اردوغان..وضريبة عدم التنسيق مع موسكو!

اردوغان..وضريبة عدم التنسيق مع موسكو!
الخميس ٠٦ فبراير ٢٠٢٠ - ٠٣:٥٥ بتوقيت غرينتش

يتواصل تقدم الجيش السوري في مناطق تواجد المسلحين في ادلب مع توقعات كبيرة بقرب خسارة الفصائل الارهابية المدعومة تركيا لآخر معاقلها على الأرض السورية ،الأمر الذي سينعكس بشكل ايجابي على المسار السياسي والديبلوماسي السوري ويضغط اكثر على أنقرة ومن يدعم الجماعات المسلحة منذ سنوات.

العالم _ ما رأيكم

المتابع لأحداث سوريا منذ البداية يعلم أن من دعم مسلحي الشمال وادلب تحديدا هم الاتراك الذين قدموا الدعم اللوجستي لقيادة الارهابيين اضافة للاجتماع الذي جرى في اسطنبول والذي ضم قادة الفصائل الارهابية بالكامل حيث تكلم معهم اردوغان تلفزيونيا واعتبر ان اتفاق سوتشي ساقط وأنه على المسلحين ان يحموا انفسهم لذلك لا يحق للاتراك ان يقولوا ان الاتفاق تم خرقه من الجانب السوري.

اردوغان اعتاد على اطلاق التصريحات المتناقضة وهو اليوم يقول أن الجانب السوري قام بخروقات بحق قواته شمالا لكن التحليلات وبحسب متابعین تشير إلى أن رجل أنقرة لا يحق له الادعاء بذلك فهو أول من انتهك اتفاقيتي سوتشي واستانة منذ اكثر من عام ونصف ولم يلتزم بالاتفاقات التي وقعها مع الروس وهاهو يستفيق اليوم بعد ان تكبد ارهابيوه خسائر فادحة شمال سوريا.

فقاعات اردوغان الاعلامية قابلتها تحليلات من الجانب الروسي تؤكد أن الجيش السوري يدافع عن ارضه ضد الارهابيين ،والقانون يقول أنه وبحسب اتفاق اضنة فمن المفترض التنسيق مع الحكومة السورية بشأن أي عمل عسكري داخل اراضيها في الوقت الذي يرفض فيه اردوغان مخاطبة الحكومة السورية.

محللون من الجانب الروسي أيضا تحدثوا عن أن الاوضاع في ادلب تتفاقم وأن انقرة هي المسؤولة عن هذا الامر مع الاشارة الى ان التباينات تتزايد بين السياسات التركية والروسية نتيجة اللغة الغير مناسبة التي يستخدمها اردوغان في حواره مع موسكو.

من جهة اخرى فإن الروس يدركون ما تم الاتفاق عليه في سوتشي وما كان من المفترض ان يتم التوصل اليه في العام 2018 لكن هذا تأخر بسبب الاتراك ومماطلة اردوغان الذي كان يتصل ببوتين لوقف الاعمال القتالية لكنه تنصل في النهاية من التزاماته السابقة بحجج مختلفة.

التطورات على الساحة السورية مؤخرا يقابلها موقف أميركي داعم لأنقرة فيما يجري في ادلب ،الأمر الذي يعتبره مراقبون وقوفا ودعما غير مباشر لمسلحي "النصرة" المتواجدين هناك.

ومع أن اتفاق سوتشي لم ينفذ بحسب ما يرى محللون روس فإن الانطلاق من الواقع بات ضرورة وأن الجيش السوري هو صاحب القرار على ارضه منتقدين في الوقت ذاته التصريحات المتناقضة للأتراك وما قدموه لأوكرانيا مؤخرا من دعم يتعلق بقضية القرم الأمر الذي تراه موسكو استهدافا لها في المقام الاول على ما يجري في ادلب.

هذا الموقف التركي أزعج القيادة الروسية بحسب مراقبين لأنه سينعكس على مجريات الميدان في سوريا ،فالجيش السوري وأثناء تقدم احد الارتال التركية في ادلب قام بقصف تحذيري بالقرب من الرتل التركي في اشارة الى قدرة الجيش السوري على الدخول في معركة مع الجانب التركي.

وفي هذا الصدد يقول متابعون للشأن السوري أن سياسة اردوغان قتلت الالاف من السوريين في السنوات الاخيرة ومؤخرا قتل اربع من الضباط الروس كانوا في غرفة عمليات مشتركة مع الجانب السوري فكيف له أن يقوم بكل هذا ويدعي أن جنوده في موقع المعتدى عليهم؟.

البعض يرى بأن خطاب اردوغان السياسي متذبذب والهدف منه ايديولوجي في الدرجة الاولى خوفا من المساءلة التي قد تلاحقه ،فهو يدعي الانتصار دائما ولا يمكنه سرد الوقائع كما هي ،بينما تأتي الضربة السورية للجنود الاتراك كرسالة سورية روسية مزدوجة لتباطؤ اخراج تركيا الفصائل الارهابية من الشمال السوري ،الأمر الذي قد يضع اردوغان في ورطة بعد تقدم الجيش السوري نحو سراقب وقرب تحرير ادلب وقد يظهر لنا في المستقبل مدى تسرع تركيا في عدم التنسيق مع موسكو والالتزام بالاتفاقات السابقة.

إذا ما هو رأيكم:

كيف سيكون شكل المواجهة بين دمشق وانقرة بعد الضربة السورية للأتراك في ادلب؟

الى اين سيرحل الجنود الاتراك في حال انتصار الجيش السوري في ادلب ؟

هل سيكون هناك هجوم جديد ضد قوات اردوغان من الجانب السوري؟

هل يؤثر تسرع اردوغان بعدم التنسيق مع موسكو إلى تشويه خطابه في الداخل التركي؟