اثر القصف البالستي الايراني..

قائد أميركي يروي تفاصيل لمعاناته في 'عين الاسد'

قائد أميركي يروي تفاصيل لمعاناته في 'عين الاسد'
الثلاثاء ١٤ يناير ٢٠٢٠ - ٠٦:٤٩ بتوقيت غرينتش

قال قائد عسكري أميركي أعلى في قاعدة عين الأسد العسكرية، أنه خلال موجات الصواريخ البالستية الإيرانية التي تساقطت على القاعدة بغرب العراق الأسبوع الماضي، تجمّع الجنود داخل مخابئ لساعات، تخوفاً من تفاقم الاوضاع، واصفاً الهجوم بـ"غير المسبوق". بحسب وكالة فرانس.

العالم - العراق

وخلال مقابلة مع الوكالة في القاعدة الجوية، قال اللفتنانت كولونيل تيم غارلاند إن رؤساءه أعطوه "بضع ساعات من التحذير المسبق" من أن هجوماً سيقع ليلة السابع من كانون الثاني/يناير.

وقصفت إيران بصواريخ بالستية فجر الثامن من كانون الثاني/يناير قاعدة عين الأسد حيث تتمركز قوة أميركية، ردّاً على اغتيال قائد فيلق القدس الفريق قاسم سليماني بضربة أميركية في بغداد قبلها بخمسة أيام.

وقال غارلاند "كان رد فعلي الأول الصدمة، وعدم التصديق بداية"، مشككاً حينها في قدرة إيران أو استعدادها لشن هجوم صاروخي على القاعدة".

وأشار غارلاند "إلى أن وضع تلك القوات في مأمن كان عملاً سريع التفكير والتنسيق بين قادة الجيش والقوات الجوية في عين الأسد".

واوضح "وبحلول الساعة 23,00 (20,00 ت غ)، كانت القوات الأميركية وقوات التحالف قد خرجت من عنابر نومها ومكاتبها، واختبأت إما في مستودعات محصنة أو تشتت في أنحاء القاعدة وانتظر هؤلاء وسط التوتر، لأكثر من ساعتين". لكن "حتى قائدهم لم يتوقع قوة الانفجارات التي وقعت بعد ذلك. وقال غارلاند لفرانس برس "عندما سقطت الموجة الأولى، كان أعلى وأقوى دوي أسمعه في حياتي".

وأضاف "كان هناك شيء غير طبيعي في الهواء. الطريقة التي يتحرك بها والطريقة التي ارتفعت بها حرارة المكان. موجة الضغط التي حنت الباب وخلعته من مكانه".

وتابع "بدءاً من الساعة 01:35 (22,30 ت غ) وللساعات الثلاث التالية، تم إطلاق خمس صليات من الصواريخ البالستية على القاعدة، وعلى فترات متفاوتة.

وأوضح غارلاند الذي خدم مرات عدة في العراق "لم أخف هكذا منذ فترة طويلة. منذ زمن". وأضاف "لم نكن نعرف كيف سيكون شكل الضربة، أو ما إذا سيكون لها تأثير القصف البساطي". "عندما هدأ القصف، حوالى الساعة الرابعة فجراً، خرج القادة والجنود من ملاجئهم ليروا الحرائق مشتعلة في أنحاء القاعدة، وأكثر من عشرة مواقع أصابتها الصواريخ، ولكن -بأعجوبة- لم تقع إصابات".

وتابع غارلاند "كان هناك جنديان في أبراج حراسة دفعهما الضغط خارج مواقعهما، لكنهم عانوا من ارتجاج فقط". "كيف نجيا؟ كانت معجزة من الله".

وأضاف أن الموجات التي أصابت القاعدة كانت مؤقتة بطريقة تجعل الجنود يظنون أن القصف قد انتهى.

وتابع "كان الوقت بين موجة واخرى مجرد وقت كاف ليجعلك تشعر بالأمان".

مع حلول الاثنين، تم تنظيف مواقع القصف، وكانت الجرافات ترفع آخر المعادن الملتوية والحطام في أحد مواقع القاعدة.

وكان واضحاً أن أحد مواقع الجنود قد دمر بالكامل، ولا تزال تفوح منه رائحة المعدن المنصهر.

قال الجنود الذين كانوا في القاعدة "تلك الليلة، لفرانس برس، إنهم فقدوا كل أمتعتهم الشخصية، من ملابس وكتب وصور أسرهم وتذكارات حملوها معهم طوال أكثر من عقد في الجيش". لكن بالنظر إلى شدة الضربات الصاروخية، قال غارلاند إن ذلك كان حظاً محضاً.

وأضاف "مسرح لضربات الصواريخ الباليستية؟ هذا غير مسبوق".