تبرئة متوقعة لترامب بعد تخندقه وراء التعصب الحزبي!

تبرئة متوقعة لترامب بعد تخندقه وراء التعصب الحزبي!
الأربعاء ٠٥ فبراير ٢٠٢٠ - ٠٤:٥٠ بتوقيت غرينتش

يتجه مجلس الشيوخ الأمريكي الذي يهيمن عليه الجمهوريون، مساء اليوم الأربعاء، صوب تبرئة الرئيس دونالد ترامب من تهمتي إستغلال السلطة وعرقلة عمل الكونغرس في إطار محاكمته أمام المجلس بعد مضي أربعة أشهر من بدء الديمقراطيين في مجلس النواب تحقيق مساءلة رسمي يتعلق بتعاملات الرئيس الامريكي مع أوكرانيا.

العالم - تقارير

ترامب، وهو جمهوري وثالث رئيس أمريكي يخضع لمساءلة في مجلس النواب ومحاكمة في مجلس الشيوخ ضمن آلية عزل، بعد الرئيسين أندرو جونسون عام 1868 وبيل كلينتون عام 1999، يواجه تصويتا في مجلس الشيوخ عند الساعة الرابعة مساء (21:00 بتوقيت غرينتش) يحدد إن كان يستطيع استكمال فترته الرئاسية أم يتعين عليه تسليم السلطة على الفور لنائبه مايك بنس.

ورغم ان التصويت سيكون تاريخيا بحذ ذاته، لكن من المتوقع أن تصب عملية التصويت في صالح ترامب، حيث يشغل الاعضاء الجمهوريون 53 مقعدا في مجلس الشيوخ الامريكي، مقابل 47 مقعدا للديمقراطيين.

ويتطلب عزل الرئيس الامريكي من منصبه موافقة غالبية ثلثي اعضاء مجلس الشيوخ المئة، أي 67 سناتورا وهو أمر غير مسبوق لان اي من الجمهوريين لم يعلن حتى الآن انه سيصوت لصالح إدانة ترامب وعزله من منصبه.

وفي حال تبرئة ترامب فسوف ينقل الجمهوريون والديمقراطيون قضية كل منهما إلى الناخبين الامريكيين حيث يسعى ترامب للفوز بولاية ثانية اما خصومه في الانتخابات الرئاسية المقرر اجراؤها في الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني العام الجاري.

والاتهام الأول الموجه لترامب، خلال محاكمته التي استمرت نحو 21 يوما، هو السعي بصورة غير مشروعة للحصول على مساعدة من اوكرانيا لحملة إعادة انتخابه في انتخابات هذا العام، واستغلال السلطة لمنع كييف من الحصول على مساعدة امريكية في الصيف الماضي للضغط على اوكرانيا من اجل فتح تحقيق يتعلق بجو بايدن نائب الرئيس السابق واحد مرشحي الحزب الديمقراطي لخوض انتخابات الرئاسة الامريكية هذا العام.

أما الاتهام الثاني الموجه للرئيس الامريكي، فهو محاولة عرقلة العدالة بعدم تقديم شهود ووثائق تخص التحقيق، في تحدّ لمذكرات استدعاء صادرة عن الكونغرس.

وطالب المدعون الديمقراطيون، في ختام مرافعتهم أمام مجلس الشيوخ يوم الإثنين الماضي، بإدانة ترامب بهذين الاتهامين، حيث قال رئيس هيئة الادعاء النائب الديمقراطي آدم شيف إنه لا يمكن الوثوق بأن هذا الرئيس سيفعل الصواب، مضيفا أنه لن يتغير وأنتم تعلمون ذلك.

وتابع شيف أن التاريخ لن يرحم دونالد ترامب، مطالبا اعضاء المجلس بالتحلي بالشجاعة للوقوف بوجهه.

وأكد شيف أمام الأعضاء المائة في مجلس الشيوخ، أن مؤسسي الولايات المتحدة أعطوكم دواء لكي تستخدموه، مضيفا: نظموا محاكمة نزيهة وقوموا بإدانته.

في المقابل، طالب محامو ترامب، في ختام مرافعتهم، بتبرئته. وقال محامي البيت الأبيض بات تشيبولوني ان الرئيس لم يرتكب أي خطأ. واصفا قرار عزل ترامب في مجلس النواب بانه منحاز تماما وسياسي، واضاف اننا نضع ثقتنا بمجلس الشيوخ.

وطالب المحامي مجلس الشيوخ بإنهاء حقبة العزل مرة واحدة ونهائية، برفض الاتهامين اللذين وجههما مجلس النواب للرئيس الامريكي.

وكشف استطلاع لرويترز/إبسوس، أجري في 27 و28 يناير/ كانون الثاني الماضي أن 39 بالمئة من البالغين الامريكيين يوافقون على أداء ترامب في منصبه مقابل رفض 55 بالمئة. ويقل هذا بقليل عن نسبة التأييد عندما بدأ مجلس النواب تحقيق المساءلة في سبتمبر/ أيلول وكانت 43 بالمئة مقابل رفض 53 بالمئة.

ورفض مجلس الشيوخ، الجمعة الماضي، بأغلبية 51 مقابل 49، طلب الديمقراطيين استدعاء مستشار الامن القومي السابق في البيت الابيض جون بولتون، ومستشارين كبار آخرين للرئيس الامريكي الى المحاكمة للاستماع الى افاداتهم.

ورغم أن مجلس الشيوخ يستعد لتبرئة ترامب في ختام إجراءات محاكمته، إلا أن الطريقة التي جرت بها محاكمة الرئيس الامريكي طرحت تساؤلات عدة للرأي العام مما أظهر أن الديمقراطية الأمريكية التي أثير حولها الكثير من الضجيج خاوية من المضمون وهي تتبع المصالح الشخصية والحزبية الضيقة التي تُسيّر السياسة الامريكية، فالرئيس الامريكي دونالد ترامب الذي أثبتت الوثائق أنه غارق في الفضائح السياسية والمالية يتخندق وراء التعصب الحزبي ويلقى دعما أعمى وغير محدود من قبل الجمهوريين، رغم انتهاكه السافر للدستور، مما جعله يتصرف بكل غطرسة ويعتبر نفسه كأنه فوق القانون ويتمتع بحصانة مقابل اي مساءلة أو محاكمة.