العدوان الأمريكي.. رمية خائبة أم القادم أدهى؟

العدوان الأمريكي.. رمية خائبة أم القادم أدهى؟
الثلاثاء ٣١ ديسمبر ٢٠١٩ - ١٠:٥٨ بتوقيت غرينتش

العدوان الامريكي على مقار كتائب حزب الله التابعة للحشد الشعبي غربي العراق، اخذ حيزاً كبيراً في الاعلام الامريكي على اعتبار -وفقاً لمزاعمه- ان هذا الهجوم جاء رداً على قصف القاعدة العسكرية الامريكية في محافظة كركوك شمال بغداد ومقتل متعاقد امريكي، الافتراء الذي تسوقه وتروجه الماكنة الاعلامية الامريكية.

العالم - ما رأيكم

لكن على الخط الآخر، يرى باحثون سياسيون، ان الولايات المتحدة هي من افتعلت هذا الحدث وبالتالي يتم توظيفه ضد الحشد الشعبي الذي يعد جزءا من القوات العراقية، مشيرين الى ان العدوان الجوي الامريكي على مقرات الحشد في مدينة القائم بمحافظة الانبار على الحدود العراقية السورية، كان له بعد سياسي وتصعيد واضح ضد الحشد الشعبي الذي لعب دورا اساسيا في افشال كل استراتيجيات وسيناريوهات الادارة الامريكية الرامية إلى إدخال عناصر "القاعدة" و"داعش" الى العراق عبر سوريا ومن ثم محاولات تقسيم البلد.

ويعتبر هؤلاء الباحثون أنه ونتيجة لفشل كل المخططات الامريكية التي لم تؤت أكلها ضد العراق، حاولت واشنطن ان تتدخل بصورة مباشرة من خلال قيامها بقصف مقار كتائب حزب الله العراق على الحدود العراقية السورية بزعم تورطها في قصف قاعدة k1 العسكرية الامريكية في كركوك، بعدما باتت قوة الحشد تتصاعد يوما بعد يوم في المنطقة.

ويضيف الباحثون انه لم يثبت حتى الآن لدى العراقيين والقوات الامنية والرأي العام بأن كتائب حزب الله هي من قامت بقصف القاعدة الامريكية في كركوك موضحين أن الكتائب لم تتبن الهجوم ولم يصدر أي بيان منها معتبرين ان هناك افتراضية وضعتها امريكا من أجل زخم اعلامي لتبرير الاعتداء على مقار الحشد العشبي.

ويؤكدون أن العدوان الامريكي على قضاء القائم يعد انتهاكا سافرا لسيادة العراق، باعتبار أن هيئة الحشد الشعبي قوة عسكرية أصبحت جزءا من المنظومة الامنية العراقية وضمن إطار الدولة، مشيرين إلى أن الاعمال المشينية التي تقوم بها السفارة الامريكية في بغداد والتي ثبت تورطها في جرائم القتل والاغتيالات التي ترتكب بحق العراقيين ومنها جريمة ساحة الوثبة في بغداد.

ويعرب الباحثون السياسيون عن استغرابهم من ظهور تصريحات صهيونية الى العلن تهدد العراق صراحة، في إشارة الى التهديدات الاخيرة ضد الحشد الشعبي التي جاءت على لسان رئيس اركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي الذي زعم بنقل اسلحة متطورة من ايران الى العراق شهريا.

ويرون أن تل أبيب أصبحت منذ فترة تجاهر بعدائها لأبناء الشعب العراقي وتدعو الى قتلهم وذبحهم ومسحهم من الخارطة، ويقولون إن مثل هذه التصريحات تندرج ضمن الحرب الاعلامية التي تخوضها سلطات الاحتلال ضد قوات الحشد الشعبي بزعم أنها باتت تمثل خطراً كبيراً على الكيان الاسرائيلي.

كما يرى الباحثون السياسيون أن هناك تعدد ادوار ووحدة هدف رسمها المخطط الصهيوامريكي في العراق، معتبرين انه وبعد إفشال هذه الاهداف والمخططات من قبل الحشد الشعبي بدأ التدخل الامريكي بصورة مباشرة معتبرين ان العراق وشعبه لن يرضوا بهذه الانتهاكات وأن قوات الحشد الشعبي لديها المساحة الكبيرة باختيارها التوقيت وكيفية الرد على العدوان.

وفي هذا السياق، يقول باحثون سياسيون امريكيون إن التواجد الامريكي في العراق يهدف الى محاربة جماعة "داعش" معتبرين ان الدواعش لم يتم هزيمتهم بشكل كلي.

ويتهم هؤلاء الباحثون الامريكيون كتائب حزب الله بقصف قاعدة k1 العسكرية الامريكية في كركوك، دون ان يقدموا اي دليل على ذلك، مبررين العدوان الامريكي على مقار الحشد الشعبي بانه جاء رداً على قتل امريكي من خلال هذا الهجوم. ويعتبرون ان الولايات المتحدة كان يجب عليها العودة الى العراق عام 2013 بعد القضاء على "داعش"، إلا أن رحيل القوات الامريكية من العراق رهن بطلب من الحكومة العراقية.

من جهتهم يؤكد قياديون في كتائب سيد الشهداء "احدى فصائل الحشد الشعبي"، ان مقاتلي الحشد لا ينتمون الى اي فئة وانما ينتمون الى العراق معربين عن شكوكهم بشأن اهداف التواجد الامريكي في العراق مؤكدين أن من قام بطرد الدواعش من العراق هم أبناء العراق الذين تم إسنادهم بمشاركة حقيقية من بعض دول الجوار وليس الامريكيين.

ويحذرون من قيام الاعلام الامريكي بالترويج بان القوات الامريكية جاءت الى العراق لمحاربة جماعة "داعش" الوهابية، لافتين الى ان قوات الحشد الشعبي تملك ادلة على تلقي الدواعش قبل ايام دعماً من قبل القوات الامريكية في منطقة الحضر في جنوب الموصل وغيرها من المناطق التي وقعت فيها هجمات "داعش" كمحافظة ديالى وتصدى لها ابطال الحشد.

ويوضح هؤلاء القياديون ان تواجد القوات الامريكية في العراق غير مرحب به، ويعد خرقاً للاتفاقية الامنية التي وقعت بين العراق والولايات المتحدة بخروج جميع القوات الامريكية، مشيرين الى ان البرلمان العراقي طالب اكثر من مرة بجدولة خروج القوات الامريكية وحصر عديدها. كما يحذر هؤلاء القياديون من توسع القواعد الامريكية خارج الاتفاقية الامنية وانتشار القوات الامريكية في اماكن من دون علم الحكومة العراقية.

ما رأيكم:

  • ما هي الاهداف الامريكية من العدوان على الحشد الشعبي؟
  • هل الحجج الامريكية مقنعة، ماذا عن التهديد الصهيوني؟
  • كيف سيرد العراقيون على العدوان في ظل الازمة الراهنة؟
  • هل هناك خطة معينة ترسمها واشنطن لمستقبل العراق؟