الحريري يرفض تشكيل حكومة لبنانية جديدة على قاعدة لا انا ولا انتم

الحريري يرفض تشكيل حكومة لبنانية جديدة على قاعدة لا انا ولا انتم
الأربعاء ٢٧ نوفمبر ٢٠١٩ - ٠١:٢٢ بتوقيت غرينتش

حسم رئيس الحكومة اللبنانية المستقيلة امره وقرر عدم قبوله تكليف حكومة جديدة في البلاد. وبعد مراوحة استمرت قرابة الشهر اخذت شكل المد والجذر بين بيت والوسط من جهة وقصر بعبد وحارة حريك وعين التينة من جهة اخرى نطق الحريري كلمته الفصل ليس انا بل احد آخر.

العالم - لبنان

وراى المتابعون ان بيان سعد الحريري حمل مضامين ضبابية حول مشاركته في انتقاء الاسماء وهذا ما ابرزه البيان الثاني حول عدم درايته بالاسماء المطروحة وخاصة سمير الخطيب.

ورأت المصادر ان حرق الأسماء مستمرة وان الحريري يلعبها "صولد" حسب توصيف المصادر ، لتبدأ النار تلفح إسم المهندس سمير الخطيب الذي طفى إسمه على السطح السياسي مع إعلان الرئيس سعد الحريري إصراره على تسميته وذلك في تأكيد منه على رفض تكليفه مجددا لترؤس الحكومة، لكن ذلك لم يمنع المتضررين من إشعال الحطب تحت إسم الخطيب تمهيدا لحرقه ضمن عمليات حرق الأسماء التي طالت حتى الآن محمد الصفدي وبهيج طبارة، ويبدو أن لائحتها ستطول الى أن يبقى الحريري بمفرده في الساحة.

نعم بالأمس إتخذ الصراع على التكليف والتأليف وشكل الحكومة منحى مغايرا، فانتقل من عض الأصابع الى الضرب تحت الحزام، حيث بدا واضحا أن بيان الحريري الذي حسم فيه رفضه التكليف هو بمثابة "قطع حبل السرة" مع رئيس الجمهورية والثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر، لذلك فقد جاء الرد سريعا من مصادر قصر بعبدا حول تعيين موعد الاستشارات يوم الخميس المقبل وذلك في محاولة لرد الصاع صاعين للحريري الذي عاد وأوضح بأنه لم يقترح أي إسم لرئاسة الحكومة وأن خياره سيتحدد مع الدعوة الى الاستشارات النيابية، ما يعني رفع الغطاء السياسي عن الخطيب، في حين لم يصدر رسميا عن دوائر القصر الجمهوري أي بيان يدعو الى الاستشارات النيابية الملزمة في الايام المقبلة، ما يعني أن المفاوضات بين الأفرقاء ستبقى قائمة وأن الأمور ما تزال مفتوحة على كل الاحتمالات.

وترى المصادر ان كل المؤشرات توحي بأن الرئيس الحريري ما يزال يرغب في تشكيل الحكومة الجديدة، لأن ذلك يتعلق بوجوده ويمستقبله السياسي، وبالتالي فإن ما قام به أمس على صعيد بيان الاعتذار له أكثر من تفسير .

أولا: أن يكون الحريري قد لعب "صولد" بانتظار ردة فعل الأطراف الأخرى تجاه إعتذاره، والعودة الى مناقشة شروطه، خصوصا أن عدم الدعوة رسميا الى الاستشارات النيابية بالرغم ما سربته مصادر القصر الجمهوري عن موعدها يوم غد الخميس يؤكد رغبة الثنائي الشيعي باستمرار الحريري في تحمل مسؤولياته.

ثانيا: سعي الحريري الى تبرئة ساحته أمام الحراك الشعبي برفض تشكيل الحكومة لعدم موافقة سائر الأطراف على شروطه بأن تكون تكنوقراط خالية من السياسيين والحزبيين، ومن ثم قبوله بالتكليف بعد جولة مفاوضات جديدة إنطلاقا من الحرص على المصلحة الوطنية ومن ثم تمرير تشكيل حكومة تكنوسياسية بهدوء خصوصا مع الحديث بأن هناك موافقة دولية ضمنية على حكومة من هذا النوع إحتراما للتوازنات السياسية اللبنانية، والاتجاه نحو دعمها.

ثالثا: إستفادة الحريري من عدم وجود أسماء جدية منافسة لتشكيل الحكومة إضافة الى وجود ماكينة تعمل على حرق الأسماء التي تطرح من هنا وهناك، ما يجعله يتدلل كونه يشكل خيارا وحيدا أمام الطرف الآخر الذي لا يرغب في تشكيل حكومة لون واحد لأن ذلك سيكون له تداعيات خطيرة جدا على البلد وإقتصاده.

في كل الأحوال، وأمام مشهد التوترات الأمنية المتنقلة وأمام مشهد المواطنين أمام المصارف بانتظار حفنة من الدولارات لتأمين كفاف إسبوعهم، وأمام الانهيار الاقتصادي وتراجع الليرة أمام الدولار، وأمام الفوضى التي تجتاح البلاد بطولها وعرضها، وأمام حالة الهلع التي تسيطر على اللبنانيين بكل فئاتهم وامام قطع الطرقات والتسبب بموت الأبرياء، يبقى المشهد السياسي ضبابي بوجود بعض المسؤولين الذين تخلوا عن كل ما يمت الى الوطنية بصلة ويقودون وتماهو بامواج الشعارات التي تخدم اجندتهم المتصلة بالخارج عن سابق تصور وتصميم ياخذون البلد الى الدرك الأسفل من الهاوية لذلك ترى المصادر انه كان من الاخطاء المميتة استقالة الحريري التي شكلت هروبا من المسؤولية تجاه المواطن والوطن ورمي الكرة في ملعب الساحات المحتجة سعيا منه استقطاب الدعم الشعبي والتعاطف والدعم في آن واحد ليصل الى الاستنتاج النهائي في تشكيل الحكومة على نفس القاعدة لست انا وليس انتم.

حسين عزالدين