رويترز وحكاية الإجتماعات الإيرانية السرية تحت الأرض  

رويترز وحكاية الإجتماعات الإيرانية السرية تحت الأرض  
الإثنين ٢٣ ديسمبر ٢٠١٩ - ٠٧:١٩ بتوقيت غرينتش

الخبر و إعرابه

العالم- الخبر و إعرابه

الخبر:

جاء في تقرير مطول جدا لوكالة رويترز البريطانية يوم الاثنين ، نقلا عن ثلاثة مصادر وصفتها الوكالة بانها "على صلة وثيقة بدائرة المقربين" من قائد الثورة الاسلامية آية الله علي خامنئي ومسؤول رابع، ان قائد الثورة وخلال اجتماع ضم كبار المسؤولين الامنيين والرئيس حسن روحاني وأعضاء حكومته، اصدر اوامره بوضع حد للاحتجاجات التي شهدتها ايران بعد قرار رفع اسعار البنزين في تشرين الاول نوفمبر الماضي.

التحليل:

-قديما كان يُقال ان طريقة اداء وكالة انباء رويترز في تناولها للاخبار والتطورات التي تشهدها دول العالم وخاصة تلك التي تعارض نهج الهمينة الغربية مثل الجمهورية الاسلامية في ايران، تتلخص في وضع كمية متواضعة من السم داخل كمية كبيرة من العسل، فهي لا تبث التقارير والاخبار بموضوعية وحيادية كاملة كما تدعي، بل كانت تلجأ الى دس بعض الاكاذيب في تقاريرها واخبارها خدمة للسياسة الغربية وانتقاصا من الدول المعادية لتك السياسة، فكانت تجد من يتلقى تلك التقارير والاخبار برحابة صدر دون ان يسشعر بكمية الكذب فيها.

-يبدو ان الوكالة البريطانية بدات في الاونة الاخيرة تعمل على النقيض من نهجها السابق في التعامل مع التقارير الخاصة عن الدول المناهضة للغطرسة الغربية مثل ايران، فهي تضع كمية قليلة من العسل داخل كمية كبيرة من السم حتى تتحول الخلطة الى شيء غير مستساغ لا يمكن ان يبتلعه انسان سوى الا من فقد حاستي الشم والتذوق، فهي تشير الى حدث وقع فعلا في ايران الا انها تبني عليه مجموعة ضخمة من الاكاذيب حتى يتحول الى ما يشبه القصة الخيالية تتقاذف احداثها قدرة كاتبها على التخيل.

-كلنا يتذكر تقرير رويترز المضحك قبل اسبوعين حول الاجتماع الذي عقده قائد الثورة الاسلامية في "مكان سري تحت الارض" لم يشارك فيه الا اربعة اشخاص فقط، الا ان الاجتماع كان معروفا لدى رويترز بقدرة قادر!!، والتي اكدت ان سماحته اصدر في هذا الاجتماع السري جدا اوامره بتنفيذ ضربات على منشأة ارامكو النفطية السعودية، وهي ضربات مازالت منظمة الامم المتحدة ترفض الروايتين الامريكية والسعودية حول وقوف ايران وراءها بعد التقرير الذي قدمه خبراء امميون زاروا مكان الهجوم.

-وقبل تقرير رويترز هذا بأيام، وفي اطار الحرب النفسية التي تشنها وسائل الاعلام الغربية ، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية عما وصفته تقارير ووثائق مزعومة "كتبها ضباط في وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية في عامي 2014 و2015" حسب ادعاء الصحيفية، تشير الى"أن الهيمنة الإيرانية على العراق ترسخت من خريف 2014"، وهو تقرير كان واضحا الهدف منه ، وهذا الهدف خلق هوة بين الشعبين العراقي والايراني، بعد كل مظاهر التلاحم الاسطوري الذي تكثفت بين الشعبين اثر سقوط صنم بغداد والذي اغاظ اعداء الشعبين، من امريكيين وصهاينة وسعوديين، والا فمن الواضح ان هذا التاريخ الذي يشير اليه تقرير نيويورك تايمز هو التاريخ الذي احتلت فيه "داعش" ثلث العراق ووصلت الى 30 كيلومترا من بغداد، وهو ما دفع الحكومة العراقية بطلب المساعدة من ايران، التي استجابت على الفور وفتحت مخازن اسلحتها وارسلت قوافل السلاح والعتاد والمستشارين على الفور الى العراق لمنع سقوط بغداد واربيل وكربلاء والنجف، وحالت دون نجاح المخطط الامريكي الاسرائيلي العربي الرجعي.

-اما تقرير رويترز يوم الاثنين فهو يشترك مع تقرير رويترز السابق بذات السرية والدائرة الضيقة وفقا للوكالة، فقد عُقد ايضا في مكان "محصن جدا" وضم الدائرة الضيقة التي تضم كبار المسؤولين السياسيين والامنيين، الا انه وكما الاجتماع السابق لم يغب عن عيون رويترز الذي كشفته كما كشفت ان ايران تقف وراء هجوم ارامكو.

-اللافت في التقريرين ان رويترز اعتمدت على الكشف عن الاجتماعين "السريين وفي اماكن محصنة وتحت الارض" على الايرانيين انفسهم من الذين حضروا الاجتماعين السريين المحصنيين!!، ولا ندري لماذا يكشف المسؤولون الايرانيون عن اسرار هذه الاجتماعات ويسربوها لرويترز بالتحديد بهذه السهولة بعد كل تلك السرية؟ وكيف يمكن لوكالة انباء ان تصل الى اسرار في ايران لا يعرفها حتى كبار المسؤولين فيها؟!.

-لنفرض جدلا ان سماحة السيد الخامنئي هو من امر بالتصدي لمثيري الشغب بعد ان ركبوا موجة الاحتجاجات الشعبية ضد ارتفاع اسعار البنزين، واخذوا يحرقون وينهبون ويقتلون الى الحد الذي دفع المتظاهرين السلميين الى ترك الشارع، بعد ان انكشفت لهم اجندة الجهات التي تقف وراء المخربين، فهل يحتاج السيد خامنئي ان يتحصن في مكان سري؟، وهل كان يجب ان تُترك الساحة للعصابات المنظمة التي اعترف كبار المسؤولين الامريكيين بالوقوف وراءها؟.

-من الواضح ان رويترز باتت منخرطة وبشكل فاضح في الحرب النفسية التي تشن على الجمهورية الاسلامية، اعتقادا منها ، كما هو اعتقاد الاعلام الغربي بشكل عام وكذلك الاعلامين الاسرائيلي والسعودي، بأن الظروف مواتية لتكثيف الهجمات الاعلامية على محور المقاومة في الظروف الحالية التي ينشط فيها هذا الاعلام في تشويه حقائق الاحتجاجات المطلبية في العراق ولبنان، عبر محاولات يائسة لربطها بايران، بهدف ضرب محور المقاومة بشكل عام، لذلك لم يمر على تقرير رويترز المتخم بالاكاذيب سوى لحظات حتى خرج المبعوث الأمريكي لشؤون إيران براين هوك، ليؤكد ان تقرير رويترز يحتم على دول العالم على العمل لعزل ايران!، في تقاسم ادوار واضح فاضح.

كلمات دليلية :