التوتر العسكري يعود إلى قطاع غزة

التوتر العسكري يعود إلى قطاع غزة
الأربعاء ٠٥ فبراير ٢٠٢٠ - ٠١:٤٧ بتوقيت غرينتش

بعد يومين من الهدوء المشوب بالحذر، عاد التوتر العسكري إلى قطاع غزة، وقصفت طائرات حربية صهيونية عدة مواقع للمقاومة الفلسطينية، في الوقت الذي يخشى فيه من اتساع دائرة التصعيد بشكل أكبر مع قرب الانتخابات البرلمانية الصهيونية، مما ينذر بالدخول في مواجهة عسكرية قد تدوم لأيام.

العالم- فلسطين

وعادت طائرات الاحتلال، بعد توقف دام ليومين فقط، وقصفت فجر الأربعاء مواقع للمقاومة الفلسطينية جنوب قطاع غزة.

وذكرت مصادر محلية أن طائرة استطلاع صهيونية أطلقت صاروخا تجاه موقع يتبع لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في مدينة خانيونس جنوبا، ثم عادت طائرات حربية وقصفت ذات الموقع بأربعة صواريخ.

ولم يسفر القصف الجوي الصهيوني عن وقوع إصابات، غير أنه خلف أضرارا وخرابا في المكان المستهدف.

وقال متحدث باسم جيش الاحتلال إن طائرات من سلاح الجو أغارت على أهداف لحركة حماس في جنوب قطاع غزة، ردا على تجدد “الاعتداءات الصاروخية”، واستمرار إطلاق “البالونات المفخخة” على مناطق الغلاف.

وقال إنه في ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء سقطت في النقب الغربي ثلاث قذائف صاروخية، وانفجرت في مناطق غير مأهولة قرب منطقة نتيفوت.

وأوضح أن صهيونيين اثنين أصيبا بجروح طفيفة، خلال ركضهما باتجاه الأماكن الآمنة، مشيرا إلى أنه وخلال الأسبوع الماضي أطلقت 13 قذيفة صاروخية من القطاع، على البلدات الحدودية.

وحسب الناطق العسكري، فقد جرى إبطال مفعول ست عبوات ناسفة، كانت ملصقة بعناقيد “بالونات مفخخة”، فيما انفجرت في الهواء عشرات البالونات، ثلاثة منها في سماء بلدة سيديروت.

وحمل الناطق باسم جيش الاحتلال حركة حماس المسؤولية عما يجري في القطاع وينطلق منه، وقال: "إنها تحتمل عواقب عملياتها التي تستهدف مواطني إسرائيل".

كذلك فتحت زوارق الاحتلال الصهيوني الحربية، صباح الأربعاء، نيران رشاشاتها الثقيلة تجاه مراكب الصيادين ببحر شمال قطاع غزة، وأجبر الهجوم الصيادين الذين كانوا يبحرون في منطقة الصيد المسموح بها على مغادرة البحر والعودة للساحل خشية على حياتهم.

وتشهد أجواء قطاع غزة تصعيدا زادت وتيرته عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأسبوع الماضي، خطته الخاصة بالسلام في الشرق الأوسط المعروفة باسم “صفقة القرن”، حيث فجرت الخطة التي تنتقص كثيرا من حقوق الفلسطينيين موجة غضب شعبية عارمة في كافة المناطق الفلسطينية.

وأعلن الصهاينة منذ ذلك الوقت زيادة عمليات إطلاق الصواريخ والبالونات، غير أن أيا من الفصائل الفلسطينية لم تتبن أي هجوم صاروخي بشكل رسمي، فيما يقول الشبان الذين يطلقون البالونات إنهم يتحركون بشكل فردي، بسبب تلكؤ الاحتلال في تنفيذ تفاهمات التهدئة التي جرى التوصل إليها قبل عدة أشهر.

وخلال اليومين الماضيين زادت بشكل ملحوظ عمليات إطلاق “البالونات المفخخة” التي تنفجر وتحدث أصواتا عالية فقط فوق المناطق الصهيونية القريبة من حدود غزة.

وكشفت تقارير الاحتلال أن جيشه نشر قناصة من جنوده على الحدود مع قطاع غزة، لمنع وصول “البالونات المفخخة” إلى مناطق الغلاف، وذلك بهدف اعتراضها بالنيران الحية وإسقاطها قبل الوصول للأماكن المستهدفة.

ويأتي ذلك في وقت تشير فيه التقديرات الأمنية في کيان الاحتلال إلى أن التوتر في مناطق الجنوب (قطاع غزة) سيستمر، وأن حركة حماس تدرس حاليا العودة إلى تنظيم التظاهرات الأسبوعية في مخيمات العودة.

وذكر موقع “واللا” العبري أن دراسة حركة حماس للعودة للتظاهر من جديد وإشعال الحدود تعود لإعاقة حكومة تل أبيب تنفيذ التفاهمات الإنسانية.

وذكر الموقع أن “المظاهرات العنيفة” التي نظمتها حماس طوال العام الماضي بمشاركة عشرات الآلاف من فلسطينيي القطاع بعدة مواقع مختلفة على طول القطاع قد تعود إليها، لأنها ترى بهذه المسيرات “نقطة مهمة من أجل لفت أنظار العالم، وإبقاء موضوع غزة على الأجندة الدولية، وفرضت على الصهاينة الدخول بحوار معها بوساطة مصرية، لتحسين الواقع المعيشي في غزة”.

وكانت الهيئة العليا لمسيرات العودة أقرت مطلع العام الجاري برنامجا للفعاليات يقوم على وقف تنظيم المسيرات الأسبوعية حتى نهاية مارس القادم، على أن تنفذ في ذلك اليوم “مليونية” على الحدود، في الذكرى الثانية للمسيرات، وأن تنظم الفعاليات بعد ذلك بشكل شهري وفي المناسبات الوطنية.

وأوضح التقرير الصهيوني أن حركة حماس أوقفت هذه المسيرات عقب وعود تلقتها من مصر بأن الاحتلال بصدد تنفيذ التفاهمات الإنسانية الموقعة معها في أكتوبر 2018، لكن الحركة باتت تدرك أنه كلما مر الوقت أكثر تزايد إحباطها، وخابت آمالها من الوعود المصرية والإسرائيلية.

وأشار إلى أن “الأجواء السائدة في القاهرة تجاه قطاع غزة تدفع حماس لحساب كل خطوة على حدة، رغم أن الرسائل الواصلة من تل أبيب إلى غزة تتراوح بين الطمأنة والتهديد، لكن المشكلة التي تواجه حماس أن توقيت غزة يختلف عن توقيت إسرائيل، وفي حال قررت الحركة العودة للمظاهرات الشعبية على طول الحدود، فإننا قد ندخل في جولة عنف جديدة”.

لكن التقرير أشار في ذات الوقت إلى أن الجانبين، حماس والاحتلال، ليسا معنيين بأي تدهور أمني واسع النطاق، قد يؤدي في النهاية إلى أيام قتال دامية، وهي فرضية لم يتم حذفها نهائيا من جدول الأعمال في غزة، لكن اليوم تسعى حماس لممارسة المزيد من الضغوط على کيان الاحتلال، من خلال البالونات، لتعكير صفو حياة المستوطنين.

وحسب الموقع الصهيوني فإن قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال، الجنرال هآرتسي هاليفي، يجري نقاشات يومية لتقدير الموقف، وجولات تشاورية مع قيادة الجيش، لمعرفة كيفية حماية الوحدات المختلفة على طول الحدود مع غزة، وفق أقصى درجات الجاهزية، وفي عمق المناطق الفلسطينية، من خلال تنظيم عمليات منسقة.

ويتوقع وفق التقرير أن يستمر التوتر في الفترة القادمة، طالما أن حماس لم تشعر بتحسن حقيقي في الأوضاع الإنسانية لقطاع غزة.