أراد حرق نسخة من القرآن الكريم؛ بغرض الإساءة إلى المسلمين، إلا أن الشرطة النرويجية تدخلت ومنعته من القيام بهذا العمل.

وأشار الى أن اليميني المتطرف تومير أقدم بعد منعه من الشرطة، على إلقاء نسخة من القرآن الكريم في القمامة.

ردا على ذلك، قامت مجموعة أخرى مناهضة للعنصرية، مكونة من 500 ناشط من النرويجيين والمقيمين، مسلمين وغير مسلمين، بتنظيم وقفة احتجاجية في نفس المكان، مطالبين الشرطة بوضع حد للجماعة اليمينية المتطرفة.

وخلال الوقفة، ردد المشاركون هتافات منددة بالعنصرية وحملوا لافتة كتب عليها "لا نريد عنصريين ومناهضين للإسلام في شوارعنا".

من جهتها قالت الشرطة النرويجية، في بيان لها، إنها فضت تجمع الوقفة التي نظمتها الجماعة اليمينية المتطرفة في كريستيانساند، وألقت القبض على 5 من أعضائها.

وفي هذا السياق، استدعت الخارجية الباكستانية سفير النرويج في بلادها تنديدا بتدنيس المصحف واعربت عن قلقها من ممارسات الجماعات المتطرفة في زرع بذور الكراهية والمعاداة للمسلمين.

وقالت الحكومة الباكستانية، مساء السبت على صفحتها في تويتر: "تم استدعاء سفير النرويج إلى وزارة الخارجية اليوم للإعراب عن القلق العميق من جانب حكومة وشعب باكستان، حيال واقعة تدنيس القرآن الكريم في مدينة كريستيانساند النرويجية"​​​.

وأضافت التغريدة: "تم حث السلطات النرويجية على إحالة المسؤولين عن الواقعة للعدالة لمنع تكرارها في المستقبل، كما جرى توجيه السفير الباكستاني في أوسلو لنقل رسالة احتجاج وقلق عميق من جانب باكستان إلى السلطات النرويجية".

واتخذت نشاطات الجماعات المتطرفة المعادية للاسلام في أوروبا في الآونة الاخيرة منحا تصاعديا، ففي أغسطس/آب الماضي وقع إطلاق نار داخل مسجد "مركز النور الإسلامي" في ضواحي العاصمة النرويجية أوسلو.

وفي مايو/أيار الماضي، قام رئيس حزب "تشديد الاتجاه" الدنماركي (يميني متطرف)، راسموس بالودان، بحرق نسخة من القرآن الكريم في أحد الأحياء التي يسكنها المسلمون في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن.

في الشهر نفسه، أقدم زعيم حزب "الشعب الفنلندي أولا" اليميني المتطرف، ماركو دي ويت، بتمزيق نسخة من القرآن الكريم ورميها أرضا، في إطار حملته الدعائية، على خلفية انتخابات البرلمان الأوربي.

وفي يوينو/حزيران الماضي قامت رئيسة جماعة "أوقفوا أسلمة النرويج" اليمينية، أنّا براتن، برمي نسخة من القرآن الكريم أرضا، وإهانة المسلمين، خلال مظاهرة معادية للإسلام، في مدينة درامن النرويجية.

ووسط تحذيرات متتالية من التهديد الذي يمثله تصاعد الخطاب الشعبوي اليميني المتطرف في اوروبا لا سيما في ظل وجود سياسيين يجدون ضالتهم في ترويج ايديولوجية التطرف وتأجيج الكراهية ضد المسلمين، يرى مراقبون انه ينبغي للدول الاوروبية التحرك الجاد لحماية المسلمين في أوروبا من خطر إرهاب اليمين المتطرف الذي بدأ يتنامى منذ عامين مع صعود التيار اليميني في بعض الدول الأوروبية، وتزايد عدد اللاجئين المسلمين بسبب الغليان الامني الذي تشهده بعض دول الشرق الأوسط خاصة سوريا واليمن والعراق وليبيا.