غزل متبادل بين كيان الإحتلال والمطبعين العرب

غزل متبادل بين كيان الإحتلال والمطبعين العرب
الأحد ٢٢ ديسمبر ٢٠١٩ - ١٠:٢٣ بتوقيت غرينتش

استمرارا للتطبيع المتواصل مع الكيان الغاصب، نشر وزير الخارجية الإماراتي "عبد الله بن زايد"، مقالا بريطانيا عن التطبيع العربي مع الاحتلال، ما دفع رئيس وزراء الاحتلال "بنيامين نتنياهو" إلى اقتباس تغريدته على الفور والترحيب الحار بها والتعليق عليها، قال فيها انه يرحب بالتقارب الذي يحدث بين "إسرائيل" والكثير من الدول العربية، لقد آن الأوان لتحقيق التطبيع والتسوية.

العالم - تقارير

ودون مانصه في تغريدته في إقرار ليس الأول من نوعه: ارحب بالتقارب الذي يحدث بين "اسرائيل" والكثير من الدول العربية لقد آن الاوان لتحقيق التطبيع والسلام (التسوية).


وجاءت تغريدة رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي المنتهية ولايته، تعليقاً على تغريدة لوزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، الذي شارك على حسابه مقالاً بعنوان "إصلاح الإسلام: تحالف عربي-إسرائيلي في طور التشكُّل بالشرق الأوسط".

ويتحدث المقال عن "رسم خرائط جديدة للعقل المسلم، في الوقت الذي تتلاشى فيه الكراهية القديمة"، كما يتضمن المقال اعترافاً إماراتياً رسمياً بوجود كنيس يهودي في دبي.

وللأسف الشديد، هذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها نتنياهو عن تقارب بين كيانه المحتل ودول عربية، وفي إقرار رسمي من مسؤول اسرائيلي رفيع بتصاعد مظاهر التطبيع بين الجانبين.

وتطورت العلاقات العربية (الخليجية) مع كيان الاحتلال الإسرائيلي في الفترة الأخيرة بشكل لا يصدق، وعلى وجه الخصوص مع دولة الإمارات، التي زارها وزير الخارجية الإسرائيلي، في الأول من يوليو 2019، والتقى في أبوظبي مسؤولين رفيعي المستوى، حيث تتصاعد وتيرة العلاقات بين أبوظبي و"تل أبيب" بصورة لافتة في السنوات الأخيرة.

وكانت قد لفتت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية في وقت سابق، إلى أن (إسرائيل) والإمارات ليس بينهما علاقات دبلوماسية رسمية، لكن هناك علاقات اقتصادية وثيقة بينهما، موضحة أن الإسرائيليين يحق لهم دخول الإمارات من خلال جوازات سفر أجنبية، أو جواز سفر إسرائيلي بعد حصوله على تأشيرة خاصة.

وأوضحت أن الفترة الأخيرة شهدت ظهور عدد من الرياضيين الإسرائيليين في حدث رياضي في الإمارات، مع إظهار رموز الكيان مثل علم الاحتلال الإسرائيلي والنشيد الوطني، وفي العام القادم من المتوقع أن تشارك (إسرائيل) في معرض "إكسبو" الدولي في دبي.

كما اعترفت الإمارات رسميا بمجتمعها اليهودي الصغير، العام الماضي، كجزء من سكان دبي. وكان وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، كان قد دعا إلى تسريع وتيرة التطبيع بين الدول العربية و(إسرائيل) في مارس- آذار الماضي.

الى ذلك، تبدي المملكة العربيه السعودية بين حين وآخر، أشكالا مماثلة من التطبيع مع الاحتلال، من زيارة المطبع السعودي "محمد سعود" الى المسجد الأقصى برفقة الصهاينة الى التطبيع بذريعة الرياضة، وزيارة وفد المنتخب السعودي لكرة القدم للأراضي الفلسطينية المحتلة، أكتوبر الماضي، الى لجوء مؤسسات حكومية سعودية إلى التعاون مع شركات إسرائيلية في مجال الترجمة من العربية إلى الإنجليزية والعكس، وغيرها.

ولم ننس لقاء خاصا قام به حاخام "اسرائيل" الاكبر "موشيه عامار" لمملكة البحرين، والتقى من خلاله الملك "حمد بن عيسى آل خليفة"، بذريعة المشاركة في ما يسمى "مؤتمر حوار الأديان".

وكذلك لم ننس، الورشة الاقتصادية الخاصة بـ"صفقة القرن"، التي عقدت في يونيو الماضي، وقبلها زار وفد بحريني ضم 24 شخصاً من جمعية "هذه هي البحرين"، الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وكذلك الحال بالنسبة لنشاطات لافتة لوزير الخارجية البحريني، خالد بن أحمد آل خليفة في الأشهر الأخيرة، مطلِقاً سلسلة تصريحات يؤيد فيها حق "إسرائيل" في "الدفاع عن نفسها".

وبشكل عام، زادت وتيرة التطبيع، خلال الفترة الأخيرة، بأشكال متعددة بين كيان الاحتلال ودول مجلس التعاون، وبمختلف الحجج والذرائع، تارة بذريعة مشاركات إسرائيلية اقتصادية وثقافية وتارة بحجة المباريات الرياضية في هذه الدول.

فلهذا، ومع الأسف الشديد، لا يثير هذا الغزل التطبيعي المتبادل بين نتنياهو والإمارات، في زماننا هذا، دهشة أي متابع لشؤون المنطقة، حيث اعتدنا على سماع أخبار الجولات التطبيعية المخزية الضاربة عرض الحائط فلسطين وحقوقها وقضيتها المحقة.