حتى لا يتلو اللبنانيون فعل الندامة

حتى لا يتلو اللبنانيون فعل الندامة
الأربعاء ٢٧ نوفمبر ٢٠١٩ - ١٢:٥٨ بتوقيت غرينتش

المشهد الميداني المتوتر الذي ظهر ليل أمس رفع نسبة التشاؤم والتخوف من تطور الأوضاع نحو الصدام في الشارع على وقع الصدام السياسي الذي زاده حدة بيان سعد الحريري أمس أعلن فيه عزوفه عن الترشيح لرئاسة الحكومة المقبلة ورمي كرة النار في يد رئيس الجمهورية وحلفائه بحسب مراقبين.

العالم - لبنان

فقد فاق قلق اللبنانيين على أمنهم خوفهم من الانهيار الاقتصادي والمالي، مع الأحداث المتنقلة التي عرفتها مناطق متعددة في لبنان.

هذا المشهد الخطير حذر من تداعياته مهتمون بالشأن اللبناني، ورأوا فيه توطئة لحرب أهلية ما زال كثير من اللبنانيين يعانون آثارها ومآسيها، محذرين اللبنانيين من الوقوع في فخها ثانية بعدما أضاعت أسباب بالجملة أهداف اللبنانيين الصادقة في بازار الحسابات السياسية الداخلية بعدما ركبت أحزاب موجة "الحراك"، وعدم واقعية "حراكيين" في نظام طائفي معقّد يحتاج أولاً الى الاقتلاع، والتوظيفات الخارجيّة للحراك الشعبي لخدمة أهداف تتعلق بنزع صواريخ حزب الله الردعيّة الدقيقة، وترسيم الحدود الجنوبيّة وفق الرؤية الإسرائيليّة، بما يفقد لبنان مساحات كبيرة من مناطق الغاز في البحر.

ويرى مراقبون أن الشعب ليس هو المسؤول عن ضياع الأهداف النبيلة، بل هو النظام الطائفي القائم الذي يحرّك الغرائز ويكاد يأخذ لبنان إلى حرب أهلية. جملة واحدة مغرضة، أو شائعة عبر الواتساب كفيلة بإشعال التوتّر في الشارع في لعبة خطرة يدفع أثمانها المُكلفة كل اللبنانيين.

لذا، وحتى لا يتلو اللبنانيون فعل الندامة، عليهم محاربة أيّ خطاب تصعيدي، ومواجهة أيّ تصرف استفزازي لتجنب كأس المواجهة الميدانيّة، إذ آن الأوان للعمل الوطني الهادئ والبنّاء، فالأمن أفضل عيش، قبل الأكل والشرب، من دون التنازل عن عناوين مطلبيّة هي لكل اللبنانيين. لكن الواقعيّة تفرض أن يفهم كل مواطن هواجس الآخر.

إن لبنان صار مقسوماً بين شارعين خطيرين. في كل شارع أجندة، وعناوين وشعارات وهواجس. لم يعد شارع الحراك بعيداً عن لعبة السّياسة، بوجود أحزاب في بنيته وجوهر نشاطه، عدا عن عناوينه السّياسية. إنّ تقارب الشارعين صار يحتاج الى تسوية تُنهي التأزّم ليعود الجميع الى المؤسّسات بعيداً عن الفراغ القاتل. وكل متخاذل عن الحلّ الوطني يدفع البلد الى حرب أهليّة.