العلاقات السعودية القطرية.. محاولة لتفكيك الأزمات

العلاقات السعودية القطرية.. محاولة لتفكيك الأزمات
الإثنين ٠٢ ديسمبر ٢٠١٩ - ١١:٤٣ بتوقيت غرينتش

يقال ان وزير خارجية قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قام بزيارة غير معلنة إلى السعودية خلال شهر تشرين الاول أكتوبر الماضي للقاء كبار المسؤولين السعوديين، في مسعى لإنهاء الأزمة بين قطر والدول المقاطعة لها ، السعودية والامارات والبحرين ومصر

العالم - يقال ان

ما قيل قد تم نقله عن صحيفة "وول ستريت جورنال" الامريكية التي نقلت بدورها عن مسؤول عربي تاكيده إن وزير الخارجية القطري قدم عرضا مفاجئا لإنهاء الأزمة، حيث صرح بأن الدوحة مستعدة لقطع علاقاتها مع "جماعة الإخوان المسلمين" التي تصنفها المملكة وحلفاؤها "جماعة إرهابية".

ويبدو ان الزيارة التي لم يتم الإعلان عنها، سبقتها عدة جولات دبلوماسية مكثفة، توسطت الكويت في الكثير منها، كما قالوا إن بعض الاجتماعات عقدت على هامش قمة مجموعة العشرين في اليابان هذا الصيف، دون تقديم تفاصيل إضافية.

المعروف ان الازمة بين قطر و"شقيقاتها الخليجيات" بالاضافة الى مصر تعود الى الخامس من حزيران/ يونيو 2017، عندما قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر ثم فرضت عليها إجراءات عقابية بدعوى دعم الإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة وتتهم الرباعي بالسعي إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني.

حتى كتابة هذه السطور يبدو ان قطر لم تنفذ ايا من الشروط التي وضعتها الدول المقاطعة الاربع، ومنها اغلاق قناة الجزيرة، وجلاء القوات التركية عن القواعد القطرية، والقطع الكامل مع جماعة الإخوان، ويرى بعض المراقبين ان من الصعب على قطر ان تنفذ هذه المطالب بالكامل والتنازل عن كامل سياستها في هذا السياق، الا انها ستحاول الاقتراب منها بعض الشيء، فعلى سبيل المثال بالامكان إعادة رسم سياسات قناة الجزيرة بدلاً من إغلاقها، وقد بدا هذا واضحا من الاخبار المتعلقة بالسعودية، فقد غابت تلك النبرة الحادة والهجومية على سياسات ولي العهد السعودي ابن سلمان، وكذلك بناء علاقاتها مع تركيا من دون استفزاز الدول الاربع كما يفعل اردوغان، خاصة ازاء السعودية ومصر.

المسؤول العربي الذي استندت صحيفة "وول ستريت جورنال" عليه في نقل خبر زيارة وزير خارجية قطر السرية الى السعودية، يبدو انه مسؤول سعودي، حيث حاول المصدر اظهار السعودية بانها الجانب الاقوى بينما ظهرت قطر بانها الجانب الذي يتوسل تطبيع العلاقات، حيث نقلت الصحيفة عن المسؤول العربي قوله إن "السعودية تدرس اقتراح قطر، ولكن حتى الآن، لم يتضح ما إذا كان الطرفان يستطيعان الاتفاق".

لا يبدو ان هذا المسؤول نقل ما جرى بموضوعية، فصحيح ان قطر تعرضت لضغوط خلال السنوات الماضية بسبب الحصار، الا ان تطورات المشهد الاقليمي لا سيما المشهد السعودي، لا تجعل كفة الميزان تميل للسعودية، التي تعرضت لنكسات متتالية جراء السياسة المتهورة لولي العهد السعودي، الذي ادخل بلاده في ازمات لا تعد ولا تحصى، اساءت كثيرا لمكانة بلاده حتى لدى حلفائه الامريكيين الذين باتوا يصفون السعودية بانها "دولة منبوذة".

السعودية التي ظهرت في خبر الصحيفة الامريكية بمظهر القوي، ارسلت الى جانب الامارات والبحرين منتخباتها للمشاركة في بطولة كأس الخليج الفارسي لكرة القدم والمعروفة بـ "خليجي 24" التي تنظمها قطر، بعد ان كانت ترفض المشاركة، الامر الذي وصفه المراقبون بانها عملية غزل سعودي لقطر.

ولكن رغم كل ذلك يعتبر الشك في امكانية رأب الصدع في علاقة البلدين في المستقبل القريب، هو سيد الموقف، وان السقف الاعلى من الامل سيكون تفكيك الأزمة وليس حلها، فتجربة السنوات القليلة الماضية لحكم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، تؤكد ان من الصعب الوثوق به، فقرارته " كقرارات ترامب، نزقة ومتسرعة وتحركه الغرائز وردود الافعال، الامر الذي ينسف كل الجهود التي يبذلها العقلاء لتحسين صورة السعودية التي تضررت كثيرا منذ ان اصبح ابن سلمان ملكا غير متوج على السعودية.

سعيد محمد

كلمات دليلية :