التجسس الاماراتي على العالم..

بين دون كيشوت ومحمد بن زايد

بين دون كيشوت ومحمد بن زايد
الأربعاء ١١ ديسمبر ٢٠١٩ - ١٢:١٢ بتوقيت غرينتش

الخبر وإعرابه

الخبر وإعرابه

الخبر:

كشف تحقيق أعدته وكالة "رويترز"، أن الإمارات أنشأت برنامجاً تجسسياً في عام 2008 اطلقته عليه اسم "دراد"، بدعم من وزارة الخارجية ووكالة الأمن القومي في امريكا، بهدف مساعدة الامارات في مكافحة الإرهاب والقاعدة، لكن أهداف البرنامج "انحرفت" بعد ثورات ما يسمى الربيع العربي عام 2011، حيث خشيت الإمارات من وصول الاحتجاجات إليها، لتبدأ باستغلال البرنامج ضد من تعتبرهم خصومها في العالم.

إعرابه:

-يشير التحقيق الى أن عدم قدرة الإماراتيين على التعلم بسرعة دفع بالمتعاقدين الأمريكيين ليكونوا في واجهة قيادة المشروع، وكان في طليعتهم المسؤول الاستخباراتي السابق ريتشارد كلارك، وهو ما يعتبر اعترافا صريحا ان الامريكيين استغلوا جهل الاماراتيين ليحولوهم الى اداة رخيصة بالتجسس على العالم اجمع على نفقة الاماراتيين.

-الملفت ان التحقيق كشف أن علاقة كلارك بمحمد بن زايد بدأت مع حرب الخليج الفارسي الثانية عام 1991، حيث قدم محمد بن زايد لكلارك الترخيص لاستخدام الأجواء الإماراتية لقصف العراق، كما قدم مليارات الدولارات لدعم المجهود الحربي الأمريكي لطرد جيش صدام حسين من الكويت، وهو اعتراف واضح آخر يكشف حقيقة الجهات التي كانت وراء تدمير العراق خلال العقود الماضية، واليوم نرى الامارات في مقدمة الدول التي تذرف دموع التماسيح على الشعب العراقي، وتحرض بعضهم على بعض عبر استخدام المال والاعلام.

-يعترف ريتشارد كلارك وبشكل صريح في مقابلة: "إن المشروع كان هدفه مكافحة الإرهاب، وقام بموافقة من وزارة الخارجية الأمريكية ووكالة الأمن القومي، الا انه تحول إلى أداة تجسسية لمن تراه الإمارات خطراً عليها في أنحاء العالم"، ان ما قاله كلارك عن الهدف الرئيسي للمشروع هو خدعة، فلا امريكا ولا الامارات ما كانا ولن يكونا بصدد مكافحة الارهاب القاعدي والداعشي والتكفيري بشكل عام، فهي من صناعتهما الى جانب السعودية والكيان الاسرائيلي.

-يقول التحقيق "ان برنامج التجسس الإماراتي نجح باختراق خوادم غوغل وهوتميل وياهو، في امريكا للوصول إلى شخصيات عربية ودولية رفيعة، حيث تطور المشروع تدريجياً ليصل إلى ذروته في عام 2017 مع إبرام أبوظبي عقوداً سخية مع متقاعدين أمريكيين"، فهذا الاعتراف الى جانب الاعتراف بجهل الاماراتيين، يؤكد ان امريكا هي المتورطة الرئيسية في عمليات التجسس، فالامارات لا تستطيع ان تجسس داخل امريكا على من تعتبر خصومها.

-وفق البرنامج "فإن الإمارات بدأت بين 2012 و2015 باختراق حكومات برمتها، وتمكنت من التسلل لهواتف إعلاميين وناشطين وقادة، من بينهم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني"، وهو ما يعكس جنون العظمة التي يعاني منها محمد بن زايد وهو الجنون الذي استغلته امريكا لصالحها أبشع استغلال.

-رغم المشروع لم يكن اخلاقيا من الفه الى يائه الا ان الجانب المخزي منه أكثر من باقي الجوانب، هو ما فعلته أبوظبي عندما تجسست على الناشطة السعودية المعتقلة حالياً لجين الهذلول، ففي عام 2017 تم اختراق بريدها الإلكتروني قبل اعتقالها في الإمارات وتسليمها للسعودية، وهو ما يكشف العقلية التي تحكم في الامارات والتي لا تتحمل حتى الراي الآخر في حدوده الدنيا ويخرج عن كل ما هو مألوف في العلاقات الانسانية وكذلك العلاقات بين الدول.

-الغريب ان هذه ليست المرة الاولى التي تتجسس فيها الامارات على كل شيء بدعم امريكي واضح، فقد جندت الامارات ايضا عملاء سابقين في وكالة الأمن القومي الأمريكي والمخابرات الأمريكية؛ لأغراض التجسّس على خصومها، وحمل المشروع اسم "رافين"، وكان يقوم بمراقبة الحكومات الأخرى مثل إيران وقطر وتركيا وسلطنة عمان، ونشطاء حقوق الإنسان، في حرب اعلنها محمد بن زايد على الجميع دون ان تلوح بالافق مصلحة حقيقية للامارات من وراء كل هذه الحروب، التي تذكرنا في جانب منها بمعارك دون كيشوت بطل سرفانتيس.