إيران سبب الاحتجاجات في الشرق الأوسط

إيران سبب الاحتجاجات في الشرق الأوسط
الثلاثاء ٠٣ ديسمبر ٢٠١٩ - ٠٥:٥١ بتوقيت غرينتش

العالم - كشكول

قال وزیر الخارجیة الامریكي مایک بومبیو ان إيران "هي العامل المشترك وراء الاحتجاجات في جميع أنحاء الشرق الاوسط واعتمد في مزاعمه على الاشارة الى الاضطرابات الأخيرة في العراق ولبنان وإيران، وفرض على القارئ هذه النتيجة أن الشعبين العراقي واللبناني يريدان في كل هذه المظاهرات من إيران أن تغادر بلادهما وفي نفس الوقت زعم بأن الاحتجاجات الأخيرة من قبل بعض المواطنين في إيران دليل على استياء كل الشعب الإيراني من الجمهورية الاسلامية.

وفيما يتعلق بتصريحات وحجج بومبيو المزعومة يبدو أنه إما يتحامق ويتجاهل الواقع واما أنه يتأثر بشدة بالدعاية الإعلامية الغربية والعربية المرتبطة بأمريكا بحيث لا يستطيع رؤية واقع العراق. من الطبيعي أن تركز هذه الوسائل الإعلامية من بين تطورات الساحة العراقية على ما يعكس العداء المزعوم للشعب العراقي مع إيران. بينما توقفت المطالب الإصلاحية للشعب العراقي، رغم انف الولايات المتحدة وحلفائها، على مستوى الإصلاح وليس الثورة. فرجح الشعب العراقي حكم القانون على عودة الاحتلال الأمريكي، والتدخل العربي، وأخيرا عودة داعش، وما زال يؤكد ان المرجعية هي الملاذ الآمن له.

فيما يتعلق بلبنان، حاولت الولايات المتحدة الاستفادة إلى أقصى حد من مظاهرات الشعب اللبناني بخصوص المشاكل الاقتصادية ومطالب مکافحة الفساد وتسخيرها في سبيل تحقيق غايتها "طرد حزب الله" من لبنان، هذا بينما كان حزب الله أول مناصر لحركة الإصلاح الشعبية وفشلت كل الجهود الامريكية اللاحقة لتحقيق هذا الهدف. ویحاول بومبیو من خلال ربط "حزب الله" بإيران الاصطياد من الماء العكر واستغلال المطالب الشعبية لتحقيق مشروعه الفاشل من الاساس في حذف حزب الله من الساحة اللبنانية في حين ان معظم المشاكل الموجودة في لبنان اليوم هي نتيجة للتدخلات وعدم كفاءة الحكومات التي كانت حليفة للولايات المتحدة على مدار السنوات الماضية.

يعتبر لبنان في الوقت الراهن واحدا من أكثر البلدان مديونية في العالم بحوالي 90 مليار دولار، وتم الكشف عن ملفات فساد بمليارات الدولارات لسياسيين لبنانيين من حلفاء واشنطن خلال الأعوام الماضية بينما كان حزب الله مسؤولاً عن الدفاع عن الوطن، هل إيران كانت سبب المظاهرات خلال الشهرين الأخيرين في لبنان، أم تدخلات الولايات المتحدة وعدم كفاءة وفساد انصارها داخل لبنان؟

وفيما يتعلق بإيران، يكفي أن الجمهورية الإسلامية كانت على مدى العقود الأربعة الماضية تتعرض دوما لعقوبات وأعمال عدائية أمريكية وبالطبع، لقد خرجت منتصرة من كل هذه المعارك.

يا سيد بومبيو، لو كان الشعب الإيراني لا يريد الجمهورية الإسلامية ، فلم يكن ليدعمها لمدة 40 عامًا ضد حظركم المفروض وأعمالكم العدائية. وإن كان لا يريد النظام الاسلامي، فلماذا لم يدعم مثيري الشغب؟ لو كان يثق في توصياتكم، فلماذا رفض دعمكم للمتظاهرين بعد أعمال الشغب الأخيرة؟.

ان الحكاية الأمريكية في إيران هي حكاية "عنزة" تتوهم انها قائدة القطيع فكلما رأت القطيع يسير في اتجاه عكس اتجاهها تركض أمام القطيع حتى لا يتأثر وهمها بانها هي القائدة.