الزراعة الفلسطينية تعلن مناطق شرق غزة "منكوبة"

الزراعة الفلسطينية تعلن مناطق شرق غزة
الإثنين ٠٣ فبراير ٢٠٢٠ - ٠٣:٥٨ بتوقيت غرينتش

أعلنت وزارة الزراعة الفلسطينية أن الأراضي الزراعية المتضررة جراء رشّها من الاحتلال بالمبيدات السامة شرق قطاع غزة من شماله إلى جنوبه أنها "مناطق منكوبة"، وعلى الاحتلال تحمل تبعات هذه الجريمة وتعويض المزارعين عن خسائرهم بأسرع وقت ممكن.

العالم - فلسطين

وقالت الزراعة، خلال مؤتمر صحفي عقدته أمام منظمة "الفاو" في مدينة غزة، الاثنين: "إن قيمه الأضرار المادية التي لحقت بالمحاصيل الزراعية نتيجة تعرضها للمبيدات السامة الواقعة شرق قطاع غزة، تزيد على مليون وربع المليون دولار، حيث بلغ مجموع مساحة الأراضي الزراعية التي تضررت محاصيلها الزراعية أكثر من 2000 دونم".

ونبّهت إلى أن هذه التقديرات أضحت حتى الساعة أولية، وفقاً لما أصدرته الوزارة قبل نحو عشرة أيام، وذلك لأنه في إطار استمرار الجريمة وتكشّف تبعاتها وتداعياتها المتلاحقة، وفي سياق مواصلة الوزارة حصر الأضرار المتزايدة يوما بعد يوم، فإن التقديرات المادية للمساحات المنكوبة والخسائر المادية في تزايد كبير، وستعلن عنها رسميًّا بعد انتهاء طواقمها من حصر جميع الأضرار والخسائر وإحصائها.

وبدأت أول عملية رش هذا العام في الرابع عشر من الشهر الماضي، وشملت جميع المناطق الشرقية من شمال القطاع إلى جنوبه، حيث تتكرر هذه الجريمة شبه يومي، وحتى تاريخ البارحة 2-2-2020 رشّ الاحتلال سمومه في المناطق الشرقية لوسط القطاع، علماً أن هذه الجريمة مستمرة منذ عام 2000 وحتى تاريخه، بحيث ترشّ طائرات إسرائيلية دوريًّا مبيدات سمّية يحتاج تحلّلها مدّة زمنية طويلة.

ووفقاً لشهادات المزارعين والمواطنين في المناطق الشرقية للقطاع؛ فإن قوات الاحتلال المتمركزة داخل الشريط الحدودي تشعل إطارات مطاطية لتحديد اتجاه الرياح ما إذا كانت غربية فقط، وبناء على ذلك تعطي تعليماتها للطائرات بالرش، وبالتالي يتركز الضرر فقط على أراضي المزارعين الفلسطينيين وتجنّب مزارعهم هذا الضرر الكبير.

وأوضحت وزارة الزراعة أن الأضرار التي تكبدها المزارعون تركزت في معظم الزراعات الشتوية مثل القمح، والشعير، والفول، والبازلاء، والملفوف، والبصل والكوسا، بالإضافة للمزروعات الورقية مثل السبانخ والبقدونس.

وعلى إثر ذلك، أصدرت وزارة الزراعة تعليماتها للمزارعين والتجار بعدم قطف وبيع المحاصيل المصابة وعدم تداولها بالأسواق، حيث حيّت الوزارة الاستجابة السريعة من معظم المزارعين، إلى حد أنهم أتلفوا هذه المزروعات بأنفسهم وتحملوا عبء نقلها إلى مكبات الإتلاف، كما عملت الوزارة بالتعاون مع الجهات الحكومية المختصة والبلديات على إتلاف كميات كبيرة من هذه المزروعات المصابة وفقا للأصول والإجراءات القانونية المخولة بها.

وأدانت وزارة الزراعة الجريمة المستمرة التي يرتكبها الاحتلال بحق القطاع الزراعي والمزارعين الفلسطينيين، مطالبة المنظمات الدولية ومنظمات الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان والمؤسسات العربية بالإضافة لمؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الإعلامية بالقيام بجولات ميدانية على الأراضي الزراعية؛ للوقوف على حجم الأضرار الزراعية التي تسبب بها الاحتلال للمزارعين والخسائر التي ألحقها بهم وتوثيقها عن قرب بالصوت والصورة.

وشددت على دور هذه المؤسسات في فضح جريمة الاحتلال والتأكد من كذب مزاعمه، بأن عملياته في رش المبيدات الزراعية لم تلحق ضرراً بالمواطنين والمزروعات والبيئة ولا تمس بخصوبة التربة، داعية تلك المؤسسات إلى تحمل مسؤولياتها في العمل على محاسبة الاحتلال على هذه الجريمة النكراء بحق القطاع الزراعي والبيئة الزراعية، والضغط لإجبار الاحتلال على تعويض المزارعين عن الخسائر الكبيرة التي تكبدوها، في مصدر رزقهم الوحيد.