السعوديون في أميركا تحت المجهر..!

السعوديون في أميركا تحت المجهر..!
الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠١٩ - ١٠:١٩ بتوقيت غرينتش

الارهاب السعودي في الولايات المتحدة الى الواجهة من جديد.. محكمة أمريكية، وجهت اتهامًا لطالب سعودي يدعى حسن القحطاني ويبلغ من العمر 28 عامًا، بامتلاك سلاح ناري بشكل غير قانوني، وفقًا لوثائق المحكمة الفيدرالية.

العالم - تقارير

قناة "سي ان بي سي نيوز" الأمريكية، كشفت أن الطالب السعودي يدرس في كلية الهندسة بجامعة نيو مكسيكو، اتهم بحيازة سلاح ناري من نوع “كليبر كوبرا 380″، بشكل غير قانوني، وذلك عقب تفتيش منزله. ويقول المصدر ان تفتيش منزل المتهم جاء عقب تلقي الجهات الأمنية اتصالًا من أحد الأشخاص يدعي فيه أن الطالب يخطط لقتل أشخاص في الجامعة قبل مغادرته للولايات المتحدة، ولم يتضمن البلاغ أي أدلة أو تفاصيل حول هذه المزاعم، كما لم يثبت أن المتهم قام بتهديد أي شخص.

المتهم سلم نفسه للجهات الأمنية، ومثل أمام القاضي الذي أمر باحتجازه حتى نهاية الأسبوع قبل عقد جلسة الاستماع يوم غد الاثنين.

وبحسب مكتب المدعي العام الأمريكي، فإن المتهم الذي دخل الولايات المتحدة بتأشيرة دراسة، سيواجه عقوبة تصل إلى 10 سنوات في السجن في حال إدانته.

التحرك الامني هذا يترافق مع موجة قرارات تتصل بحادثة اطلاق نار نفذها طيار سعودي قبل فترة وجيزة في القاعدة البحرية بفلوريدا حيث قُتل أثناء الهجوم الذي أودى بحياة 3 أشخاص آخرين، وإصابة 7 بجروح، داخل مبنى تعليمي بالقاعدة في مدينة بينساكولا.

والثلاثاء الماضي، قررت وزارة الدفاع الأمريكية، تعليق كل عمليات التدريب الجارية حاليا على أراضيها لعسكريين سعوديين، بعد حادثة الهجوم الذي شنه الطيار السعودي محمد سعيد الشمراني داخل قاعدة فلوريدا.

وفتحت السلطات الأمريكية تحقيقا في الحادث لمعرفة الدافع وراء قيام المسلح بإطلاق النار، وما إذا كان الحادث عملاً إرهابيا.

وسرعان ما اكتشف للمحققين أن الشمراني قد نشر ما يشبه بيانا في حسابه في "تويتر" يظهر كراهية تجاه الولايات المتحدة إذ وصفها بأنها "دولة شر".

وبحسب الموقع الذي يتابع أخبار الجماعات المسلحة، كتب الشمراني في المنشور الموجهة للشعب الأميركي: "أنا لست ضدكم لأنكم فقط من الأميركيين، أنا لا أكرهكم بسبب حرياتكم، أكرهكم لأنكم كل يوم تدعمون وتمولون وترتكبون جرائم ليس فقط ضد المسلمين بل أيضا ضد الإنسانية.. أنا ضد الشر، وأميركا عموما تحولت إلى دولة شر".

وأضاف أنه يكره أميركا كذلك بسبب "دعمها لإسرائيل وغزو بلدان مسلمة". واقتبس كلمة لزعيم تنظيم القاعدة الارهابي السابق أسامة بن لادن: "الأمن مصير مشترك. لن تشعروا بالأمن حتى نعيشه واقعا في (فلسطين)، وتخرج القوات الأميركية من أراضينا".

وفي هذا السياق، اعتبر مستشار الأمن القومي الأمریكي روبرت أوبراین، أن حادث إطلاق النار في قاعدة "بینساكولا" البحریة بولایة فلوریدا، یبدو "ھجوما إرھابیا".

وأضاف أوبرانین في تصریح لمحطة "سي.بي.إس" الأمریكیة: "بالنسبة لي یبدو أنه ھجوم إرھابي... لا أرید الحكم مستبقا التحقیق، ولكن یبدو أن ھذا شخص من المتطرفين".

وأثارت حادثة فلوريدا جدلاً واسعا في الأوساط الأميركية، ونقلت وسائل إعلام أميركية عن مسؤولين أميركيين تخوفهم من عودة أجواء الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، عبر أعمال إرهابية يستهدف من خلالها سعوديون مختلف الولايات.

في السياق نفسه، تناولت الباحثة في معهد "بروكينغز" تمارا كوفمان وايتس الهجوم المسلح الذي نفذه الجندي السعودي في القاعدة العسكرية في ولاية فلوريدا، واعتبرت أنه قد يؤدي إلى توتير العلاقات الأميركية السعودية أكثر فأكثر.

وفي مقالة نشرت على موقع المعهد، رأت الكاتبة أن الهجوم قد يعيد أجواء هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، عندما تبين أن خمسة عشر خاطفا من أصل تسعة عشر الذين نفذوا هجمات الحادي عشر من أيلول كانوا من التابعية السعودية.

وفي خضم هذه الاحداث يرى بعض المراقبين للشأن السعودي بأن العلاقة السعودية بأسرة الرئيس الامريكي دونالد ترامب تغرق الاخير، في الكثير من المواقف الحرجة، دونالد ترامب الذي وصف المملكة سابقاً بالبقرة الحلوب، تصرف كأنه سكرتير صحفي للمملكة، في أعقاب الهجوم المميت الذي وقع الأسبوع الماضي في بينساكولا، من قبل طيار تابع لسلاح الجو السعودي.

مجلة "ذا ويك" الأميركية ارجعت تلك العلاقة الى تعلق ترامب بالحكام الديكتاتوريين وهنا يمكن القول بانه عادة تحدث العديد من الاشياء السيئة ولا يعد ذلك دائما خطأ لكن المشكلة في ان تكون تصرفات الشخص المعني والمسؤول هي التي تجعلها أكثر سوءا وهذا هو حال الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وينطبق ذلك تماما مع علاقة رؤساء الولايات المتحدة مع حكام السعودية. فرغم ان ترامب ليس أول رئيس اميركي يظهر احتراماً لا داعي له للعائلة المالكة غير انه تجاوز ذلك وتصرف وكانه سكرتير في اعقاب الهجوم المميت بفلوريدا. وفي محاولة منه للدفاع عن علاقته الوطيدة بالسعودية أشار ترامب الى ان الملك السعودي سيشارك في رعاية عائلات الضحايا ناقلا عنه انه يشعر بحزن شديد حول ما حدث لكن ما يقوله ترامب هو اذا ما كان السعوديون قدموا أي ضمانات حول المساعدة في التحقيق او تحديد دوافع المشتبه به واذا ما كانوا سيجيبون على الاسئلة حول عملية فحص المتدربين.

ومع ذلك يتعلق السؤال الاكبر بالسبب الذي يجعل الإدارة الأميركية متمسكة بعلاقاتها مع السعودية؟.

للاجابة على هذا السؤال لابد من الاشارة الى النفط حيث تعد السعودية واحدة من الدول الكبرى المنتجه له كما ان الولايات المتحدة تعمل على دعم السعودية في تنفيذ مخططاتها التكفيرية في المنطقة تحت زعم انها قوة اقليمية موازية لقوة إيران. يقودونا ذلك كله للقول بان السبب الحقيقي وراء دعم ترامب للسعودية هو الموقف السعودي الحقيقي من التطبيع مع كيان الاحتلال الاسرائيلي وتحقيق مصالحه في الشرق الاوسط باعتبارة دولة وكذلك الانسياق وراء اهداف السياسة الاميركية والاسرائيلية في معاداة ايران ومحور المقاومة والانخراط فيها.