جريمة اغتيال الشهيد قاسم سليماني لن تمر

جريمة اغتيال الشهيد قاسم سليماني لن تمر
السبت ٠٤ يناير ٢٠٢٠ - ٠١:٥٢ بتوقيت غرينتش

في جريمة جبانة تضاف الى سلسلة جرائمها المتلاحقة اقدمت اميركا على اغتيال قائد فيلق القدس الشهيد الفريق الحاج قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي الشهيد الاستاذ ابي مهدي المهندس مع ثمانية شهداء عراقيين وايرانيين آخرين كانوا برفقتهما، اثر قصف صاروخي غادر استهدف عجلتيهما في مطار بغداد الدولي ليلة الجمعة 3 كانون الثاني 2020، حيث كان هذا المجاهد الكبير قادماً من رحلة له الى دمشق.

عملية الاغتيال هذه تجعلنا بالتاكيد نشعر باننا نعيش في عالم تحكمه شريعة الغاب، تتصرف فيه اميركا كيفما تشاء بعيداً عن استحقاقات القانون الدولي والمواثيق والاتفاقيات المعترف بها عالميا.

فقد ضربت اميركا بهذه الوحشية المفرطة ما بقي من احترام للضوابط والالتزامات الدولية عرض الحائط، فيما تظهر السلوكيات الوقحة لرئيسها "دونالد ترامب" ان حكومة الولايات المتحدة لم تعد تقيم وزنا للقيم الاخلاقية والمعايير الدبلوماسية عندما اقدمت على قتل هذين القائدين الحكوميين الكبيرين في مطار بغداد الدولي وعلى ارض العراق الدولة ذات السيادة.

والواقع ان بيان وزارة الخارجية الاميركية بشان هذه الجريمة بما فيه من مغالطات ومزاعم خاوية يعزز القناعة لدينا وجميع المراقبين اننا في مواجهة حكومة استكبارية غربية لا تتورع عن استخدام ارهاب الدولة في ابشع صوره لتنفيذ مخططاتها العدوانية والهيمنية دون الاخذ بنظر الاعتبار مسألة حماية السلام والامن العالميين، او ردود الفعل الصادرة من الطرف الآخر ردا على سلوكياتها الهوجاء.

يستطيع تجار الحروب في البيت الابيض والبنتاغون والكونغرس الاميركي اختلاق الذرائع السخيفة لتبرير عملياتها الارهابية هنا او هناك ولكنهم قطعا لن يقنعوا المجتمع الدولي والراي العام العالمي وشعوب العالم الاسلامي والعربي، بادعاءاتهم والحمقاء وانهم ليسوا قتلة مجرمين.

وازاء ذلك على الادارة الاميركية ان تدفع ثمن جريمتها النكراء باغتيال الفريق الشهيد سليماني غاليا. فالرجل رمز وطني واسلامي يعشقه الشعب الايراني وقيادته الكريمة ويكن له المقاومون والاحرار والشرفاء في العالم اعلى مراتب الاحترام والتقدير والامتنان لدوره النبيل في دعم قضاياهم العادلة.

لقد ترك هذا الاعتداء الارهابي الآثم جراحا عميقة في قلب سماحة قائد الثورة الاسلامية المعظم الامام الخامنئي (دام ظله) وفي قلوب قادة ومراتب الحرس الثوري والقوات المسلحة وكبار مسؤولي الدولة ولهذا فان الواجب الوطني والديني يستدعي ردا حازماً وقاطعا على هذا التصرف الاميركي الارعن لكي يفهم المتوحشون الغزاة بان هذا الاغتيال الغادر للفريق قاسم سليماني والقيادي العراقي ابي مهدي المهندس لن يمرّ دون عقاب ، وبأن اعتماد واشنطن سلوك العداء والاستفزاز ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية سوف يجرّ الساسة الاميركان الى مطبّ مظلم لن يكون بوسعهم الخروج منه ببساطة.

واضح ان الرئيس المعتوه ترامب بممارساته الخرقاء يحاول اعادة ماء وجه اميركا المضاع نتيجة لسياساتها العدوانية، لكنه في الحقيقة لن يستطيع ذلك فلقد وضع نفسه على حافة الهاوية، ولا نستبعد ابدا بان يكون اتخاذه قرار تصفية قائد فيلق القدس الشهيد سليماني بداية النهاية لعهد الغطرسة والاستكبار والقرصنة الدولية في الولايات المتحدة التي تمادت في غيِّها الى ابعد الحدود.

لقد كانت مواقف السيد القائد الخامنئي والحكومة ووزارتي الخارجية والدفاع اضافة لقيادة حرس الثورة الاسلامية ومجلس الشورى الاسلامي واخيرا المجلس الاعلى للامن القومي صريحة بان الانتقام لدماء الشهيد سليماني سيكون شاملا وأليما وسريعا. لأن على اميركا المتوحشة ان تذوق وبال امرها وتتحمل نتائج رعونتها.

ولاشك بانها تعرف بان الجمهورية الاسلامية عندما تعد فإنهما ستفي بوعدها وهي ستنزل العقاب الصارم بزعماء الارهاب الدولي وتمارس حقها في الرد على قتلة هذا القائد التاريخي ورفاقه الشهداء في اقرب فرصة.

حميد حلمي البغدادي