خلافات الناتو.. طبيعية أم سكرة موت؟

خلافات الناتو.. طبيعية أم سكرة موت؟
الأربعاء ٠٤ ديسمبر ٢٠١٩ - ٠١:٤٨ بتوقيت غرينتش

قّمة حلف شمال الاطلسي (الناتو) التي بدأت في لندن يوم امس الثلاثاء للاحتفال بالذكرى السبعين لتَأسيسه، هل ستكون الاخيرة او ما قبل الاخيرة،  قبل ان يتشظى الحلف تحت وقع الخلافات التي تعصف باعضائه، خاصة بعد وصول دونالد ترامب الى البيت الابيض،  و رجب طيب اردوغان الى حكم تركيا.

العالم - كشكول

بدا ترامب رئاسته بالهجوم على حلف الناتو، معتبرا اياه قد عفا عنه الزمن ولم يعد له اي جدوى، لاسيما ان اعضاءه يعتمدون على امريكا لحمايتهم دون ان يدفعوا مقابل هذه الحماية.

اما اردوغان صاحب ثاني اكبر جيش في الناتو، فبدأ منذ فترة الاقتراب من روسيا واخذ ينسق معها واشترى منها منظومة اس 400 وعلى وشك ان يشتري طائرات من طراز سوخوي 35، بينما الحلف الذي ينتمي اليه تم تاسيسه لصد تهديدات روسيا.

الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون وصف الحلف الذي "يُذبح" من اجل مصالح امريكا وتركيا، بانه يعاني من حالة "موت سريري"، وهو وصف استفز اردوغان وترامب سوية، حيث رد الاول ان ماكرون هو الذي يعاني من "موت سريري" بينما الثاني اعتبر تصريح ماكرون بانه "لاقيمة له".

من المعروف ان غضب ماكرون يعود الى الاستفراد التركي والامريكي بقراراتهما دون الرجوع الى الحلف، فترامب امر بسحب القوات الامريكية من سوريا دون التشاور مع الحلف فيما شن اردوغان هجوما بضوء اخضر امريكي على الاكراد في شمال تركيا دون التشاور مع الحلف. بينما المعروف ان الاكراد حاربوا "داعش" الى جانب الحلف على مدى السنوات الماضية.

ترامب هدد بفرض عقوبات على تركيا بسبب شرائها منظومة اس 400 من روسيا، فيما ذهب وزير الخارجية الامريكي الى ابعد من ذلك عندما اكد ان ترامب قد يستخدم القوة ضد تركيا في حال واصلت هجمومها على الاكراد.

في المقابل هدد اردوغان بـأنه سوف يعرقل قرارات قمة الحلف الرامية الى تعزيز الامن في منطقة البلقان، اذا لم يدرج الحلف ، حلفاءه الاكراد على قائمة الارهاب كما يريد اردوغان.

هذه المواقف المتناقضة، قد احيت من جديد فكرة انشاء جيش اوروبي بعيدا عن الهيمنة الامريكية، وهي فكرة ظهرت بوادرها في اجتماع الحلف في عام 2017 في ميونيخ الالمانية، بدعم الماني فرنسي، وهي فكرة كانت قد اثارت حفيظة الرئيس الامريكي ترامب الذي شن هجوما لاذعا على فرنسا، التي اخذت تتململ من سياسات اردوغان وترامب الرامية لاستخدام الحلف لمصالحهما الخاصة فقط.