دولة فلسطينية دون تحديد إطارها

اشتراطات خليجية للمشاركة في صفقة ترامب

اشتراطات خليجية للمشاركة في صفقة ترامب
الإثنين ٢٧ يناير ٢٠٢٠ - ٠٥:٠٥ بتوقيت غرينتش

لفتت تقارير صحافية إلى أن البيت الأبيض يدرس إشراك سفراء دول عربية في الخليج الفارسي لدى واشنطن ووزراء خارجية عرب في حفل إطلاق صفقة ترامب، وذلك لإضفاء الشرعية على خطة الرئيس الامريكي التي يرفضها الفلسطينيون، فيما اقتصرت الشروط التي وضعتها دول عربية للمشاركة في الصفقة على إقامة دولة فلسطينية، حتى ولو لم يتم ذلك على حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967.

العالم - فلسطين

ويعقد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اجتماعين متعاقبين مع رئيس وزراء الإحتلال، بنيامين نتنياهو، ومنافسه السياسي، بيني غانتس، اليوم، الإثنين، وسيعرض عليهما على الأرجح بعض تفاصيل صفقته. جاء ذلك ، حسبما نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر أميركي مطلع؛ وقال المصدر إن ترامب سيلتقي بنتنياهو أولا، ثم سيجتمع بغانتس، مشيرا إلى أن المحادثات ستستمر يوم الثلاثاء.

في المقابل، نقل مراسل هيئة البث الإسرائيلي "كان"، الذي رافق غانتس في رحلته إلى واشنطن، عن الأخير قوله: "إذا كان الأمر بيده، وإذا ما كان الأمر متعلقا به، فإنه لن يتم تنفيذ "صفقة القرن" أو طرحها على تصويت الهيئة العامة للكنيست، قبل الانتخابات". فيما يتطلع طاقم الحملة الانتخابية لـ"كاحول لافان"، حسما ذكرت هيئة البث الإسرائيلي، إلى مقابلة ثنائية مع ترامب، ويسعى إلى الاستفادة القصوى من لقاء غانتس وترامب في سياق الحملة الانتخابية.

وعلى صعيد متصل، ذكرت "كان" أن مسؤولين في دول عربية أكدوا خلال محادثات مغلقة مع دبلوماسيين غربيين (لم تحددهم)، إنهم لا يرفضون خطة ترامب على الرغم من أنها لا تنص على إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967. وبحسب القناة الرسمية الإسرائيلية، فإن الشرط الوحيد الذي عرضه مسؤولين في دول خليجية للموافقة على "صفقة القرن"، هو إقامة دولة فلسطينية، دون تفصيل ودون مزيد من الشروط الإضافية.

هذا ولفت المحلل السياسي في القناة 13 الإسرائيلية، باراك رافيد، إلى أن ترامب يدرس دعوة سفراء دول عربية وخليجية على وجه الخصوص، إلى المؤتمر الصحافي المقرر عقده يوم الثلاثاء المقبل، للإعلان عن "صفقة القرن".

ونقل رافيد عن مسؤولين إسرائيليين أن البيت الأبيض، الذي قاطع القيادة الفلسطينية بعيد ترأس ترامب، حاول خلال الأسبوعين الماضيين ترتيب مكالمة هاتفية بين ترامب والرئيس الفلسطيني، محمود عباس، لإطلاعه على الخطة الأميركية. ومع ذلك، فشل جميع الوسطاء في ترتيب محادثة هاتفية بين ترامب والرئيس الفلسطيني.

وأكد مسؤول فلسطيني رفيع، في تصريح لوكالة "الأناضول"، لاحقًا، ما أورده رافيد، أن عباس، رفض تلقي مكالمة هاتفية من ترامب، خلال الأيام القليلة الماضية، مؤكدا أنه "كانت هناك محاولات من ترامب لإجراء محادثة هاتفية مع عباس، ولكن الأخير رفض ذلك".

كما نقل رافيد عن مسؤولين عرب (لم يحددهم) أن البيت الأبيض يدرس دعوة العديد من وزراء الخارجية العرب إلى واشنطن هذا الأسبوع، لحضور حدث آخر يتم تنظيمه بالتوازي مع موعد إطلاق "صفقة القرن" للإعلان عن إجراءات تطبيعية مستعدة دولهم لاتخاذها مع "إسرائيل".

وأشار رافيد إلى أن حفل إطلاق "صفقة القرن" سيشهد خطابا للرئيس الأميركي، الذي سيتيح المجال لصهره، جاريد كوشنر، على شرح تفاصيل الخطة الأميركية المعدة لتسوية القضية الفلسطينية.

"إسرائيل شاركت في إعداد ‘صفقة القرن‘"

بدورها، قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، الأحد، إن الخطة المعروفة إعلاميا باسم "صفقة القرن"، جرى إعدادها بشكل مشترك بين الولايات المتحدة و"إسرائيل"، خلال السنوات الثلاث الماضية.

وأضافت الوزارة، أن "صياغة وكتابة بنود صفقة القرن تمت بإطلاع (رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين) نتنياهو وتدخلاته في جميع تفاصيلها؛ ما يجعلها إسرائيلية خالصة وتحظى بدعم ورضا المستوى السياسي في إسرائيل".

وشددت على أن ترامب وإدارته، "لن يجدوا أي فلسطيني أو عربي يوافق على صفقة القرن، المجحفة بحق الفلسطينيين أو يجرؤ على التحدث باسمهم". واعتبرت الخارجية أن "ترامب اختار هذا التوقيت للإعلان عن الصفقة لدعم حليفه وشريكه نتنياهو في الانتخابات المقبلة، ويحاول توفير الحماية له من تهم الفساد التي تلاحقه، واستبدال حالة الجدل الراهنة في "إسرائيل" حول ملفات الفساد بضجة مفتعلة بعنوان طرح صفقة القرن".

وتابعت الخارجية الفلسطينية أن "هذه الصفقة، مؤامرة على الحقوق الوطنية والعادلة لشعبنا الفلسطيني، التي أقرتها الشرعية الدولية، وانقلاب فاضح على المنظومة الدولية ومرتكزاتها"، حسب البيان. ودعت إلى إعلان دولي صريح وواضح رافض لـ"صفقة القرن" وما تحمله من مخاطر وتداعيات تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

في المقابل، دعت القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة، اليوم الأحد، إلى اعتبار يوم إعلان الخطة الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية، المعروفة بـ"صفقة القرن"، يوم غضب شعبي وجماهيري واسع، رداً على "هذا العدوان الأميركي الاحتلالي، ليقول الشعب الفلسطيني كلمته بصوت واحد، أن الصفقة لن تمرّ، والشعب الفلسطيني قادر على إسقاطها مثلما طوى وأسقط كل المشاريع السابقة".