التكاتف في مواجهة لغة الحظر الاستكبارية

التكاتف في مواجهة لغة الحظر الاستكبارية
الإثنين ٢٣ ديسمبر ٢٠١٩ - ٠٣:٠٤ بتوقيت غرينتش

اشاد رئيس  الوزراء  الماليزي مهاتير محمد بتنامي قدرات الجمهورية الاسلامية الايرانية على الرغم من الحظر الدولي عليها معربا عن قلقه من احتمال تعرض ماليزيا وبلدان اخرى لمثل هذا الحظر الظالم مستقبلا.

تصريح السيد مهاتير محمد الذي جاء في ختام قمة كوالالمبور الاسلامية المصغرة مع انه ينوّه بالمكانة المرموقة التي حازت عليها ايران وطنياً واقليميا ودوليا بفضل صمودها وتمسكها بحقوقها وثوابتها المشروعة والعادلة، فانه يشير برؤية قلقة ، الى تحدي الهيمنة الاستكبارية المتمردة على القانون الدولي والملتزمة بشریعة الغاب.

فمن المتيقن ان التمسك بالحق ينتج الانتصار، وقد قدمت الجمهورية الاسلامية الايرانية ومازالت تضحيات كبيرة ضريبةً لصيانة السيادة الوطنية والاستقلال السياسي والاقتصادي، الشيء الذي حاولت القوى الغربية والصهيونية ان تستلبها عبثاً من طهران.

فالادارة الاميركية والحكومات الاوروبية لا تقيم اعتباراً للدول والشعوب العربية والاسلامية، وعندما ترتأي المصالح الجشعة فانها لا تفرق بين العدو والصديق او بين الخصم والحليف، ولعل تعامل واشنطن الاستغلالي مع السعودية خير دليل على ذلك.

واليوم، يستطيع ايّ مراقب بل وكل شخص في هذا العالم المترامي، ان يتوصل الى رؤية حصيفة في السياسات العدوانية التي تعتمدها اميركا لقهر الدول والامم المتنامية. فقد باتت اساليب المقاطعة والحظر والحرب الاعلامية، من ابجديات السياسة الاستكبارية.

اننا كلما توغلنا في السلوكيات الاميركية ـ الصهيونية، نجد بانها لا تجيد سوى لغة الباطل والزيف والنفاق. فواشنطن وتل ابيب حصراً هما اكثر الاطراف المارقة على القرارات الدولية والاكثر حروباً وغزوات واحتلالاً لدول برمتها، لكنهما لا تتورعان عن التشدق بالدفاع عن حقوق الانسان. اذ لا شيء يوازي الجرائم والمجازر الجماعية التي ارتكبتها اميركا المستبدة و"اسرائيل" الغاصبة ضد الانسانية جمعاء، ومع ذلك فان من يسمع بالتصريحات "الرقيقة" الصادرة عنهما، يشعر بالصدمة حيال ما وصل اليه النفاق السياسي الاستكباري للقفز على الحقائق واستغفال المجتمع الدولي، الامر الذي يصيب بالقلق والهواجس دولاً وشعوباً متمسكة باستقلاليتها مثل ماليزيا واندونيسيا، وغيرهما، ولكنها لا تعدم ان ينقلب الاستكبار الاميركي عليها بذريعة او اخرى، وان يفرض عليها الحظر والمقاطعة كما حصل مع ايران.

المطلوب من بلدان العالم الاسلامي وضع حدٍّ للغة الاستكبار والعنجهية والغطرسة وهو امر يتطلب تقوية مقومات التكاتف والتقارب والتواصل في ما بين الحكومات التحررية المتقدمة مروراً بالشعوب.

ومن دون شك فإن التجارب الرائعة التي اكتسبتها الجمهورية الاسلامية الايرانية في الصمود والمقاومة لإجهاض ضغوطات الحظر الاستكباري، تعتبر رصيداً ثرّاً يمكن الاعتماد عليه للتحرر من اشكال الهيمنة والاستغلال والتهديدات الخارجية.

بقلم حميد حلمي البغدادي