السعودية تصف كل حركة مقاومة عربية بالإيرانية..

يكفي إيران فخراً بموالاة سادة العرب وصناديدها  

يكفي إيران فخراً بموالاة سادة العرب وصناديدها  
الإثنين ٣٠ ديسمبر ٢٠١٩ - ٠٣:١٥ بتوقيت غرينتش

المتتبع للاعلام الخليجي بشكل عام، بالمناسبة هذا الاعلام نسخة باهتة من الاعلام الغربي والاسرائيلي، خاصة هذه الايام يراه متخما بعبارات "ميليشيا ايرانية" و"ذيول ايران"، وهناك في هذا الاعلام من يحاول ان يكون "موضوعيا" فيستخدم عبارة "ميليشيا تابعة او تميل لايران" و"انصار ايران"، لوصف حركات واحزاب وشخصيات سياسية لبنانية وعراقية ويمنية وسورية وفلسطينية وحتى افريقية و..، لا غبار على لبنانيتها او عراقيتها او يمنيتها او سوريتها او فلسطينيتها اوافريقيتها.

العالم - كشكول

لم تشفع لاعضاء هذه الحركات والاحزاب كل تضحياتها حتى بالارواح، ليس ارواحها فقط بل ارواح اعزتها من فلذات اكبادها واشقائها، في معارك الكرامة مع المحتلين والمعتدين، لدى الاعلام العربي الرجعي والاعلام الغربي والاسرائيلي، فمازال هذا الاعلام يجتر هذه العبارات ظنا منه انه بتكرارها ستسقط هالة قدسيتها لدى الشعوب العربية والاسلامية، بينما الذي يحدث هو على العكس تماما، فاستخدام هذا الاعلام هذه الادبيات المشتركة زاد من شعبية هذه الحركات والاحزاب والشخصيات، لانها خارجة من مطبخ واحد هو مطبخ امريكي اسرائيلي عربي رجعي.

رموز عربية ضخمة تشهد لها الاعداء قبل الاصدقاء بالوطنية والشجاعة والايثار مثل سماحة السيد حسن نصرالله وسماحة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي واسماعيل هنية وزياد نخالة وابو مهدي المهندس وهادي العامري والشيخ قيس الخزعلي و..، هذه الرموز التي تفتخر بها شعوبها والشعوب الحرة، يطعن الاعلام الامريكي والاسرائيلي والسعودي والاماراتي والبحريني،.. وبشكل غبي لا يوصف، بوطنيتها، ويحاول وبشكل هستيري اتهامها بانها تعمل لصالح ايران، بينما نظرة سريعة لتاريخ هذه الشخصيات تكفي ان تضعها فوق اي شبهة، فقد نازلت هذه الشخصيات الاحتلال الاسرائيلي والامريكي والسعودي الاماراتي، اي انهم دافعوا عن ارضهم وعرضهم امام المعتدين والغزاة والطغاة، وقدم العديد منهم فلذات اكبادهم واشقائهم واخوتهم على طريق الحرية والتحرر من الهيمنة والخنوع والخضوع.

ام "ميليشيا" ايران او الموالية لايران، فهي حزب الله وانصارالله والحشد الشعبي وحماس والجهاد الاسلامي، اما جرائم هذه "الميليشيا" فهي مقارعة الصهاينة وطردهم من لبنان، ومقارعة التكفيريين، الصناعة الامريكية الاسرائيلية السعودية، وطردهم من لبنان وسوريا والعراق، واذلال الصهاينة وفرض معادلة رعب عليهم في فلسطين، وهزيمة اثرياء وطغاة العرب في الحرب على اليمن.

فاذا كانت هذه الشخصيات وهذه الحركات "ذيول" و"ميليشيا" لايران، ترى ماذا يمكن ان نطلق على "ابطال السلام في فلسطين!"، وعبد ربه منصور هادي ومرتزقته في اليمن، و"داعش" والبعثيين ومرتزقة السفارة والدولار الخليجي في العراق، والاحزاب والشخصيات المتورطة من راسها حتى اخمص قدميها في جميع حروب العدو الصهيوني ضد لبنان؟.

ماذا عن ميليشا امريكا والكيان الاسرائيلي والسعودية التي تنتشر كالسرطان في الجسد العربي والاسلامي؟ ترى من اين جاءت ميليشيا "القاعدة" و"داعش" و"النصرة" واخواتهم و"الجيش الحر" و"طالبان" و"بوكوحرام"، وكذلك افراخهم الذين ظهروا اليوم وركبوا موجة التظاهرات المطلبية في العراق ولبنان، وكل هدفهم ضرب عناصر القوة في العراق ولبنان لمصلحة الثلاثي الامريكي الاسرائيلي العربي الرجعي؟.

نذهب الى ابعد من ذلك ونقول ماذا نسمي ملوك وامراء ومشايخ عرب يتعرضون للاهانة على مدار الساعة من قبل الرئيس الامريكي دونالد ترامب، وبدلا من ان يظهروا بعض الامتعاض نراهم يقدمون الجزية وهم صاغرون، في سلوك اشبه بسلوك العبيد؟ ماذا نسمي هؤلاء الملوك والامراء والمشايخ الذين يشاهدون بام اعينهم كيف يذبح نتنياهو اطفال فلسطين ويجوع غزة، بينما يتسابقون في استجداء التطبيع عند اقدام نتنياهو؟!.

قد نهين "الذيل" لو وصفنا هؤلاء العار بانهم ذيول امريكا او الكيان الاسرائيلي، فهؤلاء أقل شأنا حتى من المتردية والنطيحة، وهذه الدونية المرضية التي تنخرهم هي التي تدفعهم الى اتهام سادة العرب وشجعانها، ظنا منهم انه بذلك يغطون على عارهم وخزيهم وتبعيتهم الذليلة لاعداء العرب والمسلمين ومغتصبي المقدسات ومنتهكي الاعراض.

يكفي ايران فخرا ان تتهم انظمة عربية رجعية عميلة تعيش خارج التاريخ، سادة العرب وصناديدها بانهم موالون لايران، فلا فخر يعلو فوق فخر اذلال الصهاينة والامريكا واذنابهما من سعوديين و"دواعش" وتكفيريين.

ابراهيم علي