ايران محور مناظرة المرشحين الديمقراطيين للرئاسة

ايران محور مناظرة المرشحين الديمقراطيين للرئاسة
الأربعاء ١٥ يناير ٢٠٢٠ - ٠٧:١٨ بتوقيت غرينتش

تشهد اميركا الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لانتخاب مرشح واحد لخوض الانتخابات نوفمبر2020 مقابل الرئيس الاميركي دونالد ترامب.

العالم-الاميركيتان

وتواجه المرشحون الديمقراطيون الستة للانتخابات الرئاسية الأمريكية الثلاثاء في مناظرة تلفزيونية التي تعد الأخيرة قبل انطلاق الإنتخابات التمهيدية المرتقبة بشدّة للحزب الديمقراطي في ولاية أيوا.

وطرحت مواضيع عدة لمناقشتها في المناظرة عند الساعة "2,00 ت غ" في دي موين في أيوا بين المرشحين الستة للسباق الرئاسي وهم: نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، الأوفر حظاً في الاستطلاعات حيث بلغت نسبة مؤيديه 28% بحسب مركز "ريل كلير بوليتيكس"، يليه السناتور المستقل بيرني ساندرز 20%، ثم السناتورة التقدمية إليزابيث وارن 16%، ورئيس بلدية ساوث بند السابق بيت بوتيدجيدج 7,5%، السناتورة المعتدلة ايمي كلوبوشار 3%، والملياردير توم ستيير 2%.

وخيمت على المناقشة مسألة التوتر مع إيران والتغير المناخي، فضلاً عن مكافحة العنف المسلح، وقضية النظام الصحي.

وقد تكون ولاية أيوا الريفية والقليلة السكان حاسمة في السباق الديمقراطي لأنها أولى الولايات التي ستنتخب في 3 شباط/فبراير.

ويبدو بحسب نسب التأييد أن المنافسة ستكون محصورة بشكل كبير بين أربعة مرشحين هم بايدن وساندرز وبوتيدغيدج ووارن.

جدير بالذكر ان محور ايران كان بيت القصيد للمناظرة حيث اعتبر بعض المرشحين الانسحاب الامريكي من الاتفاق النووي هو السبب الرئيسي وراء التوتر المتزايد مع ايران .

الى ذلك قالا "بوتيدغيدج"، العمدة السابق لبلدة "سات بند" اينديانا و السناتور "ايمي كلوباتشر" ان الانسحاب الامريكي من خطة العمل الشاملة جعل من الصعب احتواء ايران واصرا على أنهم سيعملون على الحفاظ عليه.

وربط " بوتيدغيدج" قرار ترامب للانسحاب من الاتفاق النووي باغتيال قائد قوات القدس الفريق قاسم سليماني في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار.

وقال : الانسحاب من الاتفاق النووي أدى الى سلسلة من الاحداث التي نواجهها الان ، وستؤدي الى حرب واسعة النطاق.

وفي هذه المناظرة ، سُئل عن المرشحين عما إذا كانوا على استعداد لبدء الصراع العسكري دون موافقة الكونغرس؟

وانتقد جميع المرشحين اغتيال الفريق قاسم سليماني في وقت سابق من هذا الشهر وتساءلوا عما إذا كان لدى ترامب استراتيجية واضحة لإدارة عواقب ذلك الهجوم.

وشككوا أيضًا في صدقية إدارة ترامب في تبرير اغتيال الفريق قاسم سليماني.

وانتقد فريق ساندرز المعتدل جو بايدن لتصويته عام 2002 عندما كان نائباً في مجلس الشيوخ لصالح منح جورج بوش حق التدخل عسكرياً في العراق.

وايضا لم يقدم جو بايدن إجابة واضحة على سؤال حول ما إذا كانت إدارته ستختلف عن إدارة الرئيس باراك أوباما ، الذي قام بعمل عسكري دون موافقة الكونغرس.

وقال إن إدارة أوباما كانت مخولة بذلك، في إشارة إلى التصاريح التي سبق أن أقرها مجلسا النواب والشيوخ.

ثم ارتفع منسوب التوتر بين ساندرز الاشتراكي وإليزابيث وارن اللذين حافظا حتى الآن على جبهة موحدة فيما بينهما كتقدميين.

وانطلق التوتر من مقال في شبكة "بوليتيكو" في عطلة نهاية الأسبوع، يدّعي أن فريق حملة ساندرز أعطى تعليمات للمتطوعين في الحملة بتصوير منافسته على أنها مرشحة النخبة.

وقالت وارن رداً على المقال لصحافيين "خاب ظني عندما علمت أن بيرني ساندرز يدفع المتطوعين في حملته لتشويه صورتي".

وفي ظل هذا التوتر، تفجر جدل جديد بعد نشر مقال في شبكة "سي إن إن".

وأكد المقال أن ساندرز قال لمنافسته إنه لا توجد امرأة يمكن لها أن تهزم دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية، حينما أسّرت له في عام 2018 عن نيتها الترشح.

وردّ بيرني ساندرز على المقال بالقول "سخيف"، لكن وارن أكدت في وقت لاحق ما ورد فيه. وأضافت في بيان "نحن صديقان وحليفان منذ وقت طويل، لا شك لدي أننا سنواصل العمل معاً لهزم دونالد ترامب" في 3 تشرين الثاني/نوفمبر.

ترامب استمتع على ما يبدو بالخلافات بين الديمقراطيين. وعلّق على الانتخابات التمهيدية الديمقراطية باستخدام اسم "بوكاهانتس" لوصف السناتورة وارن، ساخرا من انتمائها البعيد للسكان الأصليين الذي تحدثت عنه من قبل.

وكتب ترامب في تغريدة "الجميع يعلم أن حملتها ماتت، ويريدون جذب ناخبيها".

وتأتي التسريبات الصحافية المحرجة في ظلّ تعزز موقع بيرني ساندرز في الانتخابات التمهيدية.

وبقي ساندرز خلال المناظرات السابقة بمنأى عموماً عن هجمات منافسيه، لكن يبدو أنه سيكون هذه المرة محطّ انتقاداتهم.

وقد ينتقد خصوصاً لكبر سنه، 78 عاماً، ووضعه الصحي بعد تعرضه لأزمة قلبية في الأول من تشرين الأول/أكتوبر، والتي تعافي منها جيداً بحسب أطبائه.

أما جو بايدن فيتصدر الاستطلاعات بفضل الدعم الجديد الذي أعرب عنه نواب شباب، فازوا في عام 2018 في دوائر تعدّ للجمهوريين.

وتعدّ هذه نقطة إيجابية لصورة بايدن، قد تتيح له كسب تأييد بعض الناخبين الذين استقطبهم دونالد ترامب في عام 2016.

لكن على بايدن، 77 عاماً، السياسي المخضرم، أن يواجه كذلك الانتقادات إزاء سنه وصحته، والتي تزيدها هفواته الماضية تعقيداً.

مع ذلك، استفاد بايدن، نائب الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، من القضية الأوكرانية التي أطلقت على خلفيتها إجراءات عزل ترامب جراء طلبه من الرئيس الأوكراني التحقيق إزاء بايدن وابنه الذي يتهمه بـ"الفساد" دون دليل، ليسهم الرئيس الأمريكي في تعزيز موقع بايدن عبر إظهاره بأنه المرشح الذي يخشاه.