روحاني: نتحمل مسؤولية تاريخية لارساء دعائم عزة الأمة الإسلامية وشموخها

روحاني: نتحمل مسؤولية تاريخية لارساء دعائم عزة الأمة الإسلامية وشموخها
الخميس ١٩ ديسمبر ٢٠١٩ - ٠٢:١٣ بتوقيت غرينتش

صرح الرئيس الإيراني حسن روحاني في ندوة أولويات التنمية والتحديات في قمة كوالالمبور اليوم الخميس ، أننا نتحمل جميعًا المسؤولية التاريخية لارساء دعائم عزة الأمة الإسلامية وشموخها ، وأكد ان الإسلام ليس حضارة المواجهة ، بل حضارة التسامح والدعوة للتعايش .

العالم- ايران

واعرب روحاني امام الندوة عن تقديره لرئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد لتوفيره فرصة قيمة للحوار وقال : تقع على عاتقنا مسؤولية تاريخية مهمة تتمثل بفتح الطريق امام عزة وشموخ الامة الاسلامية وتذليل العقبات التي تعترض تقدمهم ومشاركتهم في طريق تنمية ورفعة المجتمع البشري .

وأضاف روحاني انه واثق من أن الحضارة الإسلامية قادرة على بلوغ عصرها الذهبي في ظل الظروف الجديدة لعالمنا المعاصر وان افول وتراجع الحضارة الإسلامية بدا عندما قامت تيارات بالتعاطي الضيق والمتعصب مع الفقه الإسلامي ، وتجاهل بعضهم للأسف لدور الحكمة والتجربة الإنسانية في إدارة المجتمعات ، بينما اوصانا الإسلام بأرسال رسولين الى البشرية احدهما رسول باطني يتجسد في عقل الانسان والثاني هو رسول ظاهري يتجسد برسول الاسلام .

وأفاد روحاني باننا وضعنا هذه الوصية للبارئ ورسوله جانبا ولم نستخدم عقولنا ومعرفتنا وكذلك علم سائر البشر بشكل جيد بينما أخبرنا الإسلام بأن الحكمة ضالة المؤمن وقد امرنا النبي الاكرم بالاهتمام بالعلم وتلقي المعرفة على غرار العبادة والصلاة .

وأضاف رئيس الجمهورية : "لقد كان هذا الفكر المتحجر هو الذي دفع للأسف المجتمعات الإسلامية بعيداً عن التقدم وخلق فكرًا متطرفًا في المجتمع الإسلامي أضر بحضارتنا وتقدمنا ​​وألحق أضرارًا جسيمة بالصورة الحقيقية للإسلام و كما نرى ، فإن التيار التكفيري والتيارات المتطرفة في عالمنا اليوم قامت بالواقع بنشر الجهل والتعصب والقتل والتدمير في مجتمعنا.

وفي مقابل التطرف الذي حرمنا من عقل وحكمة وتجارب الآخرين، بدأ فكر متطرف آخر في العالم الإسلامي يدعونا الى الالتزام تمامًا بالأنماط الغربية و يقول لنا إن أي تطور في المجتمعات الإسلامية رهن بالتخلي عن معتقداتك الدينية وترك التقاليد الوطنية والايمان تمامًا بالغرب ونهجه ، وللأسف في بعض الدول الإسلامية بسبب التقليد الكامل للأنماط الغربية وتجاهل التقاليد الوطنية والمعتقدات الدينية للمجتمعات الإسلامية قد خسرت هويتها .

وتابع انه للاسف ان المجتمعات الانسانية دفعت ضريبة باهضة بسبب هذين التيارين الفكريين المتطرفين . ومن المعروف للجميع الآن أن التوجه التنموي من دون الاهتمام بالقيم التاريخية والمعتقدات الدينية سيترك آثارا مدمرة للغاية في مجتمعاتنا. وان عدم الاهتمام بالبعد الثقافي للتنمية يقتل الإبداع والابتكار الوطني ويقوض قدرة المجتمع على التعامل مع الأنماط الخارجية غير المرغوب فيها.

واوضح روحاني ان العامل الرئيس في فشل القوى العظمى في تقويض استقلالنا وحكومتنا على مدى العقود الاربعة الماضية هو السيادة الشعبية ومشاركة الجماهير و لقد أجرينا انتخابات كبيرة ووطنية وعامة كل عام تقريبًا ، وبات غير ممكن اليوم تحقيق الاستقلال وتنمية البلاد من دون مشاركة الشعب .