عندما تنعق الغربان.. إعلام البترودولار وتظاهرات العراق

عندما تنعق الغربان.. إعلام البترودولار وتظاهرات العراق
الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠١٩ - ٠٩:٣٧ بتوقيت غرينتش

تقرير يقطر كذبا وحقدا يتجاوزان كل الحدود المعقولة في الكذب والحقد، هو ذلك الذي بثه موقع "الخليج اونلاين" الالكتروني، حول التظاهرات التي يشهدها العراق، حيث حاول التقرير، الذي كتب بنفس طائفي وبعثي مريض، التجني على كل البديهيات ولي عنق الحقيقة بشكل صارخ، عبر ربط ما يجري في العراق بايران، وتحريض العراقيين على بعضهم البعض، ومحاولة النيل من الحشد الشعبي والرموز الوطنية للعراق.

العالم - كشكول

قبل ان نبدأ في تحليل الاسباب التي جعلت من هذه المواقع الالكترونية الخليجية مواخير لنشر قاذوراتها بهذا الشكل المخزي، سننقل بعض ما جاء فيه بالنص ليقف المتصفحون على حجم الحقد الاعمى الذي تكنه هذه المواقع والجهات التي تقف وراءها على الشعبين الايراني والعراقي، والذي يدفعهم بهذا الشكل الجنوني للكذب الفاضح.

جاء في بعض فقرات هذا التقرير مايلي:

-"قصي السهيل هو عضو سابق في تيار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، وانضم فيما بعد إلى كتلة دولة القانون، التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق (سيئ الصيت) نوري المالكي".

-"بدورها فإن قناة "الحرة" الأمريكية ذكرت في موقعها الإلكتروني، الخميس (19 ديسمبر الجاري)، أنها علمت من مصدر سياسي عراقي -لم تسمه- بأن مسؤول ملف العراق في حزب الله اللبناني، محمد كوثراني، تدخل لدعم قصي السهيل".

-"والتقى كوثراني -بحسب المصدر- بالسفير الإيراني في العراق، إيرج مسجدي، وشخصيات من حرس الثورة الاسلامية من قوة القدس، ذكر أنهم "مكلفون بملف اختيار رئيس الوزراء من الدائرة الخاصة لقائد فيلق القدس قاسم سليماني".

-"ويشير المصدر إلى أن "كوثراني تعهد لحزب الله اللبناني بتوفير دعم مالي له في حال تولي السهيل منصب رئيس الوزراء، من خلال ضمان إبرام عقود لشركات ظل تابعة للحزب في مجال تسويق النفط العراقي ونقله".

-"وبحسب المصدر فإن "كوثراني كان بالأساس عراب تولي السهيل منصب رئيس التعليم العالي في الحكومة الحالية، حيث يرتبط الاثنان بشراكة اقتصادية في مجالات عدة من بينها إنشاء جامعات أهلية مملوكة لحزب الله اللبناني في العراق".

-"لكن ما يريده المتظاهرون هو رحيل جميع الطبقة السياسية ومجيء حكومة مؤقتة ستة أشهر، وإجراء انتخابات مستقلة برعاية أممية، وبقانون انتخابات جديد ومفوضية انتخابات جديدة".

-وتنقل "الخليج اونلاين" عن عمر الجانبي المحلل السياسي:"ما يلفت الانتباه فيما يخص وعي المتظاهرين، أن مرجعية النجف (متمثلة بعلي السيستاني) دعت الطلبة للالتحاق بمقاعد الدراسة الأحد (22 ديسمبر)، لكن مجاميع طلابية لا تتوافق مع ما دعت إليه المرجعية خرجت للشارع بهتافات كلها تطالب بحكومة مستقلة، وانتخابات مبكرة، وقانون مفوضية جديد، وقانون انتخابات جديد؛ هذا يؤكد أن الشعب والمتظاهرين واعون لما تخطط له الطبقة السياسية".

-نقلت "الخليج اونلاين" عن عمر الجنابي قوله ايضا:" يعرف المتظاهرون من يغتالهم ويقتلهم، وبعد آخر عملية اغتيال كانت للناشط علي العصمي، احترقت مقار حزبية مقربة من إيران لديها أجنحة عسكرية مسلحة مؤثرة في الشارع".

-"مما يتوقعه الجنابي هو أن تجر إيران البلاد إلى مواجهة مسلحة بين الفصائل الموالية لإيران وبين الفصائل والجهات الأخرى".

اولا لا ندري ما الذي ابقاه هذا الماخور الاعلامي من قاذورات لمواخير الصهاينة، وهي بالمناسبة مواخير تُدار من قبل سمسار واحد هو سيدهم الامريكي، بعد ان اقحم حزب الله في قضية اختيار رئيس وزراء عراقي، واللافت ان كل ما قاله هذا الماخور القذر عن دور حزب الله في اختيار رئيس وزراء للعراق جاء نقلا عن قناة اكثر منه قذارة وحقدا على ايران ومحور المقاومة وهي قناة"الحرة" الامريكية، واللافت ايضا ان قناة الفتنة الامريكية هذه نقلت بدورها كل ما جاء عن تدخل حزب الله في العراق عن " مصدر سياسي عراقي لم تسمه"، الا يعتبر هذا النقل استهزاء بعقول الناس؟، الا يكشف هذا حجم الحرب النفسية التي يشنها التحالف الامريكي الاسرائيلي العربي الرجعي ضد ايران والشعبين الايراني والعراقي ومحور المقاومة؟.

اما حقد هذا الماخور على رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي ووصفه بانه "سيىء الصيت"، فهو معروف لدى ابناء الشعب العراقي ومحور المقاومة، فالسيد المالكي هو الذي أيتم عصابات البعث الصدامي بعد ان وقع على اعدام الطاغية السفاح صدام، وهو الذي رفض ان ينضم العراق الى القطيع الامريكي في المنطقة.

اما اجترار هذا الموقع الالكتروني لمقولة باتت عنوانا لباقي المواخير الاخرى، وهي مقولة ان هدف التظاهرات "هو تغيير الطبقة السياسية في العراق"، فما هو الا ذرا للرماد في العيون، وإلا فان جميع اهداف التظاهرات التي يشهدها العراق حاول هذا الماخور وباقي المواخير الاخرى الى حصره بهدف واحد وهو النيل من دور الاكثرية الشيعية في العراق عبر استهداف منصب رئيس الوزراء حصرا، فلم تتطرق هذه المواخير وعلى مدى اكثر من شهرين ولو بالاشارة الى باقي المناصب الاخرى في العراق مثل منصب رئيس الجمهورية او منصب رئيس البرلمان، فكل السهام تستهدف حصرا منصب وشخص رئيس الوزراء، رغم انه في حال كان هناك فساد فان الجميع فيه مشاركون، وفي حال اريد تغيير الطبقة السياسية فلماذا كل هذا الضجيج حول رئيس الوزراء حصرا، فيما الجميع يعلم ان رئيس الوزراء في العراق مقيد اليدين بسبب سياسة المحاصصة الطائفية التي فرضها الامريكي على النظام السياسي في العراق.

الماخور الخليجي ذهب الى ابعد من هذا عندما عمد الى اشعال الفتنة بين الشعب العراقي وبالذات بين المكون الشيعي عبر اتهام الحشد الشعبي بانه تابع لايران وان الحشد يدفع بالامور في العراق لصدام مسلح مع المتظاهرين، وذلك عندما نقلت تحريضها المخزي على لسان نكرة من نكرات البعث الصدامي الموبوء حقدا وعقدا نفسية ضد ايران ومحور المقاومة وقدمته على انه محلل سياسي عراقي وهو النكرة "عمر الجنابي" من مرتزقي الدولار الخليجي بشقيه النفطي والغازي.

اللافت ان هذا "المناضل البعثي الصدامي سابقا والمرتزق الخليجي حاليا" قدم خدمات لاسياده اكثر مما هو مطلوب منه عندما تعرض لصرح المرجعية الدينية العليا، عبر تحريض العراقيين على الخروج على ارشاداتها ووصاياها بقوله ان العراقيين اصبحوا اكثر وعيا عندما رفضوا دعوة السيد السيستاني بالالتحاق بمقاعد الدراسة.

وفي محاولة تزكم قذارتها الانوف ربط النكرة عمر الجنابي بين الاعتداءات التي قامت بها عصابات البعث الصدامي المتحالفة مع بعض المنحرفين عقائديا من الذين يتم ارضاعهم كالجنابي بالدولار النفطي والغازي، على مقرات الحشد الشعبي، بعمليات الاغتيالات التي تعرض لها بعض النشطاء، ليس للايحاء بإن الحشد الشعبي يقف وراء هذه الاغتيالات، بل انه يؤكد ذلك وبشكل قاطع عندما يقول ان المتظاهرين يعرفون من يقتلهم ويغتالهم، بينما يعرف حتى السذج من العراقيين ان عصابات البعث الصدامي والدواعش ومرتزقة السفارات والشركات الامنية الامريكية والاسرائيلية والخليجية وخاصة السعودية والاماراتية تنتشر كالسرطان في العراق وهي مدججة بالسلاح وتعمل بالتنسيق مع السيد الامريكي لحرق العراق على اهله، انتقاما من الحشد الشعبي الذي افشل مخططاتهم لتقسيم العراق ودفن حلم البعثيين بالعودة الى الحكم ووقف كالجبل الاشم امام اطماع ترامب لسرقة نفط العراق وحال دون تحول العراق الى ساحة لنشر الوهابية والافكار الطائفية البغيضة ، وقبل كل هذا وذاك دافع على شرف حرائر العراق ، عندما داس بقدميه على "داعش" ، اقذر عصابة خرجت من مصانع الثلاثي الامريكي الاسرائيلي العربي الرجعي المشؤوم.

مهما حاول الاعلام الخليجي الرخيص ومن ورائه الاعلامين الامريكي والاسرائيلي، للنيل من عناصر القوة في العراق، ومن العلاقة التي تربط الشعبين العراقي والايراني، فانه لن يتمكن من احداث ثغرة في جدار الوعي العراقي، وكل ما يثار من ضجيج في هذا الاعلام ضد الحشد الشعبي وايران ومحور المقاومة، ما هو الا زوبعة في فنجان، فالعراقيون اذكى من ان ينخدعوا بما يترشح من هذه المواخير، فبث بعض الصور او الافلام التي تسيء للحشد او لرموز العراق او للعلاقة مع ايران، في وسائل التواصل الاجتماعي وعبر فضائيات ووسائل اعلام تابعة للثلاثي الامريكي الاسرائيلي العربي الرجعي، ومحاولة اظهارها على انها انعكاس للشارع العراقي، هي خدع لن تنطلي على العراقيين، فالعراقيون مازالوا يعلقون على جدران منازلهم صور شهدائهم الذين قتلوا على يد عصابات هذا الثلاثي من بعثيين ودواعش ومنحرفين.

سعيد محمد / العالم