اضغاث احلام.. ترامب يريد نسف ثقافة ايران!

اضغاث احلام.. ترامب يريد نسف ثقافة ايران!
الإثنين ٠٦ يناير ٢٠٢٠ - ٠٦:٠٤ بتوقيت غرينتش

هل يملك الرئيس الامريكي دونالد ترامب، ما يكفي من الشجاعة تمكنه من ترجمة تهديداته بضرب مواقع ثقافية في ايران اذا ردت الجمهورية الاسلامية على جريمة اغتيال الفريق الشهيد قاسم سليماني، وما الذي سيحدث في حال ارتكابه هذه الحماقة؟!

العالم - يقال ان

زعم الرئيس الامريكي دونالد ترامب عبر إطلاقه تهديدات اعتبرت جريمة حرب وفقا للقانون الدولي حال تنفيذها، أن امريكا ستستهدف 52 موقعا ايرانيا بينها اماكن ثقافية اذا ما ردّت ايران على جريمة اغتيال قائد فيلق القدس في حرس الثورة الاسلامية الشهيد الفريق قاسم سليماني. لكن السؤال المطروح هو لماذا تم تحديد المراكز الثقافية كأهداف مفترضة لاي اعتداء امريكي محتمل على ايران وهو اسلوب لم تستخدمه في العصر الراهن سوى جماعات إرهابية متطرفة كـ"داعش" واخواتها في سوريا والعراق.

وقال الرئيس الأمريكي، السبت، على "تويتر": إن الولايات المتحدة حدّدت 52 موقعاً في إيران ستضربها "بسرعة كبيرة وبقوّة كبيرة" إذا هاجمت الجمهوريّة الإسلاميّة أهدافاً أو أفراداً أمريكيين. وفي تغريدته التي دافع فيها عن جريمته باغتيال الشهيد سليماني فجر الجمعة الماضي في بغداد، ادعى ترامب أنّ الرقم 52 يُمثّل عدد الأمريكيين الذين احتُجزوا رهائن في السفارة الأمريكية في طهران على مدى أكثر من سنة أواخر العام 1979. وأضاف ترامب أنّ بعض تلك المواقع هي "على مستوى عال جدّاً ومهمّة بالنّسبة إلى إيران والثقافة الإيرانيّة".

ورغم ان وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو حاول تصحيح الخطأ الكبير الذي وقع فيه ترامب بالقول إن واشنطن ستحترم "القانون الدولي" في حال وجهت ضربات إلى إيران، لكن الرئيس الأمريكي لم يتراجع عن تهديداته الجوفاء بل جددها مساء الأحد.

ويرى الكثير من المحللين السياسيين ان تغريدة ترامب الاخيرة وتهديداته بضرب ايران ومعالمها الثقافية والحضارية والتاريخية تأتي في سياق ردة فعل متسرعة خوفا من انتقام ايران التي توعدت بالثأر لدم الشهيد سليماني بشكل قاس في الوقت والمكان المناسبين.

تهديدات ترامب لاقت تنديدا واسعا سواء في ايران او في الامم المتحدة وحتى في الولايات المتحدة نفسها حيث حذر منه خبراء قانونيون ودبلوماسيون سابقون وشخصيات من الحزب الديموقراطي.

ورد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن استهداف مواقع ثقافية سيشكل جريمة حرب، وكتب في تغريدة "نذكر الذين يهلوسون وهم يحلمون بالاقتداء بجرائم الحرب التي ارتكبها داعش، باستهداف تراثنا الحضاري على مدى آلاف السنين خلال تاريخنا، أتى برابرة ودمروا مدننا وهدموا صروحنا وأحرقوا مكتباتنا". وتابع "أين هم اليوم؟ نحن ما زلنا هنا".

كما ذكرت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) أودري آزولاي، امريكا بأنها من الدول التي وقعت معاهدتين تنصان على حماية المواقع الثقافية.

ويدين قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2347 بشأن حماية التراث الثقافي، استهداف وتخريب التراث الثقافي والاماكن الدينية والمعالم الاثرية ويؤكد ان الهجوم المتعمد على التراث الثقافي لبلدان العالم هو بمثابة جريمة حرب. لذا فان اي اعتداء بضرب المواقع الثقافية الايرانية يعد جريمة ضد البشرية وفقا للاعراف والقوانين الدولية ويمكن محاكمة ترامب كمجرم حرب حال قيامه بذلك.

تبجحات ترامب لا تدل على انه يمتلك الشجاعة على تنفيذ هكذا تهديدات وانما تدل على ارتباكه وقلقه الشديد من طبيعة وحجم الرد الايراني القادم والرقعة الجغرافية التي يشملها انتقام ايران كما تظهر ان الرئيس الامريكي امر باغتيال احد اكبر قادة ايران بعد حساباته الخاطئة وامتثاله لفريق ضيق من صقور الادارة الامريكية ولم يكن يتصور ابدا ان هذه الجريمة النكراء التي ارتكبها بحق الفريق الشهيد سليماني الذي يتمتع بقاعدة شعبية كبيرة في الداخل والخارج ستلقى ردود فعل واسعة على مستوى المنطقة والعالم فاقت توقعات ترامب ومستشاريه الذين فشلوا في اقناعه بانه يلعب بالنار.

تغريدة ترامب تكشف ان الهدف من وراء ذلك ربما يكون تقليل ضريبة الرد على ايران لكن ما هو مؤكد ان ترامب اتخذ نفس الاتجاه الذي ذهبت اليه جماعة "داعش" الوهابية عندما قامت بتدمير الآثار والمعالم التاريخية في المدن السورية ومنها مدينة تدمر الاثرية.

*ماجد ابراهيم