’الحكايات الأخيرة.. قصص تروى للمرة الأولى عن إعدام صدام حسين

’الحكايات الأخيرة.. قصص تروى للمرة الأولى عن إعدام صدام حسين
الإثنين ٣٠ ديسمبر ٢٠١٩ - ٠٥:٠٩ بتوقيت غرينتش

رصدت العديد من الكتب، حادثة إعدام الدكتاتور العراقي البائد صدام حسين، في 30 كانون الأول/ ديسمبر عام 2006، ومن بينها كتاب “The Prisoner in his Palace”، و فيه تفاصيل تروى من منفذي إعدامه.

العالم - العراق

ويروي الكتاب، وهو من تأليف الضابط الأمريكي، ويل باردنويبر، وطرح في عام 2017، الساعات الأخير من حياة "صدام حسين"، فيقول “كان واحدا من أبرد الصباحات فى العراق، مع انخفاض درجة الحرارة إلى 15 درجة مئوية فى ساعات ما قبل الفجر… بعد رحلة قصيرة بالمروحية فوق بغداد النائمة، تلتها رحلة سريعة أخرى على متن الراينو المصفحة، سلم الجنود المدججون بالسلاح، الذين تطلبت مهمتهم ايصال صدام حسين إلى مصيره النهائي”

وتابع الكتاب: “من سخرية القدر أن الإعدام كان سينفذ في مقر الاستخبارات العسكرية القديم، الذى يقال إنه كان يحوى غرف تعذيب عانى فيها “أعداء النظام” المفترضين ألوان العذاب فى ظل حكم صدام، كانت الإجراءات الأمنية مشددة، مع طوق أمني محيط، أمنه لواء أمريكى، وبحر من رجال الأمن العراقيين، الذين كانوا يسيطرون على المنطقة المحيطة مباشرة بموقع المشنقة. أعطيت للأمريكيين أوامر صارمة بعدم دخول الموقع، لأنها اعتبرت عملية عراقية بحتة”.

وأضاف: "عند خروج صدام من العربة المصفحة الضخمة، كان يرغم نفسه على قبول مصيره".

وأردف الكتب: “انتظر الحراس الاثنا عشر خارج مبنى المشنقة الضعيف المشيد من ألواح معدنية تشبه الصفيح، والمفتوح جزئيا إلى الخارج كالحظيرة، لم يكن باستطاعة الجنود رؤية المشنقة بشكل مباشر من موقعهم، ولكن كان بوسعهم رؤية ظلال شبحية للمنصة المرتفعة والحبل المتدلي منها”.

وأشار الكتاب إلى أن “موفق الربيعى، مستشار الأمن القومى للعراق، هو من تسلم صدام حسين، وهو من كان مسؤولا عن إدارة عملية الإعدام، كان ذات يوم عضوا في حزب الدعوة العراقي، وهو نفس الحزب المسؤول عن محاولة اغتيال صدام في الدجيل، والتي أثارت الرد الفظيع الذي حوكم صدام وحكم عليه بالموت بسببه. وقيل إن الربيعي نفسه تعرض للتعذيب مرارا على يد أجهزة صدام الأمنية، قبل هروبه إلى العاصمة البريطانية لندن في1979، وبقائه في المنفى حتى 2003”.

وتسلم “الربيعي” صدام حسين المكبل من الأمريكيين، وقاده إلى غرفة، حيث قرأ قاض بصوت عال لائحة الاتهامات عليه، ولم يبد صدام أية علامات على الندم بينما كانت الاتهامات تقرأ عليه، ثم بعد ذلك قاده الربيعي إلى المشنقة.

وكشف كتاب “سجين في قصره” لويل باردنويبر، أيضا: “ ان صدام حسين، كان يروي للحراس قصصا عن معاقبة ابنه عدي، بإشعال النيران في جميع سياراته الرياضية باهظة الثمن، وذلك لقتله الأخ غير الشقيق لصدام، إل جانب حشد من العراقيين الأبرياء”.

وقال مؤلف الكتاب، الضابط الأمريكي، ويل باردنويبر، إن صدام كان يستمتع كثيرا بالجلوس على كرسي صغير خارج الزنزانة وأمامه مائدة صغيرة عليها علم عراقي صغير، يكتب عليها، ويدخن السيجار الكوبي الفاخر، ويستمع للراديو، وأغاني المطربة الأمريكية ماري بليج”.

يشار إلي أن حكم إعدام "صدام حسين" نفذ فجر يوم السبت 30 ديسمبر 2006 في بغداد، الموافق لأول أيام عيد الأضحى، وتمت عملية الإعدام في مقر الشعبة الخامسة في منطقة الكاظمية.

ودفن صدام حسين في مسقط رأسه بالعوجة في محافظة صلاح الدين في مدينة تكريت، حيث قامت القوات الأمريكية بتسليم جثمانه لعشيرته من المحافظة لدفنه. فيما آلاف العراقيين سحقت عظامهم ومثلت باجسادهم حرقا وتفجيرا وفرما ولم يعرف لهم قبر او اثر في ابشع صور يندى لها جبين الانسانية وكلها نتيجة لسياسات وبناء هذا النظام الوحشي المجرم.. وبموت رأس هذا النظام البائد تنتهي بذلك حقبة مظلمة من تاريخ العراق.