بهذا الشرط اجلست دمشق الوافد التركي على الطاولة

بهذا الشرط اجلست دمشق الوافد التركي على الطاولة
الأربعاء ١٥ يناير ٢٠٢٠ - ١٠:٢١ بتوقيت غرينتش

نظرا للقاء الامني الذي حصل للمرة الاولى بين وفدين رسميين تركي وسوري بموسكو، مع دخول الهدنة المعلنة في إدلب حيز التنفيذ منذ منتصف ليل 12 كانون الثاني/يناير، يتساءل محللون سياسيون حول مدى جدية أنقرة بتنفيذ التزاماتها بموجب اتفاق سوتشي وكيف سيساهم هذا اللقاء في تثبيت وقف اطلاق النار وتفعيل الممرات الانسانية.

العالم - ما رأيكم

ويرى المحللون ان الوفد التركي الذي تزعمه رئيس الاستخبارات التركية حقان فيدان، نزل مجبرا الى موسكو لعقد الاجتماع مع الوفد السوري برئاسة رئيس مكتب الأمن​ الوطني اللواء على المملوك لبحث وقف اطلاق النار في مدينة ادلب شمالي سوريا.

وعللوا هذا الامر الى التقدم الميداني الحاصل على ارض الواقع والذي حققه الجيش السوري بإجباره المسلحين المدعومين تركياً في ادلب من ان ينحصروا في منطقة صغيرة جداً بمعنى انهم اصبحوا محاصرين في سجن، ولفتوا الى ان روسيا كانت قد اخبرت الجانب التركي بان منطقة خفض التصعيد في ادلب وريفها انما هي مؤقتة من اجل اعادة المنطقة الشمالية الى كنف الدولة السورية.

فيما اعتبر خبراء عسكريون استراتيجيون الاجتماع بين الوفدين التركي والسوري في موسكو بانه تطور ايجابي من جانب انقرة من حيث الشكل، ولكنه مرتبط بالارادة التركية بان تتخلى عن دورها في دعم الجماعات المسلحة واطماعها في سوريا.

واشاروا الى ان الوفد السوري الذي تزعمه اللواء مملوك اكد لممثل الوفد التركي، ضرورة وفاء تركيا بالتزاماتها بموجب اتفاق سوتشي الذي تم في 17 أيلول/ سبتمبر 2018 بشأن إدلب، بإخلاء المنطقة من الجماعات المسلحة والاسلحة الثقيلة، وفتح طريق حلب - اللاذقية وحلب – حماة.

غير ان باحثين سياسيين رأوا، ان الوجود التركي له علاقة بما يسمى مشروع الانفصال الكردي، وان موضوع ادلب سياسي وليس عسكري، وان تركيا كانت تشكل رأس حربة وقامت بنقل 5 آلاف مسلح الى الاراضي السورية من اجل الضغط على الجانب السوري والتي بدورها كي تضغط على الاكراد لتطويعهم، مشيرين الى ان وجود كيان كردي مستقل تدعمه امريكا على حدود تركيا يشكل للاخيرة صداعا مزمنا وهنا تكمن المشكلة.

واوضحوا ان تركيا لا تعترف ابداً بالسيادة السورية في الشمال رغم ان تواجدها في الشمال يعد احتلالا للاراضي السورية، وهنا تكمن الاشكالية، مشيرين الى ان الاكراد لو قاموا بمراجعة شاملة وعادوا الى كنف الدولة السورية، لكانت الذريعة التركية قد سقطت.

لكن خبراء عسكريين استراتيجيين كشفوا انه كان هناك تنسيق سابق بين القوات التركية والميليشيات الكردية، تم الانسحاب على اثره من مدينة عفرين التي كان يسيطر عليها الاكراد لصالح دخول الجيش التركي بدون عمليات قتالية.

كما ردوا على الانتقادات التي استنكرت عقد اجتماع بين مملوك وفيدان، وافادوا بان سوريا تتعامل بطريقة براغماتية من اجل حل الازمة السورية، مشيرين الى انه في مرحلة سابقة اجتمع وفد سوري مع قادة الجماعات المسلحة، وبالتالي ليس هناك مانع امام الدولة السورية من الاجتماع مع اي شخص له دور في هذه الحرب، معتبرين ان هذا الاجتماع يمكن ان يعتبر محاولة رغم انه محكوم بالفشل لان تركيا لديها مشروع تريد من خلال استمرار بسط نفوذها في المنطقة، بحسب هؤلاء الخبراء.

ما رأيكم..

  • ما الذي سيضمن بان تنفذ تركيا الطلبات السورية؟
  • هل المشروع الكردي له علاقة بما تفعله تركيا في الشمال السوري؟
  • كيف ستساهم هدنة ادلب في تثبيت الممرات الانسانية لخروج المدنيين؟