حزب النهضة: أطراف إقليمية ودولية تستهدف "ديمقراطية تونس"

حزب النهضة: أطراف إقليمية ودولية تستهدف
الثلاثاء ٢٨ يناير ٢٠٢٠ - ٠١:٣٣ بتوقيت غرينتش

اتهم رئيس كتلة النهضة بالبرلمان التونسي نور الدين البحيري، أطرافا إقليمية ودولية، بدعم ما أسماها "بقايا من النظام السابق"، من أجل مهاجمة الحركة والتجربة الديمقراطية في البلاد.

العالم - تونس

وقال البحيري في مقابلة مع وكالة الأناضول، إن "أطرافا إقليمية ودولية تدعم بعض بقايا النظام السابق (نظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي)، من أجل مهاجمة واستهداف النهضة والتجربة الديمقراطية التونسية"، ولم يحدد البحيري هذه الأطراف تفصيلا، إلا أنه أشار إلى الدور الذي يلعبه في هذا الصدد كل من ضاحي خلفان، المسؤول الأمني الإماراتي، ومحمد دحلان القيادي المفصول من حركة فتح والمقيم بالإمارات.

وأوضح أن "الحزب الدستوري الحرّ (ليبرالي/ 17 نائبا من أصل 217) من بقايا النظام السابق، وهو في تصادم مع الكلّ، وليس مع حركة النهضة (54 نائبا) فقط، بل هو في صدام مع الجميع داخل البرلمان وخارجه".

وتابع بأن "هذه المجموعة (الدستوري الحرّ) في تصادم مع الثورة والدستور وكل مؤسسات الدولة، ورفضت لقاء رئيس الجمهورية المنتخب قيس سعيّد، وفي تصادم مع الإسلاميين واليساريين، وأيضًا مع الدستوريين الموجودين في أحزاب أخرى".

وفي أكثر من مناسبة، أعلن "الدستوري الحرّ" ورئيسته عبير موسي، مناهضة ثورة 2011، ويُجاهر بعدائه المستمر لحركة "النهضة".

وقبل أسبوع، تقدّمت كتلة الحزب بلائحة من أجل سحب الثقة من رئيس البرلمان راشد الغنوشي، ودعت لمساءلته إثر زيارة أجراها إلى تركيا ولقائه الرئيس رجب طيب أردوغان.

ولمدّة أسبوع، نفّذت كتلة الدستوري اعتصاما بمقر البرلمان، على إثر مناوشات وتلاسن بين رئيستها ونائبة عن كتلة النهضة.

معاداة الثورة

البحيري شدد على أن "هذه المجموعة لا تؤمن بكلّ ما حصل من تحوّل في تونس بعد 2011، وما زال عقلها وماضيها وحاضرها مرتبطا بلحظة فرار بن علي من تونس، وتتوهّم أن الأخير ما زال حيّا ويمكن أن يعود ويحكم تونس".

وأشار إلى أن "الأمر وصل بهذه المجموعة البرلمانية إلى رفض تلاوة سورة الفاتحة على أرواح شهداء الثورة، خلال جلسة عامة".

وفي 14 يناير الجاري، رفضت موسى وأعضاء كتلتها قراءة الفاتحة على أرواح شهداء الثورة، خلال جلسة برلمانية، وغادروا قاعة الجلسة، أثناء تلاوة رئيس البرلمان وبقية النواب الفاتحة، وذلك بالذكرى التاسعة للثورة.

ووصف البحيري كتلة الدستوري الحرّ بأنها "عنوان زوال مرحلة وآخر بقايا هذه المرحلة، وستنتهي قريبا لأنه ليس لها مشروعية ولا مشروعا مستقبليا، وكل ما لديها هو الارتباط بلحظة انتهت بتاريخ فرار المخلوع (بن علي)".

ويرى البحيري أنه "بعد التحوّل الذي حصل إبّان الثورة والذي استجاب لتطلعات الملايين من التونسيين نحو الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والدفاع عن السيادة الوطنية، فمن الطبيعي أن يستمر الصراع مع بعض المتضرّرين من الثورة، ممن ربطوا مصيرهم وحاضرهم وماضيهم بالنظام البائد".

البحيري أكد أيضا أن "بعض بقايا النظام القديم (في إشارة إلى الدستوري الحرّ) لهم ارتباطاتهم وامتداداتهم داخل البلاد وخارجها، وهم جزء من أجندة دولية وإقليمية في معاداة الثورات العربية وإجهاضها، واستمرار الهيمنة الاستعمارية، واستمرار هيمنة بعض الأقليات على السلطة والمال في البلاد".

وخلص إلى أنه من "الطبيعي جدّا أن يواصلوا في علاقة ببعض الأطراف الخارجية استهدافهم للثورة وللدولة الجديدة ومؤسساتها".

وأكّد البحيري أن "النهضة مستهدفة من هذه الأطراف"، مشيرا إلى أن الحركة "باعتبارها صمّام الأمان لهذه المرحلة، وواحدة من أهم الأسس التي بنيت عليها الثورة في بلادنا، فإن من الطبيعي استهدافها".

ومضى قائلا: "النهضة مستهدفة منذ الثورة إلى اليوم، وسيستمر استهدافها إلى حين استكمال الثورة لأهدافها.. استهداف النهضة هو استهداف لتونس وللثورة وللتحوّل الذي حصل على أنقاض نظام مستبد وفاسد وعميل للأجنبي".

وبخصوص الأطراف الخارجية التي تدعم بقايا النظام السابق، أوضح البحيري أن "من يقف وراءها ضاحي خلفان الذي يتدخل في شؤون شعب تونس".

وخلفان؛ نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي بالإمارات، عُرف بتصريحاته المناهضة للنهضة والثورة التونسيين، حيث دعا الشعب التونسي عام 2013 إلى إسقاط حكومة "الترويكا" برئاسة النهضة.

وهو أيضا من اعتبر أن "مصير إخوان تونس (في إشارة للنهضة) كمصير إخوان مصر، فالشعوب العربية سئمت الإسلام السياسي".

ووفق البحيري، فإن "محمد دحلان (القيادي المفصول من حركة فتح الفلسطينية) الفار من شعبه، والفار من تطبيق القانون عليه في فلسطين المحتلّة، يتدخّل أيضا في الشأن التونسي".

وأعرب البحيري عن أمله في أن "يكون موقف الحكومة الإماراتية من تونس متمايزا (مختلفا) عن موقف خلفان الذي لا يخفي عداوته للثورة والشعب والديمقراطية بتونس".

ودعا الإمارات إلى "توضيح موقفها وأن تتبرّأ من موقف خلفان، وإن كان موقف الأخير رسميا فإنه يتحمّل مسؤوليته كذلك".

وعبّر رئيس كتلة "النهضة" عن أسفه الشديد من اعتبار "بعض القوى الإقليمية بالارتباط مع قوى دولية، أن الثورات العربية تهدّد مصالحها لأنها تقدم مثالا جديدا للحكم قائما على العدل والمساواة والسيادة الوطنية والعزّة والدفاع عن قضايا الحقّ، وهم يعتبرون أن هذه التحولات تهدد مصالحهم وارتباطاتهم واستمرارهم".

ويستدرك: "رغم أنّنا في تونس خيار ثورتنا السلمية وهي ثورة الشعب التونسي وليست معدّة للتصدير ونحن نحترم سيادة كل شعب وقراراته، إلاّ أنّ هؤلاء اختاروا العداوة للشعب التونسي وثورته، وصنعوا لأنفسهم أدوات داخل البلاد تحاول تنفيذ أجنداتهم".