إيران سبب زيارة بن سلمان المفاجئة للإمارات

إيران سبب زيارة بن سلمان المفاجئة للإمارات
الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠١٩ - ٠٧:١٨ بتوقيت غرينتش

العالم - الخبر وإعرابه

الخبر:

في زيارة مفاجئة وغيرمعلن عنها يزور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يوم غد الإمارات للقاء محمد بن زايد.

التحليل:

- فيما اكتفت وسائل الإعلام السعودية والأوساط الرسمية بالإعلان عن أن هدف زيارة بن سلمان إلى الإمارات هو بحث القضايا الدفاعية، يبدو أن إحدى الأسباب الجوهرية لهذه الزيارة هو التركيز على القضية الإيرانية. ويأتي ذلك في وقت قال قائد الأركان الأميركي الجنرال مكينزي قبل يومين وعلى هامش اجتماع المنامة الأمني إن إيران لن تهاجم القوات الأميركية المستقرة في منطقة الخليج الفارسي بسبب حضور 14000 عنصرا من هذه القوات، لكنها ومن أجل الالتفاف على إجراءات الحظر الأميركي قد تهاجم جيرانها في الخليج الفارسي.

- رغم أن توقعات هذا الجنرال الأميركي صعبة التصديق بالنسبة للكثير من المحللين السياسيين والعسكريين نظراً لمعرفتهم بأهداف ومصالح إيران الاستراتيجية، لكن يجب ألا ننسى أن بعض حلفاء أميركا الاستراتيجيين في المنطقة تملؤهم الرغبة في تلقف هكذا تحذيرات. والسبب في ذلك هو تهافتهم لشراء السلاح وبشكل واسع النطاق من الولايات المتحدة وذلك لأبسط الذرائع، إلى جانب إصرارهم للإبقاء على التواجد الأميركي في المنطقة.

- الأمر اللافت الآخر هو لقاء رئيس الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأميركية مارك ميلي مع بن سلمان في الرياض يوم أمس، حيث جاءت رغبة بن سلمان في زيارة الإمارات مباشرة بعد هذا اللقاء. والأكثر إثارة هو أن ميلي كان قد زار يوم الأحد الأراضي المحتلة وبحث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ما أسموه الخطر الإيراني على دول المنطقة وخاصة على إسرائيل. حيث أن ميلي قد نقل نتائج زيارته لتل أبيب إلى الرياض وغداً سوف يكمل بن سلمان مسؤوليته في التنسيق بين الثالوث الأميركي العبري العربي خلال لقاءه ببن زايد.

- تأتي هذه المشاورات في وقت زعمت وكالة رويترز رسميا يوم أمس أنها حصلت على وثائق ترد الهجوم على منشآت آرامكو السعودية في 14 سبتمبر الماضي إلى إيران، في سيناريو جديد لدفع الرأي العام لتصديق مزاعم مكينزي قبل يومين من جانب، ومن جانب لإعطاء جرعة إضافية إلى المحور المناهض لإيران على الصعيدين الإقليمي والدولي.

- يبدو أن الوهم السعودي الإماراتي بنجاح اتفاقية الرياض رغم الاشتباكات الأخيرة بين قوات هادي المدعومة سعودياً والجنوبيين في عدن المدعومين إماراتياً، إلى جانب الاضطرابات التي حدثت وانتهت في إيران، قد أدت إلى أن يتصور المحور الغربي-العبري-العربي إلى أن الفرصة باتت سانحة للاصطياد في الماء العكر، وبات من الممكن ثانية مواصلة مشروع الحظر الأميركي المتعطل لإنجاحه.